طالب القيادي التربوي عبد الوهاب جولة وزير التربية الدكتور/ عبد الرزاق الأشول، بالكشف عن المتورطين في تسريب أسئلة الامتحانات وفضحهم للرأي العام وتقديمهم للمحاكمة.. ورأى جولة وهو مستشار سابق لوزير التربية بأن ما حدث من تسريب للأسئلة وتأجيل لامتحانات عددٍ من المواد يؤكد فشل العملية الامتحانية لهذا العام، واصفاً ما حدث بأنه مهزلة ووصمة عار في جبين كل تربوي. ولفت إلى أن وضع العملية التعليمية ازداد سوءاً في السنوات الأخيرة، وأن أغلب التربويين ذوي الخبرات المتراكمة أصبحوا حالياً في البيوت، إذ أعطيت الأمانة لأشخاص غير قادرين على حملها واعتبر جولة خلال تصريحه ل"أخبار اليوم" ما حدث من تسريب للأسئلة عملية تمس الأمن القومي للبلد، منوهاً إلى أن الامتحانات عملية مقدسة وشرف التربوي مرتبط بالحفاظ على المظاريف.. ولم يستبعد جولة أن تكون عملية تسرب الأسئلة مقصودة لإحداث بلبلة في البلاد مثلها مثل الاعتداءات على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، مشيراً إلى أن الضحية هو الطالب والمواطن الغلبان.. وقال: إن المستفيد من تسريب الأسئلة هم الذين يريدون إحداث بلبلة في البلاد، منوهاً إلى أن عملية الامتحانات في الوزارة محصورة بين الموجهين الذين يقومون بإعداد الامتحانات والمطبعة السرية التي قامت بطباعة الأسئلة وتغليفها. مضيفاً: إنه يجب الكشف عن المتورطين سواءً كانوا من الوزارة أو في الميدان. وأضاف جولة: إن التربية والتعليم أصبحت "شؤون اجتماعية" وشدد على ضرورة أن تكون هناك محاكمة علنية للمتورطين في تسريب الامتحانات، لافتاً إلى أن عملية تسريب الامتحانات أفضع جريمة من قطع الكهرباء والماء والطرقات.. وأكد أن وزير التربية هو المسؤول الأول عن عملية التسريب، مشيراً إلى أن عملية التسريب لو حدثت في بلد آخر يُقدِّر العملية التعليمية، لقدَّم وزير التربية استقالته فور سماعه بخبر التسريب. وقال: إنه ينبغي على الحكومة أن تُخضع وزير التربية للمُساءلة ما لم يحدد المتورطين ويكشفهم بالاسم, وقال: إن على وزير التربية كشف المتورطين أو هو المتهم الأول في قضية التسريب.. وذكر أن نفسية الطلاب أصبحت مرتبكة وجعلهم ينظرون إلى العملية التعليمية على أنها مهزلة، كما أن لها أثراً كبيراً على الأسرة، حيث عملت على إرباك برنامجها. ودعا جولة إلى إعادة النظر في وضع التعليم، منوهاً إلى أن قضية بيع الكتب المدرسية في الشوارع منذ سنوات ورغم تعاقب نحو 7 وزراء للتربية والتعليم لم يتم معرفة مصدر توزيع الكتب المدرسية لتباع بالشوارع.. وقال: إن كل وزير تربية يحرص على تجميل صورته من خلال رفع نسبة النجاح من 70 80% وهذا يُعد غشاً للجيل حد قوله. من جهته استنكر صالح قاسم نقيب المعلمين بمحافظة عدن تفشِّي ظاهرة الغش وانقطاع التيار الكهربائي بالمحافظة خلال فترة الامتحانات لشهادتي التعليم الاساسي والثانوي. وقال صالح في تصريح ل"اخبار اليوم": إن عملية الغش المتفشية بين صفوف الطلاب صاحبته عملية اختراق لوزارة التربية وتسريب الأسئلة من داخل مكاتب الوزارة وفروع مكاتبها بالمحافظات معتبراً ذلك إساءة للتربويين والتربويات ووزارة التربية والتعليم بشكل عام ووصمة عار على البلد. وأضاف: إنه مهما كانت الظروف التي تعيشها البلاد , خاصةً في تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف والامتحانات, فإن ذلك لا يُبرِّر للطالب أن يمارس الغش أو للمعلم والمراقب خيانة الأمانة ومساعدة الطالبات والطلاب على الغش. وأكد أنه يجب أن تكون هناك معالجات جذرية وشاملة لظاهرة الغش تبدأ من أولياء أمور الطلاب وكذا السلطة المحلية بالمحافظة, والجهات المجتمعية الفاعلة من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وخُطباء المساجد في نشر التوعية والإسهام في معالجة ظاهرة الغش باعتبار الغش يُنتج أجيالاً جاهلة وقيادات فاسدة في المستقبل. ودعا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة إلى توفير المناخ المناسب للطلاب لتأدية الامتحانات, داعياً إلى مراعاة الطلاب بعدم انقطاع التيار الكهربائي خلال فترة الامتحانات, مشيراً إلى أنه رغم الجهود التي تُبذل من قبل السلطة المحلية في التقليل من انقطاع الكهرباء إلا أن ذلك لم يُفلح في استقرار التيار الكهربائي.