قال المحلل السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد إن عملية الاغتيالات التي يتعرض لها السياسيين في الساحة اليمنية هي محاولة لاستجرار حوادث الاغتيالات التي استهدفت الاشتراكيين في الفترة الانتقالية بعد تحقيق الوحدة اليمنية 199. وأكد عبدالسلام في حديث خاص ل «الخبر» أن مثل هذه الاغتيالات تهدف إلى خلط الأوراق وإفشال مرحلة التحول الديمقراطي لليمن على المدى الاستراتيجي ، وكذا تحقق هدفا تكتيكيا يتمثل في إفشال مؤتمر الحوار الوطني وجر البلاد إلى حرب أهلية. وأشار إلى أن المستفيد من خلط الأوراق وجر اليمن للحرب هم جماعات العنف المسلحة بأضلاعها الأربعة «الحوثيون والقاعدة والحراك الجنوبي المسلح والعصابات المسلحة التي فقدت مصالح كان يعطيها النظام السابق». ووصف رئيس مركز أبعاد الذين ينفذون مثل هذه الاعمال بأنهم يمتلكون معلومات أمنية دقيقة وتحيط بهم منظومة حماية ، وهو ما يرجح وقوف جهة ذات علاقة بجهاز مخابرات محلي أو دولي. وحول ما تعرض لها النائب جدبان قال عبدالسلام إن كثير من المؤشرات تؤكد أن جدبان تعرض لتصفية ، وليس لاغتيال وهو ما أشار إليه بعض المقربين منه في تصريحاتهم. وأضاف متسائلا : «لماذا استهدف جدبان وهو قيادي سياسي محسوب على الحوثيين وليس قيادي عسكري؟، منوها إلى أن الإجابة هنا تضع عدة احتمالات». وتابع عبدالسلام في حديثه ل «الخبر» :«إذا كان جدبان استهدف من خصوم الحوثيين فهذا قد يدخل في إطار تداعيات حرب الحوثيين على دماج وهذا احتمال ضعيف ، مشيرا إلى أن الاحتمال الثاني هو أن طرف ثالث هو من استهدف جدبان لإثارة صراع طائفي وحرب أهلية وهذا الاحتمال له دلائل قوية تتمثل في اختيار المستهدف كسياسي وليس عسكري وفي توقيت حرج مع بداية انتهاء الحوار الوطني». وبحسب عبدالسلام فإن الإحتمال الثالث يتمثل في أن جدبان قد يكون تعرض لتصفية من داخل تنظيم الحوثيين ، مضيفا : «ورغم أن الشواهد ضعيفة إلا أن علاقة جدبان السياسي بايران وبشكل قوي في ظل توجه إيران لاعتماد المنهج السياسي والدبلوماسي قد يثير مخاوف قيادة التنظيم العسكري التي تعتمد على التوسع العسكري ولا تهتم بالجانب السياسي».