أبسط طريقة لقلة الحيلة التي تمارسها الحكومة هو تنصلها عن مسئولياتها لحفظ أمن 22 مليون نسمة من اليمنين المتعبين من انفلات أمني مروع واستمرار نهج جرائم الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية والقاء هذه المسئولية على طرف ثالث ينفذ هذه الجرائم من خلف شاشة التلفاز .
حادثة اغتيال فيصل المخلافي قبل شهرين وحادثة اغتيال عبدالكريم جدبان البارحة وغيرها كثير من جرائم الاغتيالات تحيلنا إلى هذا الطرف الثالث وهو في هذا السياق علي عبد الله صالح " نيرون اليمن الجديد" الذي يريد أن يرى اليمن تُحرق حتى نترحم على عهده ، أيام الاستقرار والازدهار والحريات ونبكي على ما مضى ..
في رأيي الطرف الثالث المستفيد من تصاعد حدة الجرائم هو علي عبدالله صالح وأجهزته القائمة وهذا الاستنتاج لايحتاج " المحقق كونان" حتى يحيلنا إلى هذه النتيجة المرة، لكن في رأيي هناك أطراف تشتغل مع هذا الطرف ربما برغبة في كسب مزيداً من النقاط على أرض الواقع أو ربما لأنها تربت في عهد على عبدالله صالح وهي نتيجة من نتائج ثقافتها وهي الغدر والعيش على صناعة الأزمات، هذه الأطراف المتحاورة الآن في فندق موفبيك والتي تحترب الآن في صعدة ودماج وتعز والضالع والشحر، الأطراف المستفيدة من صناعة الحروب والأزمات وتنمية المليشيات المسلحة ، وحروب الكراهية الطائفية ..
إن جريمة اغتيال جدبان وفيصل المخلافي متشابهة لدرجة محزنة ، لقد أخذت ايادي الغدر ، الشخصيات الأكثر انتفاحاً مع الآخر ، والأكثر بعداً عن الصراعات المذهبية والمناطقية ، والأكثر وسطية لتجلعنا نشعر بفداحة هذه الحروب الجائرة التي علينا أن نعيشها ، ويذهب بها خيرة أبنائا وأصدقائنا ..
إن جريمة اغتيال جدبان وفيصل المخلافي رسالة موجعة وعلى الجميع أن يقرأها بحذر بأن الطرف الثالث سيصل لهم ، و في هذه الحالة ستظل حكومة الوفاق تتفرج على ما يجري لنا ، ولن يكون لديها قليلاً من اللياقة واحترام الذات لتقدم استقالتها تأكيداً على عجزها في تسيير شئون اليمنيين في أصعب الظروف التاريخية أو على الأقل لتقيل وزير الداخلية الذي هو " شاهد" ما شفش حاجة ..