أدى توتر العلاقة بين الرئيس هادي والقيادي في الحراك الجنوبي محمد علي أحمد وموقف الأخير من مؤتمر الحوار أدى كل ذلك الى تحرك رئاسي مدعوم من قوى سياسية في صنعاء وذلك لفكفكة أكبر مكونات الحوار المشاركة في مؤتمر الحوار .
حيث قالت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء للمساء برس أن الرئيس هادي أجرى إتصالات مع عدد من الجنوبيين وكلف عدد من مساعدية بالتواصل مع قيادات أخرى من أجل إبعادهم عن بن علي وإقناعهم بالتراجع عن تعليق مشاركتهم في مؤتمر الحوار ومخالفة أوامر محمد علي أحمد .
وحسب المصادر فإن عدد من الجنوبيين في صنعاء ومحافظات جنوبية تلقوا وعود رئاسية بتسوية أوضاعهم المالية والوظيفية ووعود أخرى مقابل عودتهم الى مؤتمر الحوار .
ويسعى الرئيس هادي وقوى سياسية في صنعاء الى إنجاح مؤتمر الحوار وإجبار الأطراف المشاركة على التوقيع على مخرجاته التي لا زالت محل خلاف وجدل كبيرين بين أطراف عدة ولم يتم التوصل الى إتفاق بشأن قضايا مصيرية .
ويأتي تحرك الرئاسة اليمنية مدعوماً من قوى سياسية في صنعاء بعد أن كادت قوى أنصار الله والحراك الجنوبي أن تفشل مؤتمر الحوار بعد قرارها تعليق مشاركتها في الجلسات الختامية وإشتراطها إستكمال بعض اللجان أعمالها قبل الخوض في الجلسة الختامية للمؤتمر .
ولم يستبعد المصدر أن تكون جهات سياسية في صنعاء متورطة في تأجيج الصراع في منطقة دماج بصعدة وكذلك في عمران من أجل الضغط على الحوثيين للعودة الى مؤتمر الحوار والتوقيع على نتائجه والموافقه على كل المقررات .
حيث تشعر بعض الأطراف السياسية في صنعاء أن الحوثيين أن الضغط على الحوثيين يكون بإشغالهم في التوتر بدماج وعمران وربط إنهاء ذلك التوتر بتراجع مكون أنصار الله في الحوار الوطني عن موقفه .
في سياق آخر وإستكمالاً لمسلسل الإطاحة ب محمد علي أحمد قال منشقون عن قيادة تكتل مؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار اليمني انهم عقدوا اجتماعا سياسيا أمس الثلاثاء وافضى لاحقا إلى تشكيل قيادة بديلة لقيادة مؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار اليمني حيث يصبح بموجبه "محمد علي احمد" عضوا عاديا في التكتل المشارك بعد ان كان رئيسا له.
وقال القيادي في تكتل مؤتمر شعب الجنوب "خالد باراس" في تصريح خاص لصحيفة "عدن الغد" ان عدد من قيادات مؤتمر شعب الجنوب اجتمعت في العاصمة اليمنية صنعاء واتفقت على تشكيل قيادة بديلة بدلا عن السابقة التي تدير أعمال وشئون وفد مؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار اليمني .
وقال "باراس" ان المشاركين في هذا الاجتماع اتفقوا على اعفاء "محمد علي احمد" من منصبه كرئيس لفريق مؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار اليمني واستبدال "باراس" بدلا عنه بمشاركة قيادات أخرى بينها "ياسين مكاوي".
وقال "باراس" انه سيصدر لاحقا بيان تفصيلي بواقعة الاطاحة "ببن علي" لكنه قال ان السبب الاساسي في تنحية محمد علي سببه غياب الرجل وامتناعه عن المشاركة في جلسات مؤتمر الحوار اليمني بصنعاء خلال الأيام القليلة الماضية.
على صعيد متصل قال مصدر في مكون المؤتمر الوطني لشعب الجنوب -احد فصائل الحراك الجنوبي- ان الاجتماع الذي عقد في صنعاء الاربعاء لانتخاب قيادة جديدة للمؤتمر غير شرعي ومخالف للنظام الداخلي .
واضاف المصدر في افادة خاصة لصحيفة "عدن الغد" ان اخر اجتماع للهيئات القيادية لمؤتمر شعب الجنوب عقدت في محافظة عدن عقب اجازة عيد الاضحى المبارك بحضور كافة اعضاء الهيئات الثلاث ولم يتم التطرق فيه الى موضوع انتخاب قيادة جديدة للمكون .
ولفت الى ان اجتماع صنعاء مخالف للنظام الداخلي كونه لم يضم الهيئات الثلاث بل اقتصر على بعض الاشخاص الذين شاركوا في الجلسة الختامية الثالثة، متهما اياهم بالالتفاف على مطالب المكون ومحاولة تمرير مقترح الاقاليم الخمسة الذي ترفضه مجموعة ال85 للحراك الجنوبي
وكشف المصدر عن عقد مثل هذا الاجتماع البارحة وفشله في اختيار قيادة بديلة ورفض المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر لقاءهم على اعتبار انهم لا يمثلون مكون المؤتمر الوطني لشعب الجنوب .. لافتا الى ان المقاطعين ليسوا فقط مكون المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بل ايضا تيار المستقلين الجنوبيين الذي يتزعمه السياسي عبدالله الاصنج .