في لقاء ممتع وحديث شيق تحدث فيه وبكل شفافية .. رئيس هيئة مستشفى ابن سينا العام الدكتور/ سالم عبدالله كنيد العوبثاني ..رجل طموح .. لديه أمال كبيرة .. يخطط بهدوء جدا، لا يحب الظهور الإعلامي كثيراً، يسعى ليجعل له بصمه واضحة في ضل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها المستشفى. أجاب عن كل تساؤلات " نجم المكلا " دونما تحفظ .. وإليكم حصيلة هذا اللقاء: * من هو الدكتور/ سالم عبدالله كنيد العوبثاني كطبيب بدون صفة رئيس هيئة مستشفى ابن سينا العام؟ الدكتور سالم عبدالله كنيد العوبثاني في المقام الأول طبيب عاشق لمهنته فمهنة الطب هي عشقي الأول .. فأنا أعشقها وأشعر بالسعادة الكبيرة عندما أساعد مريض على تخفيف ألامه .. وقد يكون السبب في هذا العشق لكوني ابن الريف الذي حرم من العلاج في طفولته وذاق مرارة الألم وجربت عليه كل الأدوية والطقوس الشعبية والخزعبلات فكان ذلك حافزاً لآن أكون جاداً ومتفوقاً في دراستي لكي أصنع من نفسي إنسان له القدرة على أن يكن فرداً مؤثراً تأثيراً أجابيا في مجتمعه .. وبفضل من الله وتوفيق لم أضل الطريق فكانت مهنة الطب خير مهنة أستطيع من خلالها تقديم ما استطيع تقديمه من أجل أن أرضي ربي وضميري لمن أراد الله أن يكون له الشفاء على يدي . * ماهو المكسب الحقيقي من كونك رئيساً لهيئة مستشفى أبن سينا العام؟ في حقيقة الأمر تحمل المسئولية بعيد كل البعد عن المكاسب .. وإذا كان هناك أي مكسب فلا يتعدى أن يكون مكسباً معنوياً وهو إتاحة الفرصة لي في إظهار مواهبي وقدراتي في جانب القيادة الإدارية وتحمل أمانه أخرى فوق أمانة الطب، نسأل الله أن يكون عوناً لي على هذه الأمانات .. فالإنسان الصادق مع الله ومع نفسه والآخرين لن يرى في تحمل مسئولية مرفق خدمي بحجم هيئة مستشفى ابن سينا كمستشفى محوري يخدم ثلاث محافظات وفي هذه الظروف الصعبة غير الامتحان العسير والإنهاك المستمر لكي نصل بهذه السفينة - المستشفى – إلى بر الأمان ,, حتى أترك أثراً طيباً تذكره الأجيال .. ولا يسعني إلا أن أسأل الله العون لي ولمن سيأتي من بعدي في هذا المرفق الذي يقع بين (سندان) حاجة الناس (ومطرقة) شحت الإمكانات . * ماذا تعني كلمة ( هيئة ) وماذا قدمت هذه الكلمة للمرضى والكادر العامل بشكل عام ؟ كلمة هيئة تعني ألاستقلال المالي والإداري لكيان خدماتي .. ولكن لسوء الحظ جاء ترفيع مستشفى ابن سينا إلى هيئة في ظروف مالية صعبة بسبب الأزمة التي يمر بها الوطن والتي حرمت المرفق من تحقيق أهدافه لأسباب شحت الموازنة وكذا الكادر .. وعدم التفهم من قبل الجهات العليا صاحبة القرار.. لم يكن الهدف من الترفيع تحسين وضعنا المادي كعاملين ولكن الهدف الأساس هو نقل مستوى الخدمة المقدمة إلى مستوى عالي وبكادر مؤهل وتجهيزات حديثة وتعامل راقي مع المرضى .. ولا ينكر أحد أننا بدأنا في وضع أقدامنا على الطريق الصحيح .. و في ظل هذه الظروف الصعبة و بالمتابعة المتواصلة تم الحفاظ على حد مقبول من تقديم الخدمة. أضف إلى ذلك انه قد تم إصلاح الكثير من أوجه الاختلال و تحسين كثير من الأوضاع و نورد على سبيل المثال : 1. تركيب اثنين مصاعد جديدة و التي حلّت الإشكالية اليومية بتوقف المصعد . 2. تأهيل أربعة أقسام رقود بمواصفات عالية حيث حسنت الجو المناسب حول المريض فترة وجوده بالمستشفى . 3. تركيب ست ( 6 ) مكائن تكييف مركزي و إعادة إصلاح خطوط التكييف إلى الأقسام . 4. تشغيل التكييف المركزي لعدد من الأقسام من ضمنها الأقسام الجديدة . 5. بناء مبنى لثلاجة الموتى و المشرحة . 6. بناء مطبخ خارج مبنى الأقسام التمريضية ( في الساحة ) . 7. بناء غرفة مراقبة للمولدات الكهربائية . 8. بناء خزان معلق سعة 50 متر مكعب أدى إلى الاستغناء عن الخزانات الصغيرة التي أدت إلى تكاثر البعوض و تسرب المياه. 9. تأهيل قسمين لوحدة السرطان . 10. تأهيل القسم الذي كان يشغله الغسيل الكلوي سابقاً إلى قسم للطوارئ ( تحت التجهيز ) . 11. بناء تجهيز وحدة غسيل الكلى و رفع السعة الاستيعابية من 16 مكينة تنقية الدم إلى 40 قابلة للتوسع. 12. تشغيل شبكة اتصالات داخلية حديثة سعة 160 خط . 13. افتتاح موقع إنترنت خاص بهيئة مستشفى ابن سينا العام لغرض تعريف المختصين بالصحة و المرضى مريدي المستشفى و التواصل مع أصحاب الرأي و الخبرة في مجال الصحة .أي 14. تم صيانة وتركيب خمس قطع جهاز تفتيت الحصوات المسالك البولية وتم تشغيله بمبلغ وقدره 88000 دولار 15. تم التعاقد مع مقاولين للنظافة والغداءات والحراسات . 16. تم تشكيل لجنة لوضع هيكل تنظيمي مع الوصف الوظيفي للهيئة. 17. توظيف عدد من المتعاقدين أصحاب الشهادات العليا في التخصصات الذي يحتاجها المستشفى . * وهل أنتم راضون عن الخدمات التي تقدمها المستشفى في الوقت الحالي؟ لا يمكن لنا أن نكون راضون عن مستوى الخدمة التي تقدمها المستشفى لأن طموحاتنا كبيرة وسنظل ننظر إلى الأمام والى ما هو جديد شرط أن تتاح لنا الفرصة ويفتح لنا المجال من خلال وجود نظام مالي يعرف معنى متطلبات مرفق خدمي بحجم ابن سينا وأن تكون الموازنات مبنية على أسس علمية متعارف عليها وليس على اجتهادات من قبل وزارة المالية، ودون الأخذ بعين الاعتبار برأي الجهة المستفيده .. أمل أن تكون هذه المستشفى صرح صحي شامخ تقدم فيه الخدمات الطبية المتكاملة وبكل مستويات التعامل الراقي والمسئول وبكفاءة عالية مع المريض الذي هو هدفنا في كل عمل. * ألا ترون أن المستشفى يتعرض لهجمة شرسة من قبل بعض المواطنين .. والبعض من وسائل الإعلام وكأن المستشفى وكر للفساد والمفسدين ؟ هل من تفسير مقنع لذلك ؟ إن الحكم على مستوى أي عمل صحي يستند إلى مؤشرات صحية إحصائية و حجم إقبال الناس عليه و ليس بما يثار من غبار من هنا أو هناك لغايات أخرى, علماً بأن أي عمل كبير لا بد و أن ترافقه الكثير من السلبيات و النواقص و خصوصاً في ظل الوضع الراهن الذي سحب نفسه على كل الجهات الخدمية و مرفقنا منها . وأي مرفق بحجم مستشفى ابن سينا لابد وان يلاقي انتقادات.. منها ما هو ايجابي ومنها ما هو كيدي .. ما يهمنا هنا ان نقول إن صدورنا مفتوحة لكل نقد هادف وبناء ومكتبنا سوف يستقبل كل من لديه أي ملاحظات على عملنا.. أما من يتهجم لغايات وأهداف أخرى فهو وغاياته لا يعنينا من قريب أو بعيد.. ونسأل الله له الهداية . * هل صحيح ان بعض الأقسام تتعرض لحملة تخريب .. خاصتاً تلك التي تم تحديثها مؤخراً .. ألا يعتبر هذا الأمر فساداً أخلاقياً مقصوداً ؟ وان لم يكن كذلك فبماذا تصفونه ؟ نحن في حضرموت تربينا على الأخلاق الحميدة ومراقبة الله في كل أعمالنا .. وهذه صفات نفتخر بها .. ولكن كما يقولوا ( كل بيت بحمامه ) وفي كل مجتمع هناك الخارجين عن السلوك القويم ويمارسون أعمالا غير حضارية مثل ما يحصل في بعض الأقسام التي تم إعادة تأهيلها من تكسير لشفاطات الهواء في الحمامات، وسد للأحواض الصحية بقوارير المياه الصحية، وتكسير للحنفيات والعبث بالجدران .. كل ذلك لا يمثل سلوك أبناء حضرموت ونأمل أن تكون هذه الأفعال ظاهرة وقتية وتزول قريباً أن شاء الله. * الجميع يعرف أن رضاء الناس غاية لا تدرك .. وأننا إذا احتجنا أن نستنشق هواء نقياً ونحن داخل الغرفة علينا أن نفتح النافدة ليدخل الهواء النقي .. ولا ضير أن يدخل معه بعض الذباب.. ختاماً ماذا يحتاج الدكتور سالم عبدالله كنيد العوبثاني لتكتمل الصورة بالشكل المطلوب؟ نحتاج أن تتضافر الجهود بدءً بالمواطن وانتهاءً بالسلطات المحلية ووصولاً إلى الجهات العليا كلاً من جهته، لنجعل مستشفى ابن سينا نموذجاً يحتدا به من حيث الخدمة المقدمة .. لآن المستشفى ليست ملك د. سالم كنيد أنما ملك الجميع لذا أتنمى أن نكون أسرة واحدة .. وأسأل الله أن يكون عملنا خالصاً لوجه الكريم وأن يصلح لنا الشأن .. ويعم الأمن والأمان ربوع الوطن لكي تنام العين مطمئنة وتشرق شمس يوم جديد مفعم بالأمل والمحبة والعطاء. وشكراً جزيلاً .