عندما تفشل القوى المعادية للشعوب بعد ثوراتها في إعاقة حركة التغيير يلجأ الطابور الخامس والقوى المعادية والمتضرّرة من الاستقرار إلى الرمي بآخر أوراقها لخلط الأوراق، وآخر هذه الأوراق هي الاغتيالات وإشعال الحروب، وهي وسائل قذرة تقوّض كل الجهود وتحرف الثورة السلمية والنضال السلمي للشعب الذي من شأنه وحده أن يبني دولة مدنية.. اغتيال النائب عبد الكريم جدبان يأتي في هذا السياق الخبيث وهو اختيار لكلّ القوى الفاعلة لكي تتقارب أكثر وتتضامن لإخراج القاتل وتعريته، والذي يختبىء بين الخلافات والصراعات العبثية.. وعندما تتسارع الاتهامات بين القوى المختلفة وتوجّه بعشوائية على أساس الكراهية والاختلاف وليس الدليل ينجو القاتل الحقيقي ويحقّق أهدافه الدنيئة.. يصدق هذا في اغتيال الدكتور فيصل المخلافي واختطاف محمد منير..وكلّها أمور مهما كانت عناوينها مختلفة إلا أن هدفها واحد وهو خلط الأوراق وتعكير الجو السياسي الذي رغم كل العوائق يسير نحو الانفراج والاتفاق على قواعد الخروج الآمن.. لابد أن يتفق الناس على ثوابت لا تقبل الخلاف وتخرج تماماً من دائرة المماحكة، مثل حماية وصيانة الدم اليمني وأمن الوطن واقتصاده والمنشآت العامة وكل القواسم المشتركة والمصلحة العامة التي يُفترض أن تعمل كل الأحزاب والقوى من أجلها. الصبيانة والطيش وحدهما من يلعبان بالدماء ويضرّان باستقرار الوطن.. ويجب محاصرة المستفيد من الاغتيالات بعدم الذهاب إلى التخندق وتبادل التهم جزافاً أو تعطيل القطار العام لليمن والمستفيد من الاغتيالات، كل الاغتيالات هم أعداء الدولة والتغيير والاستقرار وعناوينهم معروفة ومكتوبة في جباههم.. المستفيد من الاغتيال والفوضى اليوم هو المستفيد من إفشال الحوار الوطني والمستهدف من اغتيال جدبان وشنّ الحروب هو الحوار الوطني والدولة المنشودة، وعلى المجتمع أن يجرّم عمليات العنف و الحروب والاغتيالات أياً كانت ومن أيّ طرف كانت، حتى نكون في مربّع الأمان، دنيا وآخرة.. إن اغتيال عبدالكريم جدبان وكل عملية اغتيال تُريق دماً يمنياً هي جريمة ضد الوطن وتستهدف استقراره، ولا يوجد أقذر من الاغتيالات إلا أصحابها.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك