سقط عشرات القتلى والجرحى من الجيش اليمني ومقاتلي تنظيمي «القاعدة» و «أنصار الشريعة» في جنوب اليمن أمس، واستولى المسلحون على دبابات وآليات مدرعة وأسلحة ثقيلة بينها راجمات صواريخ وكميات كبيرة من العتاد والذخائر من مواقع عسكرية بعد سلسلة هجمات عنيفة ومباغتة نفذها المئات منهم في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في إطار استهداف معسكرات الجيش والقوات الخاصة المكلفة مكافحة الإرهاب. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية وقبلية في أبين أن «القاعدة» بدأ هجومه فجراً على معسكرات الجيش بعمليات انتحارية بثلاث سيارات مفخخة على الأقل استهدفت مداخل معسكري اللواء 39 مدرع واللواء 119 مشاة في منطقة دوفس المجاورة لزنجبار من جهة الشرق المطلة على سواحل البحر العربي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود فوجئوا بالهجمات والانفجارات، قبل أن يزحف مئات المقاتلين المتشددين باتجاه الموقعين، ويتمكنوا من السيطرة عليهما إثر اشتباكات عنيفة أسفرت عن استيلاء المسلحين على معظم العتاد فيهما، كما أسروا أكثر من 60 جندياً وضابطاً تم نقلهم إلى مدينة جعار المجاورة وبينهم عدد كبير من الجرحى. وقالت المصادر نقلاً عن شهود من السكان إنهم شاهدوا عشر دبابات وعدداً من المنصات المتحركة لقاذفات صواريخ (الكاتيوشا) وأسلحة أخرى وكميات كبيرة من الذخائر بحوزة مقاتلي «القاعدة» و «أنصار الشريعة»، وهي تتحرك باتجاه جعار التي يتخذ منها عناصر «القاعدة» مركز انطلاق في عملياتهم ضد قوات الجيش في محيط زنجبار ومناطق أخرى من البلاد. وفي حين تحدثت المصادر عن سقوط 60 قتيلاً من الطرفين معظمهم من الجنود، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، قالت مصادر عسكرية وأمنية يمنية أن «تسعة جنود قتلوا، وأصيب عشرة آخرون في انفجارين بمحافظة أبين، حيث دارت مواجهات عنيفة بين القوات اليمنية وعناصر إرهابية مسلحة استخدمت فيها الأخيرة أسلحة ثقيلة وسيطرت على مواقع عسكرية بالمحافظة». وقالت المصادر إن سيارتين ملغومتين استهدفتا نقطتين تابعتين للجيش اليمني في بلدة دوفس، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة سبعة آخرين، وأدى هجوم مماثل على نقطة عسكرية في الكود إلى مقتل أربعة جنود وجرح آخرين. وكانت المصادر المحلية في أبين أشارت إلى اشتباكات عنيفة وقعت منتصف ليل السبت – الأحد في منطقتي دوفس والكود، وقالت إن عشرات الانفجارات دوت بقوة وسمعت في أرجاء زنجبار، وإن المسلحين المتشددين استولوا بعدها على النقاط العسكرية المستهدفة، وأشارت إلى أن «الهجمات كانت شرسة واستخدمت فيها بكثافة الآليات الثقيلة، وهذا أمر غير مألوف، ما أوقع خسائر كبيرة في الجانبين». وفي حين تمكن الجيش بمساندة تعزيزات من قوات الحرس الجمهوري وكتائب الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب وصلت لاحقاً من عدن ومناطق جنوبزنجبار، من استعادة مواقعه في دوفس بعد ساعات من القتال الضاري وفتح الطريق الرئيسي بين زنجبار ودوفس بعد ظهر أمس، أكد ل «الحياة» مسؤول عسكري كبير، طالباً عدم ذكر اسمه، أن الحرب الحاسمة ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن بدأت بالفعل وبقوة غير مسبوقة، وقال إن «هذا الشهر سيكون حاسماً في حربنا ضد هذه المجموعات الإرهابية المسلحة مهما كانت الخسائر والتضحيات».