أفادت مصادر في الحكومة اليمنية بأنّ الرئيس عبدربّه منصور هادي سيصدر خلال أيام قرارات بتعيين قادة المناطق العسكرية كخطوة مهمة لإنجاح الحوار الوطني بعد تأكيد مشاركة معظم فصائل الحراك الجنوبي فيه. ونقلت صحيفة "البيان" الاماراتية عن المصادر قولهم: "إنّ الرئيس هادي سيصدر هذه القرارات، التي تخص المناطق العسكرية السبع التي استحدثت بموجب خطة إعادة هيكلة قوات الجيش، خلال أيام قليلة، لافتة إلى أنّ زيارة المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر تأتي للمساهمة في وضع الترتيبات النهائية لبدء مؤتمر الحوار الوطني بعد أسبوع من الآن.
وأضافت المصادر أنّ الرئيس سيصدر أيضا قرارا بتسمية أعضاء مؤتمر الحوار بمن فيهم ممثلو الحراك الجنوبي والقائمة الرئاسية إلى جانب ممثلي الأحزاب والقوى السياسية كما ترك له امر اختيار ممثلي الشباب المستقل والنساء المستقلات وممثلي منظمات المجتمع المدني بعد عجز اللجنة التحضيرية عن التوافق على كيفية اختيار ممثلي هذه الفئات.
وعلى صعيد متصل، بالتحضيرات لمؤتمر الحوار قال شهود عيان أن الجيش اليمني انتشر في شوارع مدينة عدن مدعوما بالعربات المصفحة فيما أعلنت اللجنة الأمنية في المحافظة منع إقامة أي مهرجانات او فعاليات في ساحة العروض الرئيسية بسبب وقوعها بالقرب من مباني القنصليات والإدارات الأمنية والعسكرية.
فيما اتهم مسئول حكومي فصيلاً في الحراك الجنوبي بالتخطيط لأعمال شغب واحتجاجات يومي 17 و18 من الشهر الجاري عشية بدء أعمال مؤتمر الحوار الوطني.
وكانت اللجنة الأمنية في محافظة عدن عقدت اجتماعا طارئا مساء الاحد وقفت فيه أمام المستجدات الأمنية، وفي مقدمة ذلك أعمال الفوضى وقطع الطرقات وإحراق الإطارات في الشوارع ومنع الطلاب من الذهاب إلى المدارس و"غيرها من الأعمال التي تضر بأمن وسلامة المواطنين وتعطل الحياة العامة في المحافظة من قبل بعض العناصر الخارجة عن القانون".
وأوضحت وكالة الإنباء الرسمية أن اللجنة الأمنية أقرت وضع حد لهذه الأعمال الخارجة عن القانون، وأهابت بجميع الفعاليات السياسية وعقال الحارات التعاون مع الأجهزة الأمنية لمتابعة هذه العناصر وضبطها وتقديمها إلى النيابة والقضاء.
وأضافت أنّ اللجنة الأمنية وضعت خطة أمنية شاملة سيتم إعدادها لتأمين المحافظة قبيل وأثناء سير انعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
من جهته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر لدى وصوله صنعاء امس إن زيارته تأتي في إطار التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني ومساعدة اللجنة الفنية للتحضير للحوار على استكمال ما تبقى من مهامها عبر فريق من الأممالمتحدة يعمل مع اللجنة، وكذا التواصل مع جميع الاطراف السياسية المعنية بخصوص سكرتارية المؤتمر.
وأعلن المبعوث الدولي عن تأسيس صندوق ائتماني ممول من عدد من الدول المانحة لدعم مؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه في 18 مارس الجاري.. لكنّه لم يكشف عن حجمه.
وقال بن عمر، الذي التقاه الرئيس هادي أمس، إن «هذه أهم مهمة في المرحلة الانتقالية الثانية وإنجاح المؤتمر هو أولوية جميع اليمنيين ونحن نساندهم وسنقدم الدعم الضروري فالمجتمع الدولي يريد نجاح مؤتمر الحوار الوطني وذلك بتعاون جميع الإطراف السياسية لتحقيق أهدافه المنشودة».
ووصف المبعوث الأممي الخاص اجتماعه مع عدد من القيادات الجنوبية في دبي بأنه "بناء جداً وشفاف وواضح"، مشيراً إلى أنّ الشخصيات الجنوبية التي اجتمع معها تعهدت في بيان ختامي للاجتماعات، التي دامت نحو 12 ساعة، نبذ العنف بجميع إشكاله وبذل الجهود للحد من تلك الظاهرة، كما تعهدت بأن يكون الحوار هو الحل الوحيد للقضية الجنوبية.