في خضم الحرب الباردة بين اكبر قوتين عالميتين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدةالأمريكية ومع امتلاك القوتين للسلاح النووي والقنابل الذرية والهيدروجينية الكافية لتدمير كوكب الأرض ومن عليه وربما كواكب أخرى ساد العالم الخوف فيما إذا اندلعت الحرب بين تلك القوتين وما هو مصير البشرية إذا وقع المحظور واندلعت الحرب وكانت هناك أزمات سياسية بين القوتين تنبئ بوقوع الكارثة ولكن الحرب لم تقع لسبب بسيط وهو وجود توازن الرعب بين القوتين أي إن كل من القوتين قادرة على تدمير الأخرى في وقت وأي لحضه من الزمن وبضغطة زر . صنعاء لن تنجر صنعاء إلى الحرب الأهلية فاليمن لن تكون سوريا الأسد وليست ليبيا ألقذافي ، التكوين القبلي والاجتماعي والعسكري لليمن يمنع انجرار البلد إلى الحرب الأهلية ، في صنعاء هناك توازن للرعب يمنع أي طرف من إطراف الأزمة السياسية من المجازفة والدخول في حرب أهلية بهدف القضاء على الفريق الآخر ، فطرفي الصراع المتمثلين في الرئيس علي عبد الله صالح وفريق علي محسن الأحمر لديهم من الرجال والعتاد ما يمنع أي طرف من مجرد التفكير في الحرب وإشعال الفتنة ، كان ينضر إلى تكدس الأسلحة في اليمن من منظور سلبي ولكن هذا السلاح منع البلد من الدخول في حرب أهلية مدمرة مثل ما حدث في ليبيا ويحدث ألان في سوريا حماك الله ي صنعاء وحمى اليمن من كيد الكائدين . توازن الرعب يخلق المزيد من التوازنات داخل البلد ابتداء من التوازنات السياسية والتوازنات الاقتصادية والاجتماعية مما يمنع تغليب طرف على طرف آخر وبالتالي استغلاله واحتقاره ومعاملته معاملة دونية ، كما انه يمنع التسلط والاستبداد السياسي والانفراد بالسلطة ، توازن الرعب هذا يظهر بشكل واضح في اليمن وبالذات شمال اليمن بين قوتي آل الأحمر ويظهر كذلك في لبنان ففي لبنان لا يمكن لطائفة إن تتسلط على طائفة أخرى وقد يقول قائل إن ذلك نتاج اتفاق الطائف وأقول لإن اتفاق الطائف ما هو إلا نتاج توازن الرعب بين كل الطوائف اللبنانية . وعلى العكس تماماً لا وجود للتوازن الرعب في كل من سوريا ومصر وليبيا والعراق فمن خلال الملاحظة والمتابعة للإحداث في هذه البلدان وعند نشوب النزاع السياسي والمسلح انزلقت هذه البلدان إلى أتون الحرب الأهلية وسيطرة طرف على كل الإطراف الأخرى وبسهولة مما استغلها وفعل الأفاعيل بها وكل هذا نتاج لغياب توازن الرعب في هذه البلدان فلو كان هناك توازن للرعب لما آلت إليه الأمور إلى هذا الوضع المزري والمشين ، ففي سوريا يقتل الآلاف لعدم وجود توازن الرعب وعدم وجود قوة قبلية أو عسكرية مساوية لقوة الأسد في سوريا وفي ليبيا لولا وجود النيتو لمسح ألقذافي بمعارضيه الأرض وأبادهم عن بكرة أبيهم وكذلك هو الأمر في العراق فلا توازن بين السنة والشيعة ولذلك الطوائف الشيعية تفعل ما تريد بالجماعات السنية لأنه ببساطة لا يوجد توازن للرعب بين الخصمين فالقوة تردع القوة الأخرى .