تأكيد رسمي يمني على بدء الحوار الوطني في موعده المحدّد سلفا يمثل إعلان تحدّ للصعاب التي تعترض استحقاق الحوار الذي يعتبر مفصليا في عملية الانتقال السياسي بالبلاد… صعاب أصبح عنوانها الأبرز تنامي دعاوى انفصال الجنوب. صنعاء- فيما يشهد جنوب اليمن بوادر تسخين للشارع تقوده أطراف في الحراك الجنوبي مطالبة بالانفصال عن الشمال، ومعترضة، بالتالي، على إجراء حوار لا يكون على أساس دولتين، أكد ياسر الرعيني نائب أمين عام لجنة الحوار الوطني في اليمن أن مؤتمر الحوار سيعقد في موعده المحدد في 18 مارس الجاري. ويأتي هذا التأكيد الرسمي في شكل إعلان تحدّ للصعاب التي تعترض استحقاق الحوار الذي يعتبر مفصليا في عملية الانتقال السياسي بالبلاد، وهي صعاب تركزت خلال الآونة الأخيرة في تمسك أطراف بخيار انفصال جنوب البلاد عن شمالها، بل استعدادها لتصعيد الوضع خدمة لهذا المطلب. وقال المسؤول اليمني في تصريح صحفي أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ستعقد في صنعاء وسيتم بعدها توزيع جلسات الحوار في محافظات صنعاءوعدن وتعز والحديدة وحضرموت وصعدة. وأشار إلى أن اللجنة ستناقش وتقر الخميس "اليوم" قوائم المشاركين المستقلين من الشباب والمرأة والمجتمع، إضافة إلى إقرار الوثيقة الإعلامية للتهيئة للحوار والتي ستلزم كافة مختلف الوسائل الإعلامية بالعمل بها وبما يهيئ الأجواء لمناقشة مختلف القضايا المطروحة على طاولة الحوار. وفي تعبير عن موقف أطراف جنوبية من الحوار، شل أمس إضراب مدينة عدن ومحافظات جنوب اليمن، إثر دعوة أطلقها الحراك الجنوبي الذي ينادي عناصر فيه بالانفصال عن شمال البلاد. وقال مصدر يمني إن "عناصر تابعة للحراك قامت بقطع الطرق بين المديريات السبع بمحافظة عدن، فيما قامت قوات الأمن بملاحقتهم وخاصة بمديرية المنصورة أحد أكبر تجمعاتهم"، فيما قال سكان في مدينة المنصورة إن "دوريات عسكرية قامت بإطلاق الرصاص على عناصر الحراك عند تقاطع مصنع الغزل لمحاولة فتح الطريق". وأشار السكان إلى انتشار أمني ومدرعات في شوارع المعلا، وكريتر، والمنصورة، وسمع إطلاق نار كثيف في أرجاء عدن في حين أغلقت المدارس والجامعات، واستثنيت المرافق الطبية الضرورية. وذكروا أن إقفالا تاما شهدته مدينة شبوةعتق، ولحج الحوطة، بين شهدت حضرموت والمكلا إقفالا جزئيا. وقال القيادي في "الحراك الجنوبي" يحي غالب الشعيبي، ليوناتيد برس انترناشونال، إن الإضراب "يأتي على إثر اعتقالات ومداهمات لمنازل ناشطين من الحراك الجنوبي في كريتر والمنصورة"، مشيرا إلى انه مازال بعض الناشطين في السجن منذ أسابيع من دون محاكمة. وتُضرب المحافظات الجنوبية يومين أسبوعيا احتجاجا على ما يقول عناصر الحراك "إنها أعمال قتل تمارسها قوات الأمن بحقهم". وذكر بيان "للحراك الجنوبي" أن تحرك الأربعاء في عدن وبقية المدن الجنوبية "إجراء تصعيدي يهدف إلى الضغط على السلطات اليمنية لتقديم متورطين في عمليات قتل وقعت في 21 فبراير الماضي بحق متظاهرين جنوبيين إلى العدالة". وتكررت دعوات "الحراك الجنوبي" الى تطبيق عصيان مدني شامل في المدن الرئيسة، عدن، وحضرموت، خلال الأسبوعين الماضيين وتزامنت مع استخدام للقوة من قبل السلطات اليمنية، ووقوع المزيد من القتلى والجرحى كان آخرهم أحد عناصر الحراك في مديرية المنصورة الأربعاء الماضي. ولتذليل الصعوبات من أمام الحوار كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التقى مع عدد من الانفصاليين الجنوبيين للمرة الأولى وتعهد بحل عادل لمشكلاتهم. وعلى الإثر قال متحدث باسم الانفصاليين إن هادي أصدر تعليمات باعتبار 17 ناشطا جنوبيا قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن الشهر الماضي "شهداء" ودفع 15500 دولار لأسرة كل واحد منهم.