كما هي العادة في المكلا يلتقي الحضارم في مقاهي وازقة المدينة متحلقين في سمرات الشاي او حول طاولات لعبة الدومنه او الورقة (الترب) يتبادلون الاحاديث حول الجديد في السياسة والادب والفن وهذه المجالس يكون اغلب مرتاديها من كبار السن والمتقاعدين من الوظائف الحكومية … الضيف الدائم في هذه المجالس صحيفة الايام العدنية التي يمتلكها ال باشراحيلالحضارم …كنت اظن ان لوشائج الصحيفة بالناشرين الحضارم علاقة بتلك الحفاوة التي تُستقبل بها الايام في المكلا…ومع مرور الايام والايام الصحيفة تترنح تحت ضربات السلطات حينها حتى احتجابها عن القراء .. اكتشفت ان للايام سطوة اعلامية وحضور في عالم الصحافة يقف على رصيد من المهنية .. حافظت الصحيفة على نهجها وخطها التحريري مذ ايام العميد محمد علي باشراحيل ومن بعده الراحل هشام باشراحيل رحمهما الله ..كما نراها اليوم في امانة الجيل الثالث من اسرة ال باشراحيل (باشا واقرانه) متكئين على خبرة ومساندة المخضرم تمام باشراحيل الذي رافق اخيه هشام في رحلة المتاعب خاصة فيالايام الاخيرة من سني عمره الحافلة في اوج محنة الايام الصحيفة .. في مؤتمر الحوار الوطني الشامل حضر الثنائي باشراحيل وعمه تمام ليضعوا قضية الايام في صدارة القضايا الوطنية .. وكانت قضية انصاف الايام واعادة الاعتبار لها بمثابة اعادة الاعتبار لشعب كانت لسانه ونبض شريانه.. كل الاحرار وانصار الكلمة وقفوا الى جانب الايام على اختلاف مشاربهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية.. عادت اليوم اكثر الصحف الجنوبية انتشارا وتاثيرا الى قراءها واليمن والجنوب على وجه الخصوص على اعتاب مرحلة تاريخية جديده ..
يواجه الجنوب والقضية الجنوبية تحديات تشكل النظام السياسي الجديد في ظل دولة اتحادية تعطي للجنوبيين فرص اكبر في رسم ملامح اليمن الجديد وتضع القيادات الجنوبية امام مسئوليات عظمى وتحديات تنموية اكبر.. وهناك تحديات امنية كبرى يعيشها الجنوب في معظم المحافظات لاشك ان لها تاثير بالغ على مجريات الانتقال السياسي الذي تعيشه البلد… لاشك ان لعودة صحيفة الايام واستمرار صدورها في هذه المرحلة الحساسة بما تمتلكه من رصيد من المهنية في وجدان الجنوبيين كاحد اعمدة التنوير ومنارات الثقافة والمعرفة .. لعودةِ يعول عليها الكثير في ترشيد الخطاب الاعلامي . نكرر التهنئة لانفسنا ولكل القراء بعودة الايام .وتحية لكل محرري ومنتسبي صحيفة الايام .