أحمد عوض بن مبارك تحدث بطلاقة عن الحوار الوطني وأهميته ضارباً أخماس في أسداس نسب وعدد مقاعد الحوار واللجان المشكلة وهيكلته التنظيمية ما يؤكد أن بن مبارك ذاكر دروسه جيداً حتى يظهر بتلك الصورة وينتقل بين قناة وأخرى مبشراً بالمستقبل الجديد ومحاولاً إثبات نظرية أن هذا الحوار الذي سيعقد بعد أيام هو المخرج الأول والأخير لليمن ومؤكداً في نفس الوقت صحة المعايير والشروط المتبعة لإختيار الممثلين وسلامة كافة الإجراءات المهيئة للحوار . بن مبارك تحدث عن الكثير من القضايا المتصلة بالحوار مجيباً بطريقة "الهدره" وبإستخدام كلمات كثيرة كان بإمكانه إختصارها وترتيبها بشكل أفضل فبن مبارك تحدث عن الضمانات المطلوبة لنجاح الحوار وعن طريقة عمل اللجان والكثير من التفاصيل الدقيقة للحوار إلا أنه أكد من خلال حديثه أن أعضاء اللجنة الفنية بمن فيهم هو كانوا مجرد تلاميذ تُملى عليهم القرارات والتعليمات والدورس من قبل السفراء والمبعوث الأممي جمال بن عمر خلال فترة عمل اللجنة التي كان لهؤلاء السفراء أو الدول الراعية القرار الفصل في كل الخلافات متجاوزين بذلك رئيس الجمهورية . بن مبارك إبتسم كثيراً وهو يؤكد إستمرارية وجود المدرسين الأجانب وطلاب الحوار اليمني حيث أكد أن الأمانة العامة للحوار التي ستشكل خلال أيام ستتولى مهام التواصل مع العالم أو بالأصح إستقدام الأفكار والحلول من قبل الدول الراعية تحت لافتة الإستشارة الفنية أو أي مصلطحات قد تمرر على المتحاورين والشعب اليمني بأكمله . الخارج كما يقول بن مبارك هو الضامن الأساس لنجاح الحوار متناسياً ما طرحه أمين عام الإشتراكي واللجنة نفسها من النقاط 20 كتهيئه للحوار والتي فشل النظام السياسي برمته تحقيقها بعد تعرضه لضغوطات فيما يفصلنا عن مؤتمر الحوار الوطني ايام إن لم تكن ساعات والقضايا كلها لم تحل والظروف السياسية والأمنية والإقتصادية غير مهيأة لعقد مثل هذا المؤتمر . تباشير بن مبارك خارج نطاق عقلانية اليمني البسيط الذي بالتأكيد سيضحك كثيراً بعد متابعته لأحاديث وتصريحات أمين فنية الحوار ناهيك عن قهقهات سيصدرها شباب الثورة ممن تم إقصائهم من الحوار وإستبدالهم بشباب آخرين سيقومون بدور الكومبارس المطلوب منهم فيما يعيش الشباب الحقيقي من طلائع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في حالة يأس عارمه جراء ما أصابهم من خذلان لجنة الحوار التي أمتد إليها التقاسم الحزبي حيث تقول بعض المعلومات أن قائمتي الشباب والمرأة والمنظمات المجتمعية تم تقاسمها بين المؤتمر والإصلاح فيما دفع الحوثيين ببعض مناصريهم . كل ذلك غاب عن بن مبارك الذي أستمر على مدار الساعة في إثبات حصافته السياسية واللغوية مستخدماً كل طاقاته المكتسبه لإثبات صحة كل الخطوات متجاوزاً حدود المنطق والعقل وكما يقول المثل إذا كان المتحدث مجنوناً فالمستمع عاقل وبالتأكيد أننا لن نقع في مصيدة الإتهام ل بن مبارك بالجنون لكننا قد نجازف بالقول أنه أقترب كثيراً من هذا الجنون حين أدعى نجاح الحوار قبل أن يعقد وحين قال أن القضية الجنوبية هي القضية الأولى وأن المشاركين من الحراك يتجاوزون الحد المعقول وسيتم توزيعهم على كل اللجان وسيحظون بأهتمام بالغ وكأن بن مبارك لم يسمع بيانات الجنوبيين المؤكدة على مقاطعة مؤتمر الحوار وكأنه لا يتابع قناة عدن لايف ولا يقرأ تصريحات باعوم ونجله وقيادات حراكية في حضرموت نفسها وعدد من المحافظات الجنوبية . البعض سيعلق بالقول أن بن مبارك تأثر جداً ببعض قيادات الحراك المتهمة بالعمالة لقوى نافذة في صنعاء وكأن تلك القيادات قد ملأت فراغ مقاعدة الحراكيين من فصائل الحراك الرافضة حتى اللحظة المشاركة بالحوار وقد يدفعنا حديث بن مبارك عن الجنوب وقضيته بتلك الأهمية والتسلسل الزمني والسرعة في إنتقاء الألفاظ وإختطاف المصطلحات ليبهر بها المشاهدين الى الإعتقاد بأن بن مبارك نفسه سيمثل الجنوب بأكمله وسيكون هو الوصي الشرعي والقانوني للجنوب ولا ننسى العميد الناخبي الذي سيشاركه في هذا التمثيل سيما والناخبي منذ أشهر في صنعاء يقوم بأدوار مشبوهه بالنسبة لفصائل الحراك الأخرى . حديث بن مبارك بتلك الطلاقة الحوارية والسرعة الإلقائيه جعلتنا أمام إنجازات عملاقة قامت بها اللجنة الفنية وطريق مفروش بالورود وخطوات مدروسة لكل صغيرة وكبيرة في حين أن العكس هو الصحيح فعند مقارنة حديث بن مبارك مع الواقع الحالي سنجد أن الوضع الأمني متدهور الى حد كبير شمالاً وجنوباً وليس من الطبيعي عقد مؤتمر يحدد مصير ومستقبل الوطن في مثل هذا الظروف وفي ظل عملية إقصاء لأطراف سياسية عدة ناهيك عن الأوضاع السياسية ستجعل من كل طرف سياسي يحشر ممثليه في صراعات ومناكفات لتصفية الحسابات التاريخية من خلال طرح القضايا وإعلان المواقف وغيره . قد يظن الكثير أو بالأصح يعتقد حد التيقن أن بن مبارك يؤدي دوراً سياسياً ضمن منظومة سياسية تشكلت مؤخراً تحاول أن تفرض رؤيتها السياسية على الجميع مستخدمةً أستاليب وطرق النظام القديم الجديد المعروف جيداً لدى المواطن اليمني وهذا ما تدل عليه الخطوات السابقة للحوار إضافة الى أجندة هذا الحوار الذي يجزم بن مبارك أنه سيكون بمعزل أو محمي من الطبخات الجاهزة وهذا أمر يستدعي السخرية فعلاً إذا ما أفترضنا صحة إدعاءات بن مبارك فإننا سنصبح أمام تجربة حوارية مثالية لكن لن نبالغ في المثالية لأن الواقع ببساطة يخبرنا بعكس ذلك فالطباخات الخارجة عن مؤتمر الحوار كما يقول بن مبارك هي ذاتها من صنعت هذا المؤتمر الذي قد نستطيع تمثيله بطبخة كبيرة قد تكون طبخة الموسم ودون العودة للتاريخ اليمني القريب الذي يؤكد لنا أن كل الإتفاقات السياسية والتحركات والمواقف عبارة عن طبخات جاهزة عقدها القادة العسكريين والنافذون بالتحالف مع السياسيين فهل ينكر بن مبارك أن تشكيل اللجنة الفنية وقبلها لجنة التواصل كان بطبخة سياسية معروفة ثم إن الطباخات أستمرت وتواصلت في فرض بعض الرؤى والمواضيع على شروط ومعايير إختيار الممثلين وصفقات مشبوهه مع مكونات سياسية معروفة ومحاولة عقد نفس الصفقات مع قيادات الحراك وحتى تغييب بعض القضايا المهمة كقضية التهاميين وبعض الطوائف والجماعات . الذي لا يعرف بن مبارك أو قد لا يعرفه الكثير بسبب حداثة ظهورة الإعلامي سيقول أن الذكاء والدهاء هو من دفعا بن مبارك للقول بما قال لكن على ما يبدو أن بن مبارك نفسه حديث العهد بالطبخات السياسية الناضجة والجاهزة التي تبدع الأطراف اليمنية فقد في فن طباختها وإعدادها على نار هادئة . وهنا قد لا نتحدث كثيراً عن الطبخات الجاهزة رغم أن بإمكاننا كشفها للرأي العام والتبؤ بما هو أسوأ لكن سنترك مجالاً ل بن مبارك وزملائه الطلاب والمشاركين بالحوار فرصة سانحة لإظهار أنفسهم بشكل لائق وكأنهم قادة إنقاذ تاريخيين وليسوا كومبارس يؤدون أدوارأً مرسومة ومطلوبه منهم من قبل قادة سياسيين معروفين هم المتحكمين بالخيوط كافة الرابطة بينهم والجيل الجديد لنصبح أمام قادة تاريخيين يتحدثون ويتحكمون بالمستقبل .
فضيحتان يكشفها الرعيني ياسر الرعيني أحد أهم البارزين من الحوار ولجنته وقبل ذلك من تنسيقية الثورة وهو شخصية مثيرة للجدل وليس له أي حضور في ساحة التغيير سوى أن الإصلاح قام بتنبي العديد من الشباب حتى يتحدثوا بإسم الثورة ويشكلوا فريقاً عاملاً أمام الجميع بأقنعة المستقلين والرعيني أجاد لعب الدور حتى وصل الى ما هو عليه الآن وعلى ما يبدو أنه لا يقل فصاحة عن بن مبارك فقد سارعت وسائل إعلام الإصلاح الى إعادة إشهارة من جديد وبمنصبة الجديد بلجنة الحوار فكان له حوار مع اسبوعية الصحوة للحديث عن الحوار لكن الحوار فضح الرعيني أكثر مما تستر عليه وفشلت الصحوة في الترويج أو على ما يبدو أن إجابات الرعيني نفسه لم تكن موفقة ففي البداية قال أن الكثير من فصائل الحراك سلمت أسماء ممثليها ولم يتوانى عن ذلك تلك الفصائل ليقع في فخ سرعان ما أنتشل نفسه منه لكن بنفس الوسيلة ألا وهي الكذب الرعيني كحميد الأحمر يرى الى الحراك من زاوية عبدالله الأصنج والعميد الناخبي ومحمد علي أحمد مؤكداً أن هذه الفصائل سلمت قوائمها . لو أستمر الرعيني على ذلك لصدقناه قليلاً وأبدينا بعض التعاطف معه لكن إستمراره في الحديث عن قضية الجنوب جعلته يستخدم الكذب بلسان آخرين مبدياً بعض التناقض مع نفسه ففي السؤوال الأول يقول الحراك قدم ممثليه وفي السئول الثاني يقول "حتى الان لم تتضح الصورة بعد وهناك اجتماعات يعقدها المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر مع القيادات الجنوبية بالخارج ومن خلال تصريحاته فقد أبدت استعدادها لحل القضية الجنوبية عبر الحوار وربما تتضح المواقف أكثر خلال الأيام القليلة التي تفصلنا عن موعد انعقاد المؤتمر " قد يقول البعض إن الرعيني لم يأت بجديد يستحق الذكر لكن كيف للرعيني ولغيرة من أعضاء الحوار أن يقبلوا بمشاركة غير اليمنيين ونقصد هنا الأوصياء أو من يعتبرون أنفسهم كذلك فجمال بنعمر المدرس الذي تحدث عنه بن مبارك قال عنه الرعيني إن له الحق في المشاركة والدخول والخروج في أي وقت الى مؤتمر الحوار ودون إذن مسبق . يعتقد الرعيني المسكين أن الإعلان على هذا الأمر والحديث عنه مسألة تستحق الفخر في حين أنها فضيحة بكل ما تحملة الكلمة من معنى فمؤتمر الحوار الذي يعول عليه الجميع بإستعادة السيادة الوطنية والتحرر من هيمنة الوصاية ها هو يسمح لبنعمر وغيره في المشاركة وطرح آرائه بقضايا يمنية خالصة وهذا ما لم يقره الشرع والدستور والقانون بل والأخلاق والأعراف لكن لن نستغرب أن يصدر مثل هذا الكلام من الناشط الإصلاحي المستقل فالكثير من أعضاء لجنة الحوار بحاجة الى دروس في الوطنية فمثل هذه المواد لم يتلقوها في معاهدهم وجامعاتهم أو هكذا بدا لنا .