شن ناشر ورئيس تحرير الديار عابد المهذري هجوماً عاصفاً على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وذلك خلال تناولة أحداث العاصمة صنعاء الأخيرة والهجوم الدامي على مجمع الدفاع .
قال المهذري :
هدأت عاصفة العاصمة صنعاء .. لكن الوطن ما زال يغلي على صفيح بركان الدماء و الاشلاء . من يحاول تبرئة الرئيس هادي مما حدث صباح الخميس في وزارة الدفاع فهو أرعن .. ذلك ان هادي سواء كان الهدف او المستهدف يتحمل مسئولية الانهيار الحاصل في البلاد . هو المسئول الاول و الاخير عما يحدث و لا يمكن بأي شكل من الأشكال تصوير هادي كضحية في وقت تتجلى فيه حقيقته كمجرم و قاتل بشكل مباشر و مستتر . من دمر جيشه من اجل رغبات حفنة من المارينز الامريكي لا يستحق احترام الشعب له و لا التعامل معه كرئيس دولة .. لقد دمر القوات المسلحة و مزق قوات الأمن و سمح لقوات عسكرية اجنبية بدخول بلاده و التواجد على اراضيه و انتهاك سيادته الوطنية .. مجسدا بهذه الاعمال الدنيئة قمة النذالة و التآمر .. انه بلا مواربة : عميل برتبة مشير و خائن بدرجة رئيس جمهورية . لقد ارتضى لنفسه منذ اليوم الاول لتربعه كرسي الرئاسة ان يكون هينا و مطواعا و مدعسة لجنرالات و مطاوعة و شيوخ الداخل و سفراء و حقراء الخارج .. لذا من الطبيعي الآن و بعد عامين من ادمانه هذا الانبطاح ان يستمرئ هؤلاء تمريغ انفه في الوحل و تلطيخ وجهه بالعار .. مدركين عدم قدرته على الانتصار لكرامته المفقودة و نخوته المستنزفة التي هي كرامة و نخوة شعب أذله و أهانه رئيسه الأنتقالي . من يرى في حضور هادي الى موقع احداث مجمع الدفاع شجاعة و بطولة لرئيس الجمهورية هو مع احترامي منافق وعديم شرف .. لقد جاء هادي الى مقر وزارة الدفاع ليرقص على أرواح الضحايا و يتلذذ بمنظر الدمار الهائل .. اشباعا لعقدة النقص التي يعانيها .. لو كان شجاعا فعلا .. لكان قد خلص الوطن من هذا الوباء المستفحل و واجه المعضلة الارهابية بالقضاء على رؤوس الأفاعي النائمة جواره في القصر . هادي ليس بطلا يا هؤلاء المتذبذبين .. ليس فيه من الشجاعة ما يستحق اشاداتكم .. انه رعديد و جبان .. فالرئيس الذي قضى عامين مختبئا داخل بدروم منزله .. لا يمكن ان يكون شجاعا و هو يجسد الخوف و الضعف كل يوم .. من خشيته الذهاب لممارسة اعماله في دار الرئاسة .. الى عدم قدرته على إلزام وزراء حكومته ك صخر الوجيه و قحطان و باسندوة على تنفيذ توجيهاته التي يلقون بها الى المرحاض رافضين العمل بها و الالتزام بما تنص عليه رغم ان ما تتضمنه غالبا لا يتناسب مع روح النظام و القانون و الوظيفة العامة كونه يندرج ضمن سياقات التقاسم و المحسوبيات و النهب المنظم لمقدرات و مؤسسات الدولة بين اقطاب شركاء المهزلة الانتقالية المتوافقين على العبث بمصالح البلاد و العباد اكثر من اي شيء آخر . كيف يمكن ان يكون هادي شجاعا و هو لا يعصي للمستشار العسكري علي محسن و المبعوث الأممي جمال بنعمر أمرا .. كيف يمكن ان يكون بطلا من يلبي طلبات و أوامر الشيخ صادق الاحمر دون نقاش . لو كان شجاعا بالفعل .. لكان قد اتخذ سابقا اجراءات تمنح المواطن الطمأنينة و تعيد للجندي معنوياته و ثقته بمؤسسته العسكرية .. لو في هادي ذرة من البطولة لما رضي ان يتموضع الجنود الامريكان في عاصمة دولته و لبادر الى التصرف مع المخربين لابراج الكهرباء و انابيب النفط و المجرمين و قطاع الطرق و لصوص المال العام بيد من حديد تضرب ألسنة النار و اللهب لتحمي ابناء الشعب و تقيههم الشرور و المتاعب . البطل الدعي هذا أيها المشدوهين به هو من تغاضى عن عمليات الاغتيالات و التصفيات لقادة و ضباط الجيش ..هو من تجاهل الإحتجاجات الحقوقية و المظاهرات الشعبية .. هو من شجع التمردات في المعسكرات و استبدل قادتها الشرفاء بالقاعديين و المتعاطفين مع الارهابيين .. هو الذي لم يستفد من الدروس من اعمال الارهاب في السبعين و دوفس و شبوة و المنطقة الثانية بحضرموت .. ولم يتصرف كرجل دولة لحماية جنوده و قيادات جيشه .. بل قام صاغرا بتجنيد عشرات الآلاف من المحسوبين على الأطراف المتهمة و المتورطة في الاختلالات و الاظطرابات الامنية و ساعد على تمكينهم من مفاصل الحكم و ووحدات المؤسسات السيادية و الدفاعية . هادي الرئيس .. كبير المجرمين .. سفاح مع سبق الاصرار و الترصد .. من يحاول الدفاع عنه بإيجاد المبررات الواهية و البحث له عن الاعذار السمجة .. هو مشارك في التدمير و التآمر الراهن للبلد .. عبدربه منصور لم يكن يوما صانع نصر او محط فخر .. تاريخه حافل بالخيانات و العمالة و التآمر .. حتى في حرب 94 لم يكن سوى منتقما و ثأريا ضد اهله في الجنوب بذات الانتقام و الحقد الذي يمارسه الآن مع إخوته الشماليين . المتعاطفين السذج .. الذين يرفعون صور هادي و يعلنون تضامنهم معه و استعدادهم للوقوف الى جانبه .. ليسوا صادقين في مشاعرهم المصطنعة هذه .. انهم فقط يجسدون امراض الانفصام السياسي و العسكري و الوطني في ابرز تجلياته .. و إلا لكانوا اكثر انحيازا للضحايا .. الشهداء القتلى و الجرحى .. لأم الجندي و أسرة العسكري .. لأب الطبيب و أطفال القاضي .. لأسرة المواطن اليمني الذي يذهب ضحية لصراعات الاوغاد على مدار ساعات اليوم و الليلة .. طبعا هادي هو الوغد الكبير و جزء لا يتجزء من المؤامرة الدموية الممسرحة و اللعبة العبيطة القذرة الجاري تنفيذها في بلادنا . هادي .. بطل مزيف لا يختلف عن مواقفكم المزيفة و زيف إدعائاتكم الملوثة .. لقد حدثت الكارثة في وزارة الدفاع كإمتداد لكوارث سابقة أودت بالمئات و الآلاف من كوادر القوات المسلحة الشرفاء و ابناء الوطن الابرياء .. ليأتي اليوم من يعمل على خداعنا بتسويق صورة بطولية للرئيس الرعديد .. يريدون ان ننسى كل الآلام و الاوجاع و الجروح و نصدق ان هادي فارسا مقداما و بطلا شجاع .. ليست هذه هي المقاييس .. للبطولة و الشجاعة معايير مختلفة تماما عما يسعى لتفصيله على مقاس هادي كثير من العاطفيين المستعبطين اليوم .. ثوارا كانوا او نخب سياسية و اعلامية و مصنفين نظام سابق .. ممن يستحمرون عقول الغير بغبائهم الفاحش و انصياعهم للذلة و عبودية طواغيت الخسة و العار كإمتداد فسيولوجي لثقافة ما تزال مهيمنة داخل المشهد اليمني رغم المتغيرات الراهنة . الرئيس هو الغريم الحقيقي للوطن .. هو عدو الشعب .. بقاؤه حاكما للدولة و قائدا للأمة .. لن يفضي للأمن و الأمان و الاستقرار و لا لأي إزدهار و رخاء و هيبة للقرار السيادي .. و من يعتقد واهما ان هادي قادر على ان يكون غير تلك الميوعة المتفاقمة فهو مائع أكثر منه و يحمل من الخبث و اللؤم و روح الانحطاط و الهزيمة ما يثير الرثاء على الرجولة و الأخلاق و الوطنية . سأعتذر من الوطن و حسب ان كنت قد استخدمت ألفاظا جارحة بقدر نزيف الجرح الطاهر الناتج عن طعنات الغدر في ظهر الشعب بخناجر من يزعمون وجودهم لخدمته و تضحياتهم المزورة في سبيله .. حكام اليوم .. خونة الامس و عملاء الغد .. عليهم لعنات السماء و غضب الأرض !