الذكرى الأولى لرحيل الملاحي مهرجان شعري .. وسفر من التاريخ .. وصياغة جديدة للمشهد الثقافي ونقش جديد على خطى بامطرف والمحضار والملاحي ابداعا عام مضى .. قلنا فيه المؤرخ مات , العالم مات الملاحي مات لكن يبقى للشحر اغلى القامات .. واحدة من العبارات التي ترددت في قاعة جمعية الصيادين بالشحر التي احتضنت صباحية وفاء لذكرى رحيل فقيد الباحثين الشيخ المؤرخ عبدالرحمن عبد الكريم الملاحي اول نوفمبر 2014م في مقدمة قصيدة رثاء للشاعر احمد فرج خنبش , كان الشعر حاضرا والقافية رصينة كان السياسي والثقافي يرسمان لوحة فنية في الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ والباحث عبدالرحمن الملاحي عام مضى ويوم يعود لنتذكر اللحظة الأخيرة في حياة الرجل وبداية الغيث الشعري كانت قصيدة للشاعر جمال عبدالله حميد نقتطف منها : مضى العام مذ غيبتك المنون ولم يمضي منا الاسى والشجون ومازال ذكرك مل الشفاه وهذا خيالك مل الجفون وتلك المحابر تروى الدفاتر عذب المآثر حلو الشئون ………. فقدناك ملاحي الخير في أوان لمثلك ترنو العيون فقدناك نجما اثار النهى وصفحة علم طوتها المنون فقدناك يارائدا قادنا الى كنز تاريخنا في القرون ويافلكيا بعيد المدى بثاقب فهم وزاكي الظنون وبحاثة من تراث لنا أعاد الذي ضيعته السنون وجاء السياسي في كلمة مدير عام مديرية الشحر الأستاذ احمد عمر مدي تحدث عن اسهامات الفقيد في التاريخ والادب والمسرح فقدم بسخاء للأجيال وتأصيل الهوية لدى الجماهير ليحمل في نهاية كلمته بشرى موافقة المحافظة في انشاء قاعة المؤتمرات الكبرى في الشحر التي نحمل اسم الفقيد وستكون محل المعسكر سابقا صورة جديدة يتقدم فيها الثقافي لقيادة المشهد ويتصدر الشارع . ويسطع نجم الشعر ثانية شاعر يحلق بعيدا ويأخذ الحضور في عالم الحرف ويأتي صوته شجيا رزينا فالكل مشدوه بالقافية والصوت الاتي مهرجانا شعريا في شخصية الشاعر محمد سالم بن داؤود في قصيدته : انعم بذكرى بها الملاحي عنوان للنور والحب والامجاد ديوان يا قلب ان المحبين اتو زمرا وانت في حبهم دنف وولهان فعش وطب بينهم نفسا بلا كدر حال المحب بيوم الوصل نشوان جاءت تحث الخطى نزلت بساحتنا واستوحش الأرض اقوام هنا كانوا تعود والناس في طياتها امل وترقب اليل بعد الفجر اوطان تلقي الرياح عليهم كل عاتية فيخرجون وهم باس وابيان والشعب لو ضاق ذرعا بالطغاة هوى يثور والشعب في الهيجاء بركان تطوف منذ ناء عنا وودعنا منه بنا ذكريات الامس اشجان كلمة الاسرة القاها شقيقه الشيح عبدالرحيم الملاحي كانت سفرا من تاريخ اسرة عريقة علما وادبا وخلقا جاء فيها بان إقامة الاحتفاليات لقادة الفكر والعلماء واجب علينا لأننا منه نستلهم العبرة وتكون صدر للإلهام لأجيالنا فهي زيتونة لا شرقية ولا غربية مصدرا مجددا لتاريخ الوطن وموردا لشحذ همم الشباب كي يبرزوا في ميادين العلوم ليعيدوا مجدا ويبنوا وطننا ويشيدوا مستقبلا مشرقا . وجاءت لوحة الإبحار الإبداعي الثقافي الموسيقي عليها بصمات واحة ثقافية اتية من سعاد .. المحضار وبامطرف والملاحي .. وجيل يخرج من احشائها مترعا بالكلمة واللحن والفكرة كان ابداع الفكرة واللحن والاشعار بتوقيع الأستاذ اكرم باشكيل ويبهر الحضور ابداعات شباب الشحر الجديد عبدالرحمن برعود وطارق سالم وثلة من شباب كان بحق عنوان جديد لثقافة تمثل امتدادا لجيل العمالقة بالشحر . لم يكن الفقيد الملاحي رجلا عاجيا بل كان متواضعا يعشق الحديث والبساطة حتى ان مقدم الحفل بكى بقلبه وهو يتذكر ان الفقيد كان يناديه بأستاذ رغم فارق السن لكنها روح العزائم التي كان يريد ان يبثها بين الشباب فتلاميذه كان لهم كلمة القاها الشيخ ياسر باعباد وادهشني ان احتوت هذه الكلمات نصا : هذا الشيخ الملاحي من اسرة تفرعت واحبت العلم والعلماء بدأ بجده الشيخ عبدالقادر وجدته الشيخة ربيعة بنت سليمان ووالده شيخنا العلامة عبدالكريم وعمه الشيخ احمد كلهم لهم مؤلفات وتراث ينبغي ان نوليه اهتماما , لقد كان محبا للعلم وكانت الشيخة ربيعة من اول من علم البنات والنساء عشرون عاما قضتها في الشحر تدرس البنات وتعلمهن القران ليس في الشحر فقط ولكن هناك ثمانية أعوام في الغيل وعامان في شحير وعام في الريدة وهكذا وأضاف ذكر المؤرخ احمد الملاحي ان القدال المشرف على إدارة المعارف في السلطنة القعيطية زار مدرسة فوجد مديرها الشيخ عبدالكريم ومعه ولده عبدالرحمن معلما هما لا ثالث لهما واعجب بالنظام فكتب في سجل تلك المدرسة : رزت المدرسة واعجبني نظامها ووجدت فيها خير القديم وحديثه الشيخ عبدالكريم وابنه عبدالرحمن . وكان الشعر الشعبي حاضرا بقصيدة الفراق الصعب للشاعر الحباني محمد علي بن فاتح فيما كانت كلمة رئيس المجلس الأهلي الشيخ محمد عوض البسيري ترسم صورة الملاحي الانسان المسكون بهموم الناس بينما توقف مدير الثقافة سعيد عجلان في كلمته حزنا فشخص الراحل ماثل امامه قامة أدبية بحثية فلكية متنوعة العطاء وقصر الكلمة لم يمنعها من إيصال رسالة رحل الملاحي فمن يكمل المشوار ..