من الأنواع المستجدة للغش الغش في الامتحانات الذي يمارسه الطلاب ويشاركهم فيه بعض الآباء وبعض المعلمين والتعليميين . والغش في الامتحانات محرم من خمسة أوجه : الوجه الأول : أن هذا من الغش؛ لأنه تنطبق عليه حقيقة الغش من حيث إخفاء الخطأ والعيب والظهور بمظهر السلامة من ذلك ، فالطالب يظهر أنه أجاب من قبل نفسه وهو في الحقيقة إنما أجاب بالاستعانة بالقصاصات ونحوها ، وهذا غش وخداع ، وهو داخل في عموم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :(من غشنا فليس منا) . الثاني : أنه مخل بالشرط المتفق عليه في التعليم أن الطالب يستحق الفوز والشهادة إذا حصد علامات معينة بجداره من قبل نفسه بدون استعانة أو نقل، فإذا نقل فقد غش وخرق الشروط ولا يكون جديرا بالفوز ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول :(المسلمون عند شروطهم ) . الثالث : أن الاستعانة بالنقل والغش في الامتحان وتمرير ذلك ظلم ظاهر للمبرزين من الطلاب ولكل من يرفض الغش منهم ، فالطلاب المتميزون يجهدون أنفسهم في القراءة والحفظ ، ويضحون براحتهم ويخلطون الليل بالنهار ، ثم يأتي هؤلاء المهملون ليجيبوا عن الأسئلة عن طريق الغش أو التغشيش فتتحطم أنفسهم وتنهار معنوياتهم ؛ بل إن بعضهم لا يحار جوابا مت شدة التأثير النفسي ، وفي النهاية يتساوى البليد مع الذكي والمهمل مع المجد أو ربما تقدم عليه ! أليس هذا من الظلم المحرم؟ الرابع : أن الغش يضر بالعملية التعليمية ، فالطلاب المهملون إذا ضمنوا الفوز بالغش لم يهتموا بحضور الدروس والمحاضرات ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء القراءة بله الحفظ ، والطلاب المجدون حين يرون أن جدهم وجهدهم يذهب هباء ، وأن للفوز طريقا مختصرة ، تركوا طريق المذاكرة ، وسلكوا مسلك الغششة ، وبهذا ينهار التعليم ، وتنهار معه الأمة ، وهذا شيء من أعظم الأمور حرمة . الخامس : أن في الغش تدميرا للمستقبل ، وهدما للجيل ، وتسليطا للغششة والجهلة ليتسلقوا في المستقبل المناصب من ولايات وإدارات ومستشفيات ومؤسسات وغير ذلك ، فالمشاك في غش الطلاب مشارك في غش المجتمع بأسرة في المستقبل ، والله المستعان .
