قدم رئيس وزراء كوريا الجنوبية ( شونغ هونغ – وون ) استقالته على خلفية غرق عبارة ركاب في 16 إبريل 2014 خلف أكثر من (300 ) فرد مابين قتيل ومفقود من أصل (475 ) كانوا على متنها معظمهم من طلاب الثانوية كانوا في رحلة مدرسية ميدانية إلى منتجع ( جيجو ) وقال رئيس الوزراء المستقيل : ( أقدم اعتذاري لأني لم أتمكن من منع هذا الحادث ولم أتمكن من التعامل بالشكل الصحيح مع نتائجه ) وأضاف : (شعرت أنني كرئيس للوزراء يتعين علي أن أتحمل المسؤولية وأن أستقيل ) وتابع : (أردت أن أستقيل قبل ألآن , ولكن الأولوية كانت لإدارة الوضع , وقد ارتأيت أن المسؤولية تقتضي أن أقدم المساعدة قبل أن أرحل . ولكنني قررت الاستقالة الآن كي لا أكون عبئا على الحكومة ) لم يمض على الحادث غير أيام ليستقيل محمل نفسه مسؤولية غرق العبارة ( سيوال ) قبالة الساحل الجنوبي الغربي لكوريا الجنوبية بسبب التقصير الذي أدى إلى الغرق لكونه رئيسا للحكومة التي عجزت في العمليات الأولية للإنقاذ مما زاد من عدد الضحايا . وفي اليمن غرق ألاف الطلاب والتلاميذ أثنا امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية لهذا العام 2013)- 2014 ) في بحور من الغش وتسريب لأسئلة الامتحانات قبل موعدها تغيرت على أثرها مواعيد الامتحان مخلفة أثرا سلبيا على نفسية الممتحنين وأعيدت طباعة نماذج أسئلة بديلة لعدد من المواد مكلفة ملاين الريالات تضاف لما صرف على طباعة النماذج السابقة وقد أتت على نموذج واحد أعد على عجل مفتقدا للكثير من المواصفات التي تميزت بها النماذج الأصيلة كل ذلك ولم يسمع المواطن في اليمن بان مسئولا قد ضرب صدره محملا نفسه مسؤولية هذا التقصير الذي أدى إلى تسريب أسئلة الامتحان أو هذه الفوضى حول المراكز الإمتحانية والغش الذي يحدث داخلها في كافة أنحا الجمهورية . وقد غرقت البلاد من قبل في الفساد والفوضى ولم نسمع أن مسئولا قد اقر بتقصيره واستقال . وتاجر السماسرة في كل شئ بما فيها حياة المواطن وأمنه واستقراره حتى أصبح يخرج من أزمة ليدخل أخرى ليقضي نشاطه اليومي في الطوابير أمام محطات الوقود ومراكز توزيع الغاز أو في ظلمات انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة وهو في هذا الشهر الفضيل – شهر رمضان المبارك _ كل ذلك ولم نسمع أن أجراء قد أتخذ ضد المقصرين في واجباتهم وقد حدثت الحوادث في إطار مسؤولياتهم المباشرة وغاية ما تقوم به الحكومة إزاء ذلك هو أن تنقل الفاشل من منصب إلى آخر ليستمر في فشله ويتوسع . وقد أوصلت ببعضهم أزمة القيم والمبادئ إلى الأضرار بمصالح الناس كسلاحا لإفشال الآخر ليكون الخاسر الأول والأخير في حربهم القذرة هذه هو الوطن والمواطن حيث وصل بهم فسادهم وحقدهم وصراعهم إلى استخدام مستقبل هذا الجيل بتسريب أسئلة الامتحان بهذا الكم الهائل وعرضها على صفحات الأنتر نت قبل بدء الإمتحان بساعات حيث يستنتج كل ذي عقل بان العملية لم تكن فردية وليس هدفها الكسب المادي ولا يمكن لشخص عادي أن يقوم بها لولا أن هناك أطراف في الصفوف المتقدمة قد ساعدت عليه مما يعطي الحدث طابع سياسي أستخدم فيه مستقبل الطلاب ( بميكافيلية ) زائدة من أجل تحقيق مكاسب سياسية من وجهة نظرهم . أن في حدث استقالة رئيس وزراء كوريا الجنوبية وحديثه درسا للمسؤولين في بلادنا الذي تنهار البلاد بسبب سياساتهم الفاشلة وأطماعهم الزائدة بينما هم ممسكين بكراسيهم مستعدون لشن حرب على اليمن بأكمله من أجل البقاء في مناصبهم والخارجين منهم يحاربون من أجل العودة للحكم والمنصب لاستكمال مسيرة فشلهم . وفي ذلك أيضا إجابة على بعض الأسئلة البليدة التي نسألها لأنفسنا أحيانا وتدور في معظمها عن سؤال أساسي هو لماذا الأجانب يتقدمون بينما مجتماعاتنا العربية الإسلامية في تأخر مستمر ولها من الحضارة ما ليس لهم وفي دينها ما يكفل لها التطور والنماء .. والإجابة على تلك الأسئلة هي : إنهم أناس احترموا أنفسهم فاحترمتهم شعوبهم .. عملوا من أجل أوطانهم فتقدمت ليتقدموا … عظموا التعليم فارتقوا .. واستقرت أوطانهم ونمت وهي التي في معظمها عبارة عن لغات متعددة وأديان مختلفة وعادات وتقاليد شتى لم يوحدها الدين ولا اللغة فوحدها الوعي الذي لاشك أن للتعليم دورا في صناعته وتطويره . بينما نحن بديننا الواحد ولساننا المشترك وحضارتنا الضاربة في أعماق التاريخ مازلنا في تراجع مستمر برغم كثرة خيراتنا وعدالة شريعتنا كل ذلك لأننا لم نقدس التعليم فانعكس سلبا على مستوى الوعي الاجتماعي الذي كانت نتيجته سوء إدارة المسؤولية يقابله بؤس وشقاء للسواد الأعظم من أفراد المجتمع .