اعلن سيرغي تشيميزوف رئيس شركة روستيك العامة المكلفة خصوصا تطوير وتشجيع تصدير الاسلحة ان روسيا ستسلم مصر انظمة للدفاع الجوي. ونقلت وكالة الانباء العامة ريا نوفوستي عن تشيميزوف قوله ان روسيا ومصر "قريبتان من توقيع عقود تتعلق بأنظمة دفاعات جوية"، دون أن يوضح نوع الصواريخ التي تشملها الصفقة. ويأتي هذا الاعلان على اثر زيارة قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو الى مصر الاسبوع الماضي. وجاءت زيارة سيرغي لافروف وسيرغي شويغو "الاولى في تاريخ" العلاقات الروسية المصرية التي تجري في صيغة "2+2" حسب موسكو، وذلك بعد توتر بين واشنطن وحليفتها القاهرة التي قالت انها تريد التعاون مع دول اخرى في الشق العسكري. ويقول مراقبون إن من شأن هذا الصفقة أن تثير قلق واشنطن بشأن علاقاتها الاستراتيجية مع الحليف المصري القوي في المنطقة بعد أن سارعت إلى تجميد بعض المعونات العسكرية له، بسبب إقدام الجيش المصري على إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم استجابة لطلبات ملايين المصريين الذين خرجوا في نهاية يونيو/الماضي للشوارع لإسقاط حكم الإخوان. وقد يجعل هذا التطور المتسارع للعلاقات المصرية الروسية واشنطن تراجع حساباتها في طريقة تعاملها مع القاهرة على نحو سريع كما يقول مراقبون، خصوصا وان روسيا تبدو على عجلة من أمرها لملء الفراغ الذي قد يخلفه أي خروج اميركي من المنطقة وخاصة من مصر. وقال تشيميزوف ان روسيا ومصر تبحثان ايضا مسالة تسليم طائرات ومروحيات روسية". وذكرت صحيفة الاعمال الروسية فدوموستي الاسبوع الماضي ان قيمة العقود قد تصل الى نحو ملياري دولار. وقد تمول هذه المشتريات المملكة العربية السعودية التي كثيرا ما تتعارض معها روسيا لاسيما بشان النزاع في سوريا بحسب مصادر فدوموستي. واشار تشيميزوف الى ان الجانب المصري يعاني من مشاكل مالية. ولفت الى "انهم يناقشون هذه المسألة مع شركائهم. وقد يطلبون ايضا قرضا من روسيا". وكان ميخائيل زافالي ممثل الشركة الروسية القابضة روستيك صرح لوكالة الانباء ريا نوفوستي مؤخرا "نعرض على مصر مروحيات حديثة وانظمة دفاع جوي وخدمات صيانة وتحديث لتجهيزات عسكرية كانت اشترتها من قبل". وذكرت مصادر قريبة من وزارة الدفاع الروسية وروستيك، ان الامر يتعلق بشراء مقاتلات من طراز ميغ-29ام/ام2 ونظام للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات كورنيت. والاسبوع الماضي أشاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لبلاده بعهد جديد من التعاون الدفاعي مع حليف قديم. وأقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أطاح بالملكية بعد ثورة عام 1952 علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي في الخمسينات استمرت حتى السبعينات. وأبلغ السيسي نظيره الروسي سيرغي شويغو بأن الزيارة "تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري". وقال مراقبون إن التقارب المصري الروسي يبعث برسالة قوية إلى واشنطن التي جمدت بعض المساعدات العسكرية للقاهرة ويكشف أن أوراق الضغط المصرية للرد على قرار واشنطن بتجميد بعض المساعدات العسكرية حقيقية وليست مجرد "دق حنك". وبعد اشهر من التردد جمدت الولاياتالمتحدة رسميا في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي جزءا من مساعدتها الى مصر. وتتلقى مصر نحو 1.3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة سنويا ومنذ توقيعها في 1979 اتفاقية سلام مع اسرائيل، وهي وسيلة لضمان احترام الاتفاقية وضمان اولوية العبور في قناة السويس ودعم هذا البلد الاكثر ازدحاما بالسكان في العالم العربي والناشط جدا في "الحرب على الارهاب" الاسلامي التي تقودها واشنطن. لكن واشنطن أعلنت تجميد شحنات الدبابات والطائرات المقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ بالإضافة الى 260 مليون دولار مساعدات مالية كانت ستحصل عليها مصر وذلك حتى تحرز تقدما نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان. وبعد تجميد واشنطن جزءا من مساعدتها قام وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان بزيارة لا سابق لها على هذا المستوى الى مصر بحثا خلالها في "التعاون العسكري" بين موسكووالقاهرة. وقال وزير الخارجية المصري إن القاهرة تتطلع الى تنشيط العلاقات مع روسيا. وقال مسؤولون مصريون وروس إنه سيتم استئناف اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نحن مستعدون لمساعدة مصر في كل المجالات التي تسعى للتعاون فيها". وأضاف إن روسيا ستكون مستعدة لمساعدة مصر في تحديث مشروعات أقامتها بمساعدة سوفيتية في عهد جمال عبد الناصر.