بقلم/ طارق مصطفى سلام لم نتمكن أنا (كاتب هذه السطور الكئيبة) ومعي ذلك المذيع مرهف الاحساس والمشاعر (الذي اجهل أسمه) وكان يقوم قبل قليل بقراءة نشرة الساعة التاسعة مساء (من قناة اليمن الفضائية) منع دموعنا الحزينة واختناق اصواتنا المتألمة من الفيض والاباحة بحقيقة مشاعرنا المتأثرة جدا من هو وبشاعة تلك المشاهد الاجرامية الصادمة للوعي والوجدان التي كانت تبثها قناة اليمن الفضائية (لأول مرة) في نشرتها المسائية الرئيسة (هذه الليلة الاربعاء الموافق 11ديسمبر2013م)عن بعض التفاصيل الحية والمؤلمة لجريمة مجمع الدفاع بالعرضي في العاصمة صنعاء (والتي حدثت صباح يوم الخميس الماضي الموافق 5ديسمبر2013م) . نعم كانت تلك المشاهد مؤلمة جدا (لنا ولجميع المشاهدين) وهي ترصد القتلة الارهابيين وهم يلاحقوا ضحاياهم من المدنيين والعسكريين , مرضى وجرحى ونساء واطفال ورجال وعاملين ليجهزوا عليهم بوحشية مرعبة ويقتلوهم بدم بارد شر قتلة !. أحد المشاهد المؤلمة تصور اثنتين من النساء وهن في حالة ذعر شديد تبحثان عن مخبأ وملاذ أمن في غرفة واسعة لا يوجد بها كثير من الاثاث المناسب الذي يمكنهم من الاختباء والاحتماء من النيران المجنونة للفتلة المجرمين, ليدخل عليهم أحد القتلة الأنذال ويباشرهم (ببرود عجيب وسلوك غريب) بأطلاق النار عليهم في الرأس وفي أماكن أخرى حساسة وشديدة الخطورة في الجسم وبوحشية حيوانية مرعبة ليس لها مثيل ولا تمت للبشر عامة و للإنسان المتحضر خاصة بصلة !؟ . وفي مشهد أخر يوضح وجود مجموعة من المدنيين نساء ورجال طاعنين في السن واطفال صغار عاجزين وهم في حالة رعب شديد متجمعين ومتزاحمين بل ومتكومين فوق بعضهم البعض من شدة الخوف من المصير المرعب والمجهول وهم في نهاية ممر(طارود) لا منفذ له , فيقدم اليهم(وهم بهذه الحالة المأسوية المؤلمة من الخوف والرعب الشديد) أحد القتلة الانذال بزي عسكري وهو لا يحمل بندقية أو أي سلاح قاتل فتطمئن نفوسهم ,وعندما يقترب منهم أكثر(تظهره الكميرا فجأة وبوضوح كبير وشديد) يفتح قنبلة هجومية قاتلة ويرميها عليهم مباشرة وبكل برود ,ثم يسرع ذلك القاتل الجبان بالفرار إلى تلك الجهة التي قدم منها حيث أن الجهة الأخرى المقابلة والتي يتجمع عنها المواطنين الخائفين مغلقة ولا منفذ لها أو منها, المؤلم أكثر ان المفاجئة شلت حركة أولئك الضحايا المرعوبين فلم يعرفوا إلى أين يلوذوا بالفرار وبالتالي لم يتمكنوا من اختيار الاتجاه المناسب للنجاة ,عدى امرأة واحدة منهم دفعتها حلاوة الروح وحب البقاء والتشبث بالحياة أن تسرع مهرولة دون وعي أو شعور منها بما يدور في ذات الاتجاه الذي ذهب فيه ذلك المجرم النذل القاتل دون ان تتمكن في النهاية من تجنب مصيرها المشؤوم والمحتوم, لبقوم ذلك القاتل المجرم بتصفيتها وحصد روحها الطاهرة والبريئة !؟ . وفي مشهد مؤلم (ثالث) نجد أحد القتلة المجرمين يقوم بكل استهتار وغرور بملاحقة بعض الجرحى المصابين والإجهاز عليهم بدم بارد, بعد أن كانوا قد تمكنوا من الفرار بإصاباتهم البالغة من داخل غرف المستشفى إلى ممر خارجي في ساحة المستشفى توجد فيه احدى سيارات الاسعاف ليلحق بهم ذلك القاتل ويقوم بإطلاق العديد من الاعيرة النارية عليهم ومن مسافة قريبة ويجهز عليهم بكل وحشية, ثم يعود ليعيد اطلاق النيران عليهم بذات الاسلوب الاجرامي الدنيء ليتأكد من قتلهم جميعا ونهائيا وبتلك الصورة البشعة !؟ . مشهد (رابع) أكثر بشاعة وأكثر ايلام, تظهر فيه أحدى الطبيبات وهي تسارع لإنقاذ أحد المدنيين المصابين بعد أن تمكن من النجاة من تلك المجزرة البشعة والخروج من المستشفى, ليحتمي بركن هادي في الساحة الخارجية للمشفى أعتقد بأنه ملاذ أمن لهُ, وعندما سارعت اليه تلك الطبيبة (ملاك الرحمة) لتقدم لهُ الاسعافات الأولية اللازمة, يقدم إليهم أحد أولئك القتلة المجرمين ليباشرهم بكل نذالة وخسة بإطلاق النار مباشرة في الرأس والصدر !؟. و يا أخوان و يا مواطنين و يا مسؤولين وبعد هذه المشاهد المرعبة والمؤلمة, وبعد كل ما سبق ذكره ووصفه, لم يعد الأمر مرتبط بمعرفة هوية القتلة وجنسياتهم أو انه محصور بإثبات من يقف وراء هؤلاء المجرمين والقتلة في التخطيط والتدبير والدعم والرعاية, أو كيف نجير هذا الحادث الاجرامي البشع لمصالح سياسية وشخصية ضيقة وانتهازية ونقدمها على مصلحة اليمن, أو نوظفه في مكايدات حزبية مفرطة في العداء والأنانية والغوغائية على حساب أمن واستقرار المواطن والوطن . نعم بشاعة هذه الجريمة وفداحة أضرارها المادية والمعنوية تجعلنا نصرخ ونقول : ليس من المهم معرفة هوية أو جنسية أولئك المجرمين فليكونوا من أي جنسية أرادوها أو لتكن لهم أكثر من هوية وأكثر من انتماء وكيفما رغبوا وشأوا ,فهؤلاء المجرمين الانذال ليسوا سوى قتلة وسافحين محترفين, يزهقوا الأرواح البريئة ويسفكوا الدماء الطاهرة, وهم بنظرنا (وبمعرفة وادانة الجميع) بئس الغلاة والمنافقين الافاقين, وهم من الخوارج الضالين, الأكثر والأشد خطرا على الدين والأمة, ولا يمكن لهم مطلقا ان يكونوا من البشر المتحضرين أو من المسلمين المسالمين, نعم هؤلاء ليسوا سوى مجرد قتلة شياطين مهما تعددت هوياتهم التي يحملوها زورا وبهتانا, أو بلغت انتماءاتهم العقائدية والعرقية أو نوعية جنسياتهم الرسمية, فلا يمكن لأي شيء مهما علا من شأنه وبغى في أمره ان يخفف من بشاعة فعلتهم الحمقاء تلك, أو يبرر لهم جريمتهم النكراء التي تقشعر منها الابدان وينزعج لها الوجدان, وترفضها الاعراف القبلية والضمائر الحية والمشاعر الانسانية والاديان السماوية كافة . نعم, ان الرد الحاسم والمناسب على هذه الجريمة البشعة والغريبة عن سمات مجتمعنا اليمني الحضاري ,الصالح والمتسامح, هو أن نتوحد جميعا في ادانة هذه الجريمة النكراء والدخيلة على عاداتنا اليمنية الاصيلة والعريقة, بل ونسعى لكشف المجرمين كافة المتورطين في هذه الجريمة سواءً كانوا من المخططين والمنفذين أو من الداعمين والمسهلين لارتكابها وإدانتهم جميعا دون أن تأخذنا فيهم رحمة أو شفقة أو أدنى تردد وإن كان الفاعل هو الزعيم علي عبدالله صالح واتباعه أو اللواء علي محسن وانصاره فالنتيجة واحدة في الحالتين, فلم يعد هناك من ثمة زعيم أو قائد إن هم شاركوا في هذه الجريمة المنكرة بل يصبحوا حفنة من القتلة والمجرمين المطلوبين للعدالة والقصاص , والله ولي المؤمنين . وأختم بهذا التحذير والتنبيه الهام والخطير : أن المنتفعين من هذه الأعمال الإرهابية القذرة والمقيتة, والراعيين والمنافقين للقتلة والمجرمين المارقين, من المخططين والممولين, هم أعدائنا الحقيقيين والرئيسيين والأشد خطر على الامة والدين والوطن من هؤلاء القتلة الارهابيين المجرمين, وهم ليسوا أكثر من مجرد تلك الاداة العمياء والحمقاء الطيعة في الجريمة والغبية عند التنفيذ والذي تتزايد وتتفاقم أعدادهم وأعمالهم الاجرامية الخبيثة بتحريض وتخطيط ودعم وحماية من أولئك المنافقين الراعيين لهم ولإعمالهم الارهابية والاجرامية . اللهم اني حذرت اللهم فاشهد