سحر الطبيعة وجمالها الرباني تجده في جزيرة سقطرى التي منحها الله مميزات فريدة ظلت محتفظة بها طيلة تاريخها لم تعبث به أيادي العابثين من بني البشر ساعدها على ذلك خلال السنوات الماضية موقعها البعيد خلف البحر العربي وفي أعماق المحيط الهندي حيث يتقاسما احتضانها ويحرساها ممن يحاول التسلل إليها من الغرباء قبل أن تفتح الأجواء أمام أفواج البشر القادمين إليها للتمتع بجمالها والتعرف على مكوناتها بل والإقامة فيها حيث تشكل الجزيرة مستودعا للتنوع البيئي الطبيعي والحيوي فهي بعد قدرة الله سبحانه وتعالى هبة من هبات الطبيعة . تلك الطبيعة التي تكفلت بالحفاظ على هذة البيئة نقية آمنه يسرح ويمرح فيها البشر وكذلك الحيوانات والطيور بحرية وتبات المواشي في الخلاء على قمم الجبال وفي بطون الوديان آمنه لخلو الجزيرة تماما من الوحوش والحيوانات المفترسة والضارة وتشكل الطيور فيها جانب هام من جوانب التنوع البيئي والتفرد الطبيعي حيث يوجد بها حوالي (179) نوع منها طائر ( الرخمة المصري ) وهو طائر يتواجد في مناطق عده من العالم في جنوب أوربا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وتنتشر بأعداد كبيرة في جزيرة سقطرى في مناطق العمران والوديان والجبال حيث تبني أعشاشها في كهوف الجبال وتتغذى على المخلفات العضوية للحيوانات الميتة ( الجيف ) ونفايات الإنسان وبقايا طعامه لذلك فهي مفيدة في تصفية البيئة من المخلفات . هذا النوع من الطيور لا تكلف الزائر الكثير من الجهد كي يتعرف عليها عن قرب بل ويلتقط صورة تذكارية معها كونها تحوم حوله منذ لحظة وصوله الجزيرة بل وتهبط بالعشرات على مقربة منه خاصة إذا كان يتناول غذاؤه في الهواء الطلق حيث تصر على مشاركته الغذاء حتى من غير أن يعزم عليها وتبقى بعده تأكل بقايا الطعام بشراهة وبذلك تنظف المكان من بعده تماما لكثرة أعدادها لذا فالبعض يطلق على هذا الطائر ( بالمنظف )وبعضهم (بالبلدية ) أما السقاطرة فيطلقون علية أسم (سعيدو ) وبسبب طريقة عيشة يكون أكثر الطيور حظا في الفوز بأكثر الصور من قبل زوار الجزيرة . وهو يستحق ذلك وأكثر تكريما للدور الذي يقوم به في نظافة البيئة بشكل يومي في ذات الإتجاه هناك تصفية سنوية شاملة للجزيرة في فصل الصيف تقوم بها الرياح الموسمية التي تستمر خلال الأشهر ( يونيو ويوليو وأغسطس ) من كل عام وهي رياح جنوبية غربية شديدة تتراوح سرعتها مابين (17-13 ) كيلو متر في الساعة وتقدر ب(60-40) عقدة تقل سرعتها تدريجيا خلال شهر سبتمبر حتى تتوقف في آخر هذا الشهر وقد نظفت البيئة تماما من كل المخلفات البشرية والحيوانية . مراد الشوافي