إن من المؤسف حقا أن يكون الوعي الحضرمي -بعد كل هذه التجارب المريرة – وعيا قاصرا لا يتوافق مع الواقع المرير ، بل لعله يعيش اضطرابا معيبا يرى البعيد قريبا والقريب بعيدا . هذا الوعي القاصر ولّد همةً قاصرة ، لن تكون بحجم المسؤولية الملقاة على ظهر هذا الجيل المتهاون ، مسؤولية يترتب عليها مستقبل جيل كامل قد يعيش في مخاض عسير ليلعن بعد شيبته الرجال الذين خانوا المسؤولية ، كما لعن اقراننا الجيل السابق الذين ساقوا حضرموت بتاريخها الطويل وجغرافيتها العريضة وثرواتها الهائلة ، ليحشروا كل ذلك بين شوارع المعلا وخور مكسر ، ولترمي بهم أمواج خليج عدن نحو براثن العجوز المجنونة ، ولكم ان تعرفوا ما فعلت بهم هذه العجوز ، لكن لا لوم عليها بل لوموا الرجال الذين ركبوا بها نحو غُبة بحر عدن . وبعد قرابة أربعين عاما من التيه بعث الله لحضرموت فرصة أخرى للانعتاق ، كما بعث لبني إسرائيل طالوت ملكا ، فهل ستدخلون أيها الحضارم الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم ، وتنعتقون من ذل التبعية وحالة الذيلية التي عشتموها طوال نصف قرن . للأسف المرير -ومن خلال لقاءات مع كثير من النخب السياسية ولقاء مع القائمين على حلف قبائل حضرموت – وفي يدي مشروع استقلالي – أن حضرموت ليست مستعدة ، وأرجو أن أكون مخطئا ، وربما لن ننتظر طويلا لنشهد مسيرات اللطم الحضرمي تحت ظل الإمام لا أدام الله ظله . عندها سنعيش أربعين عاما أخرى من التيه والشتات لأن الجيل الحضرمي. الحالي سيهوون بها مرة أخرى نحو هاوية ادهي وأمر . ولله الأمر من قبل ومن بعد