عاجل: العثور على الرئيس الإيراني وطاقمه بعد سقوط مروحيتهم والكشف عن مصيره ووكالة فارس تدعو "للدعاء له"    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإغتيالات وأداء الحكومة والحوار في خطاب الحوثي
نشر في المساء يوم 02 - 12 - 2013

نص ما جاء في خطاب زعيم أنصار الله الحوثيين حول الحوار والمرحلة التأسيسية والإغتيالات وأداء حكومة الوفاق الوطني

نأتي إلى ظروفنا الحالية في بلدنا، فواقعنا نفسه هو الواقع الذي ثارَ عليه زيد، وثارَ قبلهُ الحسين، وواقعنا نفسه هو الذي يستوجبُ منَّا، من منطلق انتماءنا الصادق، إلى كتاب ربنا، إلى مبادئنا العظيمة في إسلامنا، إلى القيم والأخلاق، التي تُعتبر المنظومة الأساسية لإسلامنا وديننا، تفرض علينا أن نثور كما ثاروا، أن نقفَ بوجه الباطل كما وقفوا.
عندما نأتي إلى الظروف التي نعيشها في بلادنا، على المستوى السياسي؛ ترى الكوارث والفظائع والأمور العجيبة، والتي لم نكن نتوقّع أن نعيشها في يومٍ من الأيام، في مثل ما هي عليه.
التفريط بالاستقلال والسيادة، وغابت كل تلك العبارات والجُمَل والمبادئ، والخطابات، وما كنا نسمعهُ مما كان محشوًّا بعبارات الوطنية والوطن وما شابه.. لم يبقَ هناك من أيّ اعتبار لا لوطن، ولا لوطنية، ولا لمواطن.
فرّطوا بالاستقلال والسيادة، بلدنا لم يعد مستقلًّا، بلدنا خاضع خضوعاً كاملاً للوصاية الأجنبية، ومُستباح السيادة.. القواعد الأجنبية في بلدنا.. مصادرة القرار السياسي، من يتحكم بالقرار السياسي في البلد.؟ من يُملي ما يشاء على كبار رجال الدولة ووزرائها ومسئوليها.؟ ثم هم ينفذون بدون أي تردد.. الإهدار لدم أبناء الشعب اليمني، حكومة أهدرت شعبها، دماء شعبها، وأباحت حياتهم، لدرجة أن الأمريكي يُمكنهُ أن يقتل أي يمني، في أي محافظة، بدون أن يُواجِه أي كلمة، أو احتجاج.. يقتل من يريد، في أي محافظة، طفلاً أو كبيراً أو صغيراً، رجلاً، أو امرأة، وكأن الشعب اليمني شعبٌ من الخرفان، وكأنَّ الأمريكي الجزار الذي له أن يذبح من يريد، متى يريد.. هذا الشعب شعب من البشر، كيف ساغَ لهذه الحكومة أن تُهدِرَ دمه.؟ وأن تبيحَهُ للأمريكيين؛ فيقتلونهُ بدون أي مُساءلة أو احتجاج أو أي موقف..؟!!
نجد أيضًا إصرار النافذين في السلطة والقوى التقليدية، على السيطرة على التفاصيل في إطار تنفيذ المؤامرات التي هي لصالح الخارج من خلال صفقات مع الخارج؛ لضمان دعمه، وهذه كارثة.. هذه ربما من أهمّ العوامل الداخلية التي ساعدت على أن يأتي الخارج بكلّ ثقله ليلعب لعبتهُ في البلد، ويتصرف كيفما يشاء ويريد في البلد، ينشر أجهزتهُ الاستخباراتية، يعمل ما يشاء ويريد.
نجد أيضاً أنَّ معظم القوى النافذة في السلطة تتعاطى وفق منطلقات، بناءً على منطلقات ومعايير حزبية خالصة وليست وطنية.. يعني يهمهم مصلحتهم الشخصية ومصلحتهم الحزبية في حدود معينة، ولو على حساب الوطن بكلِّه، على حساب البلد بكلِّه، على حساب الشعب بكلِّه، ليست عندهم مشكلة، ليس للشعب عندهم قيمة ولا كرامة ولا حُرمة.
ثم نأتي إلى المستوى الأمني، فنجد الفظائع أيضًا.. الاغتيالات، انتشار الاغتيالات، وحسب بعض الإحصائيات مائة وستين جريمة اغتيال، في الفترة الأخيرة فقط..!! ومعظم ضحايا الاغتيالات كانوا حتى من الجيش ومن القوى الأمنية، ولكنها طالت أيضاً بقية الفئات من أبناء الشعب، وصولًا حتى إلى المُحامين، والحقوقيين.
الاغتيالات التي تتمّ بصورة وقحة جدًّا تنمُّ عن تواطئٍ، وعن تسهيلاتٍ واضحة، يعني هل هذا الشعب شعبٌ ليس لهُ من يحميه.؟ ما قيمة ما فائدة أن يكون هناك أجهزة أمنية.؟ وأن يكون هناك جيش.؟ ثمَّ المسألة ليست مسألة معقدة.. يعني اغتيالات معقدة تتم بطريقة معقدة..لا، تتم الاغتيالات في وضح النهار في معظمها، أو في بداية الليل.! في الشوارع العامة.! وفي كثيرٍ من الحالات بالقرب من مبانٍ أمنية، من مؤسسات أمنية، من أماكن أمنية، من مناطق خاضعة لسيطرة أمنية قوية.
ليس فهذا فحسب.. أصبحت صنعاء وهي العاصمة التي للأمن فيها ثقله أكثر من أي محافظةٍ أخرى، ويُفترض أن هناك سيطرة أمنية فيها أكثر من غيرها من المحافظات؛ أصبحت هي بؤرةً للشرّ، وبؤرةً للمجرمين والقتلة، يعيثون فيها الفساد، يتحركون على سياراتهم، وموتراتهم، من هذا المكان إلى هذا المكان، من هذا الشارع إلى هذا الشارع، وبكلِّ بساطة، وينفذون جرائم القتل بكلِّ بساطة، وكل جرائم القتل بدون استثناء تمرُّ من دون متابعة، من دون كشف للجُناة، من دون تقديمهم للعدالة.! صنعاء.. فما بالك بغيرها.
على المستوى الأمني نشاهد أن هناك تغذية لحروب داخلية، وبشكلٍ كبير، يُدفع في ذلك المال، تُساهم المؤسسات الرسمية في تغذيتها، مخازن الجيش من داخلها توفر دفعات متنوعة من السلاح، ومتنوعة من الذخائر والقذائف لتمويل هذه الحروب للاعتداء على شريحةٍ واسعةٍ من أبناء الشعب اليمني.. وتسهيلات للأمر لأنه مطلوب، لأنهم يريدون لليمن أن يكون هكذا، بلدًا محترقًا بالحروب والفتن والمشاكل.. بلدًا لا أمن فيه ولا استقرار، وأي حكومة هذه الحكومة التي تساعد على ذلك ؟! وتوظف أجهزتها الأمنية لدعم ذلك ولتسهيل ذلك.؟ قطع للطرقات.. طرقات رئيسية إلى محافظة بأكملها تُقطع، ليُحاصر أبناء محافظة بكلِّها، وبكلِّ بساطة، ويتمّ قطع الطرقات حيث هناك سيطرة كاملة للحكومة، للجيش، للأجهزة الأمنية، وتنزل تعليمات وتوجيهات من المستويات العليا في الدولة، أنِ اتركوا لهؤلاء شأنهم، أنِ افسحوا لهم المجال ليقطعوا الطريق، أولئك الذين يقولون في وسائل إعلامهم أنهم يتلذذون بقطعهم للإمدادات الغذائية، ومنعهم من وصول الدواء للشيبان كما يقولون، وحليب الأطفال للأطفال، ويقسمون أنهم يتلذذون بذلك.!
يعني هناك رعاية.. رعاية رسمية لكل ما يجري، ومن وراء هذه الرعاية الرسمية، هناك مؤامرة خارجية، لمصلحة من تريدون البلد أن يحترق بالمشاكل؟ لمصلحة من تُسهلون.. تقدمون كل هذه التسهيلات، من أجل الفتن والحروب والمشاكل والقتل والنهب والسَّلب.. أليس هذا لمصلحة أمريكا.؟ لمصلحة الخارج.؟ أليس هذا يُضعف اليمن بكلِّه.؟ أليس هذا يُحوّل اليمن إلى صومالٍ آخر..؟!
استهداف للمصالح الحيوية بين آونةٍ وأخرى، وبين كل وقتٍ وآخر، تُستهدف أنابيب النفط، والمسألة عادية.! مسألة عادية.! يُعلنُ عنها، وتتعاطى معها الجهات الرسمية بكل تغاضٍ.
في نهاية المطاف يتضرر الشعب اليمني.. استهداف المنشئات الخدمية في مقدمتها النفط، والكهرباء، استهداف في الآونة الأخيرة حتى للقطاع الخاص، بدأ هناك عمل منظم لاستهداف كبار التجار، وسمعنا عن ما حصل في تعز، وعن حالات حصلت في صنعاء.
اختطافات بشكلٍ كبير.. توسيع دائرة الاستهداف بالقتل لتشمل الجميع، كل فئات الشعب، حتى أعضاء مجلس النواب، وصولًا إلى الحادثة الإجرامية الأخيرة، التي استهدفت الشهيد العزيز/ عبد الكريم أحمد جدبان، رحمهُ الله.
في بداية الأمر نودّ أن ننوه وننبّه ونؤكد على أنها جريمةٌ سياسية بامتياز.. جريمة سياسية، وليست جريمةً طائفية، وليس ورائها بُعدٌ طائفي.. هي جريمةٌ سياسية، هذا شيء مؤكد، واستهداف أخانا العزيز الشهيد الدكتور عبد الكريم أحمد جدبان، رحمهُ الله، هو استهداف للقيم بكلِّ ما عُرِفَ به هذا الرجل من قِيَم وأخلاق، واستهداف للمعرفة والعلم.. هذا الرجل كان عاشقًا للمعرفة، عاشقًا للعلم، حاملاً للعلم، والقوى الهمجية العميلة المدمّرة للبلد، لا تتقبل أن يكون في أوساط شعبنا من هذا النوع.. يشقّ عليها أن تصبر، هذه مشكلة عندها، القوى الهمجية بكل همجيتها وجهلها وغبائها وتبلّدها وإجرامها ونزعتها الطغيانية، لا تقبل أن يكون في البلد متنورون، أصحاب معرفة، أحرار.. هذه مشكلة عندها.
كذلك نعرف أن النهج الصهيوني والأمريكي لا يقبل لأي بلد أن يكون فيه متنورون أحرار.. أحرار، لا يقبل بهذا، هو يستهدفهم.
استهدافهُ أيضًا كان استهدافًا للعيش المشترك لتغذية الفتن والانقسامات والحروب الداخلية، واستهداف للاستقرار والأمن، استهدافهُ كان استهدافًا للتوجه والمسار المنادي باستقلال البلد، وصون كرامة الشعب، ومكافحة الفساد، وإصلاح الأوضاع.
فالشهيد العزيز كان هذا مسارُه، مسار العمل على استقلال البلد وصون كرامة الشعب، مكافحة الفساد.. الجريمة بشكلها دليلٌ على الإفلاس، إفلاس مرتكبيها ومن ورائهم من القيم والأعراف، كيف ساغَ لهم أن يستهدفوا رجلاً عارفًا عالمًا.. رجلَ سلام، مُسالم.؟ أن يستهدفوه، حتى أعزل من السلاح، ليس معه ولا حتى سكين، وهو خارجٌ من الصلاة، فيقتلونهُ بدمٍ بارد.
وفي صنعاء، ومثلما أسلفنا، ما يحصل في صنعاء وهي العاصمة، ويُفترضُ فيها أن لأمن فيها أكثر من غيرها من المحافظات، دليل على تسهيلات رسمية للقتلة والمجرمين.. في المقابل هناك تضييق كبير على الفئات المستهدفة من حماية نفسها، أي مجرم أيّ قاتل أيّ متنفذ يُعطونه آلاف الأرقام الأمنية، ويُعطونهُ التصريحات لحمل السلاح، أما الفئات المستهدفة فمن العسير عليها أن تحصل على أرقام أمنية أو تصريحات لحمل السلاح للدفاع عن نفسها..!! لماذا.. لماذا تفعلون ذلك.؟ القتلة والمجرمون والمتوحشون تُعطونهم كل التسهيلات، ويُمنحون أرقامًا أمنية وتصريحات ليحملوا السلاح، أما من يريد أن يدافع عن نفسه لأنه مستهدف، فأنتم تضايقونهُ وتحرصون على تجريدهِ من السلاح.. لا أنتم تحمونهُ، ولا أنتم تسمحون له بحماية نفسه، تسهيلات لعملية القتل، وشكل من أشكال التواطئ والإسهام المباشر فيما يحدث.
هنا نسأل أين دور وزارة الداخلية.؟ ولمصلحة من تعمل.؟ وماذا بقيَ لها تقدمه للشعب.؟ نُدرك أنها لا تعمل لمصلحة المواطن اليمني، كمواطن يمني، لأنها أصبحت إقطاعية حزبية، لم تعد وزارة الداخلية مؤسسة رسمية لمصلحة الشعب اليمني، أصبحت إقطاعية لحزب الإصلاح.
طالما أن الضحية ليس من حزب الإصلاح لا يهم، يُقتل من قتل، ويُنهب من نُهب، ويُعتدى على أي إنسان.. لا يهم، طالما أنه ليس من حزب الإصلاح ما هناك من مشكلة لدى وزارة الداخلية.
وزير الداخلية بنفسه هو ضحية لسياسات وتوجهات حزبه، لأن حزب الإصلاح يريد أن يكون فقط هو من يأمن ويسلم، وهكذا يتصور، ولا يدرك أنه في نهاية المطاف سيكون حاله حال بقية اليمنيين، وأن يُؤتى على الثور الأسود مثلما استُهدفَ الثور الأبيض، مثلما استُهدفَ الأحرار قبل الأثوار.
نحن نقول: أن هذا التوجه الأناني الإقصائي الاستبدادي لحزب الإصلاح، في ممارساته في المؤسسات التي سيطر عليها في الدولة، توجّه سيء، وينمّ عن بُعد كبير عن القِيَم والمبادئ.. لماذا.؟
حزب الإصلاح يريد أن تكون مؤسسات الدولة، أن يكون البلد بكلِّه، أن تكون الثروة العامة للحزب، ليس عندهُ منطلق أن يكون هو حزبًا في خدمة الوطن، وحزبًا في خدمة الشعب.. لا، حزب مصلحي فئوي طائفي أناني، لا يُفكّر إلا في مصلحته، ويريد تجيير كل المؤسسات والثروة العامة لمصلحته فقط. هذه النظرة السلبية لها تأثيراتها السلبية لأنها أصلًا هي لُبُّ الاستبداد، وهي جوهرُ الطغيان.
هذه النظرة الأنانية الاستبدادية الإقصائية، وبالتالي يعقد صفقات مع الخارج، على أنه في اليمن يأمن الأمريكيون، وتأمن المخابرات الصهيونية التي أعلنت عن زيادة نشاطها في اليمن، أعلنت مؤخرًا هذا، ويأمن بعض رموز وقادة حزب الإصلاح، أما بقية اليمنيين فلا مشكلة في أن يكونوا مستهدَفين.. وفي أن يحترقَ البلد بكلِّه.
نعم.. ولذلك نجد الموقف السلبي بالأمس لحزب الإصلاح في داخل مجلس النواب.. كان لمعظم أعضاء مجلس النواب موقف مُشرِّف، عندما عملوا على مساءلة هذه الحكومة، لماذا هذا الانفلات الأمني.؟ لماذا هذه الفوضى في البلد.؟ لماذا هذا الاسترخاص لحياة اليمنيين ولممتلكاتهم.؟ لم تستجب الحكومة للمساءلة، قدموا عريضةً لسحب الثقة عن الحكومة، اعترض ممثلو حزب الإصلاح في داخل البرلمان، مع أنهم أقروا بفشل وعجز الحكومة عن القيام بمسئولياتها.
طبعًا.. إذا أنتم تُقرّون أنهم حكومة عاجزة فاشلة، فلماذا تحولون دون مساءلتها.؟ لماذا تدافعون عن أدائها الفاشل.؟ هل تريدون أن يُحكمَ البلد بالفشل.؟ وأن تعمَّ الفوضى.؟
نحنُ نشيد ونقدِّر ونثمِّن الموقف الشريف لمعظم أعضاء مجلس النواب بالأمس، ونحن نشد على أيديهم أن يستمروا في عمليات الضغط لمواجهة هذه الفوضى، وهذا الانفلات الخطير جدًّا على البلد.
ثم نحن نشيد ونقدّر ونثمّن الإجماع الوطني على إدانة الجريمة الفظيعة في استهداف الشهيد الدكتور/ عبد الكريم جدبان.. نقول هذا الإجماع الذي رأيناه وسمعناه، رأيناه في يوم تشييع الشهيد الدكتور رحمهُ الله، وسمعناه من خلال البيانات التي صدرت عن كل القوى السياسية بدون استثناء.. هذا الإجماع على إدانة الجريمة لماذا لا يتحول إلى اصطفاف وطني، لمواجهة هذه الاختلالات الأمنية، لمنع المجرمين والمفسدين من تدمير البلد، وإفقاد الشعب اليمني أمنهُ واستقراره.؟ لماذا لا يتحول إلى اصطفاف وطني لعمل ما من شأنه أن يُوقف مسلسل الجرائم وأن يحمي الشعب.؟
وإذا استطردنا في الكلام عن الحالة التي يعيشها البلد، على المستوى الاقتصادي.. تدمير البنية الاقتصادية.. اعتماد الجُرع.. الاعتماد على التسوّل.. الاعتماد على القروض.. الفساد الرهيب، أشياء فضيعة.
نأتي إلى الدور الإعلامي، لنجد المشكلة أيضًا هناك كما هي في بقية المجالات.. للأسف الشديد يصبُّ الجهد الإعلامي للقوى المتمكنة إعلاميًّا في مسارها السياسي الهدّام حاملًا نفس العِلل، فنجد في وسائل الإعلام لتلك القوى التركيز الكبير على كلِّ ما من شأنه أن يزيد من حالة الفُرقة والعداوة والبغضاء، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وإثارة الفتن.
نلحظ تهميش كبير، وتبسيط للقضايا الكُبرى.. تُنتهك سيادة الشعب اليمني، يتعاطى الإعلام تعاطٍ هادئ بارد فاتر، كلّ القضايا المهمة، يتعاطى معها إعلام بعض القوى، والتي هي متمكنة إعلاميًّا بشكلٍ باردٍ وفاتر، وبتبسيط وتهوين للمسألة، بينما قضايا أخرى تشهد سخونةً إعلامية، وتعبئةً إعلامية بشكل كبير، بغيةً لإثارة الفتن والمشاكل.
نلحظ غياب الدور الإيجابي لوسائل الإعلام، نسأل كم كتابات.. كم برامج تصبُّ في الاتجاه الإيجابي.؟ فيما من شأنه أن يعزز التعايش السلمي، أو يساعد على حل المشاكل، أو يرفع مستوى الوعي للشعب تجاه قضايا أساسية ومهمة.. لا شيء، دور سلبي يخدم في نهاية المطاف من.؟ يخدمَ حالةَ الفوضى، يخدم حالة انعدام الاستقرار، يخدم الخارج الطامع، يخدم القوى المتآمرة في البلد من الداخل، ووراء ذلك كلِّه اختلال كبير في التوجهات، التوجهات العامة للقوى السياسية، وفي ممارسة العمل السياسي.
نلحظ غياب كبير للاهتمام.. غياب بالكامل يكاد يكون بالكامل للاهتمام بالقضايا الكبرى، التي أُخرجَت للأسف الشديد عن دائرة الاهتمام، بل أُدخِلت من جانب تلك القوى في دائرة الاستغلال والمناكفات، على مستوى سيادة البلد.. كثير من القوى السياسية لم يعد عندها التفات إلى هذا الأمر نهائيًا، وليس عندها مشكلة في أن يكون اليمن بلداً لا استقلال له، ولا سيادةَ له، ولا حُرمةَ له.. ليس عندها مشكلة في ذلك، هي مشغولة فقط أن تتودد إلى الخارج بالتحرّك العدائي ضد أي طرف في الوطن في الداخل يحرص وينادي باستقلال البلد، بالانتقاد والمناهضة لانتهاك سيادة البلد.
غياب القِيَم الإنسانية والدينية والوطنية عن منطلقات وسلوكيات العمل السياسي، حتى من بعض الأحزاب التي تُلبس مسارها السياسي ثوب الدين، ثوب الإسلام.. غياب العدل والإنصاف، لأن العدل والإنصاف يُفترض أن يكون قاعدة أساسية للتعاطي للإنسان لمسلم في أي مسار من مسارات حياته، وفي مقدمتها المسار السياسي، حتى مع من تكره، ومع من تختلف (يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا كُوْنُوْا قَوَّامِيْنَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ عَلَى ألَّا تَعْدِلُوا) هل قرأ فقهاء وعلماء ووعَّاظ وخطباء حزب الإصلاح هذه الآية؟ أم عَمُوا عنها.؟ (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ عَلَى ألَّا تَعْدِلُوْا اعْدِلُوْا هَوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
حتى غياب الأسس الوطنية الجامعة، الشراكة الوطنية، التعايش السلمي، كل هذه الأشياء ضاعت.. وللأسف الشديد نحن نقول أيها الأخوة: حتى لا يضيع البلد والشعب في مهب ريح الأخطار والتحديات نؤكد على ضرورة استشعار الخطر، يا قوم.. يا ناس.. يا قوى سياسية، هناك خطر حقيقي يتهدّد بلدنا، ويتهدّد شعبنا بكلّه، وهو خطرٌ على الجميع، والبعض الذي يُراهن على صفقات مع الخارج هو حتى هو يتعرض للخطر في نهاية المطاف، وأولئك الذين يراهنون عليهم ليسوا أوفياء مع أحد، ولماذا لا يأخذون العبرة مع ما قد حصل مع غيرهم.؟!
يجب أن نستشعر المسئولية.. الجميع، كلنا يجب علينا أن نستشعر المسئولية تجاهَ أنفسنا، بلدنا، شعبنا، وأنه لا بد من العمل والتحرّك الجاد على كل المستويات لدفع هذا الخطر، لتحقيق مصلحة بلدنا، أمنه، استقراره، استقلاله، كرامة شعبنا، والحفاظ عليه.
يجب العمل على تحقيق أهداف الثورة التي مثّلت أملاً كبيرًا لشعبنا اليمني، وهنا.. ولخدمة أهداف الثورة يُفترض أن يكون هناك اهتمام بمخرجات الحوار الوطني على ألا تتجاوز القضايا الرئيسية، لا ينبغي أبدًا، ولا يجوز أن يتجاوز الحوار الوطني القضايا الكُبرى، في مقدمتها بناءُ الدولة، والقضية الجنوبية، وكذلك العدالة الوطنية.. قضايا رئيسية وأساسية لا ينبغي أبدًا تجاوزها وتجاهلها، في مقابل أن مؤتمر الحوار أنجز مسائل أخرى من قبيل زواج الصغيرات وما شابه.. لا ينبغي، هذا استخفاف بالشعب، هذا احتقار للشعب، هذا استهانة بشعبٍ كامل.
نؤكد على ضرورة المرحلة التأسيسية، كمرحلة جديدة لبناء دولةٍ عادلة نحو يمنٍ جديد، وكذلك لتحقيق وتطبيق مُخرجات الحوار الوطني، بدون مرحلة تأسيسية معناه إدخال اليمن في متاهة نحو المجهول، معناه تضييع كل مقررات الحوار الوطني، معناه إبقاء البلد في حالةٍ من الفوضى، بل وإدخاله إلى واقعٍ أسوء مما هو فيه، معناه عودة للاستبداد والاستغلال والارتهان الفظيع للخارج.
المرحلة التأسيسية هي لمصلحة الوطن.. كل الوطن، ويفترض ببعض القوى السياسية التي تُحاول الحيلولة دون مرحلة تأسيسية أن تراجع موقفها لمصلحة الشعب ولو لهذه المرة.. ولو لهذه المرة.
نحنُ نؤكِّد على أهمية أن يكون الدخول إلى المرحلة التأسيسية من بوابة المصالحة الوطنية، أُقرّ ضمن مقررات الحوار الوطني أن يكون هناك هيئة للمصالحة الوطنية، نحنُ نؤكد على أهمية أن تكون المصالحة الوطنية في بداية المرحلة التأسيسية، حتى ندخل إلى المرحلة التأسيسية في جوِّ وئام، وليس في جوِّ خِصَام، وتنازع، ومحاولة من البعض ضمن منهجيتهم القائمة على الاستبداد والأَثَرَة، والسيطرة على كل شيء، وبالتالي الاختلاف الدائم مع الآخرين، والمناكفات السياسية التي تؤثر على كلِّ شيء.
هذه بعض المسائل المهمة التي نريد التنبيه عليها في هذا اليوم، وفي هذه الذكرى المهمة.
ونحنُ أيها الأخوة الأعزاء في الختام نقولُ لشعبنا ولأمتنا: إننا في مسيرتنا القرآنية، وانطلاقًا من مشروع زيد بن علي عليهما السلام، وثورته التي كانت امتدادًا لثورة جدّه الحسين عليه السلام، في دربِ جدّهِ المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبتوفيقِ الله، والاعتماد عليه، والتوكل عليه، سنواصل المشوار؛ سعيًا لإقامة العدل، وعملاً لدفع الظلم، ووقوفًا بوجه الجائرين والمستكبرين، واثقين من الله بالنصر، وُحسن العاقبة.. والعاقبةُ للمتقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.