شارك الآلاف في مدينة تعز اليوم الاثنين في تشييع جثمان الأكاديمي الدكتور فيصل سعيد المخلافي الذي اغتيل برصاص مسلحين مجهولين صباح أمس الأحد. واغتال مسلحان قيل انهما كانا يستقلان دراجة نارية أستاذ العلوم السياسية في جامعة تعز الدكتور فيصل المخلافي بالقرب من إحدى الكليات في تعز. وشارك الآلاف اليوم في مراسيم التشييع التي بدأت بالصلاة على الجثمان في مسجد السعيد. والدكتور المخلافي هو شقيق الشيخ حمود سعيد المخلافي أحد أبرز الشيوخ القبليين في تعز الذين أيدوا الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011 وقاتل أنصاره ضد قوات صالح التي قصف المدينة واقتحمت ساحة الاعتصام وأحرقتها. والدكتور المخلافي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة بتقدير «ممتاز»، عن رسالته الموسومة ب«المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الجمهورية اليمنية (1990 – 2006)». وأثار اغتيال المخلافي غضب سكان في تعز ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه امتداداً للانفلات الأمني في تعز. وعقب الاغتيال، هاجم مجهولون منزل أحد أبناء مارب في تعز وأحرقوا سيارته فيما قيل انها قضية ثأر قديمة بين أحد مشائخ مارب والشيخ المخلافي، لكن الأخير نفى ذلك وألمح إلى أن هناك طرفاً ثالثاً يريد إذكاء «الفتنة» بين أبناء تعزومارب. من جانبه، قال الشيخ شوقي المخلافي، شقيق الدكتور فيصل، رفض توجيه أي تهمة لأي طرف بشأن عملية الاغتيال حتى تستكمل التحقيقات الرسمية في الجريمة. وقال «لا صحة لما يشاع عن وقوف عدد من أبناء مارب وراء عملية الاغتيال، لأن من عادات وتقاليد قبائل مارب ألا يستهدفوا شخصاً أعزلاً أو يمارسوا الغدر.. وما حدث للدكتور عملية غدر جبانة». ودعا شوقي المخلافي كافة قبائل المخلاف وكافة محبي الفقيد إلى التعقل حتى تتضح نتائج التحقيق «لأن أي تهور قد يضر بقضية المجني عليه». ولم يستبعد وقوف طرف ثالث وراء عملية الاغتيال «لأهداف سياسية وأمنية خاصة في الوقت الحساس الذي تمر به اليمن». واستنكر اجتماع موسع لكبار مشائخ ووجهاء تعز، عقد أمس الأحد، جريمة اغتيال الدكتور فيصل المخلافي وحمل السلطات المحلية مسؤولية حماية المواطنين. واعتبر البيان الصادر عن الاجتماع «أن دم الشهيد الذي اريق على قارعة الطريق هو دم جميع ابناء تعز»، مطالباً السلطة المحلية والاجهزة الأمنية وجميع المعنيين «بسرعة ضبط القتلة وأحالتهم الى الجهات المختصة لينالوا جزائهم الرادع قطعاً لدابر أي فتنة». وحذر من «دخول أي طرف ثالث يستغل هذه الأجواء المتوترة بغرض توسيع دائرة الاشتعال»، محملاً «الأجهزة الأمنية مسؤولية حفظ وحماية الأشخاص والممتلكات لجميع سكان محافظة تعز».
من جانبه، أدان التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز عملية «الاغتيال الجبان الذي تعرض لها الدكتور فيصل سعيد المخلافي بتعز».
وحمل السلطة المحلية «مسؤولية ضبط الجناة وتطبيق القانون وانهاء الحالة الأمنية المتدهورة والتي تصاب كل يوم بالانفلات بشكل مدروس من جهات تسعى لزعزعة المحافظة واستقرار اليمن».
وعبر الإصلاح عن أسفه «بفقدان أحد أهم الكوادر الأكاديمية المشهود لها بالاستقامة الوطنية»، ودعا «كافة القوى والشخصيات في تعز إلى تظافر الجهود الى انقاذ المحافظة لما يدبر لها من جر الى مربع العنف والفوضى».
كما دعا في بيانه «الى التحلي باليقظة والالتزام بالقانون والبعد عن الاعتداء على الابرياء والكف عن التصرفات الخارجة على القانون التي من شانها ان تحقق أهداف القتلة وتعطيهم فرصه للنجاة بجريمتهم».