تتوالى الايام وتتفاقم المعاناة،تكبر الآمال وتتزايد التضحيات.هكذا هو الحال في عدن والضالع ولحج وشبوه وابين وتعز.وتبقى عدن النموذج الامثل للصمود بعد أن رسم أبناؤها لوحة التحدي الرائعة وضربوا أروع الامثال في الصبر والتلاحم،فكان الرجال والنساء والشباب والشيوخ والاطفال صفاً موحداً متراصاً ضد آلة الحرب الحوثية الصالحية وفي مواجهة عربدة وغطرسة ونفسيات مريضة وحاقدة وصل بها الأمر الى تسميم مياه الشرب بعد ان عجزت عن كسر المقاومة الاسطورية لعدن ومدن الجنوب.ولازالت هذه النفوس المريضة تغتال بكل صلف وجبروت أي شئ يتحرك أمام أعين قناصيها المجردون من طباع الانسانية.وبمقابل كل ذلك يتسابق ويتهافت رموز (السلطة الشرعية) من وزراء حكومة الوفاق ومافوقهم وماتحتهم في الظهور عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والاخبارية وهم في مناطق اقامتهم وسكنهم في الرياض للتحليل وبث الوعود الجميلة واطلاق عبارات التحدي وكأنهم مناضلين وثوار.يظهرون هؤلاء وهم في كامل الابهة والفخامة بملابسهم الانيقة والفاخرة وأبناء وطنهم في عوز وحاجة لأبسط مستلزمات الحياة وتحت القصف والدمار،بل ويذهب هؤلاء الى وصف صنعاء العاصمة التاريخية لليمن وحلم العودة إليها.أيُ عاصمة هذه لايستطيع أبناؤها الدفاع عنها,بل سقطت في غضون ساعات في أيدي المليشيات الحوثية قسراً وعمداً ووداً.هؤلاء الساسة يعدون الناس بالانضمام في منظومة مجلس التعاون الخليجي وهم يعلمون أن دول الخليج لم تقبل انضمام اليمن وهي في عهد مستقر إن جاز التعبير.فكيف ستقبل جميع دول الخليج ذلك بعد ان أصبحت اليمن حاضنة للجماعات والمليشيات المسلحة من المسدس الى الطائرة مروراً بكافة أنواع السلاح. الساسة ورموز السلطة الشرعية بمختلف مستوياتهم تركوا عدنواليمن ككل ولم يبقوا فيها ليشاركوا المواطن البسيط همه ومصيبته ولم يقفوا مع الثائر الحقيقي .سكنوا قصور وفنادق الرياض.تركوا المقاومة البطلة وهي في حاجة لمن ينظمها من الداخل وعلى أرض الواقع وليس من على بعد مئات الكيلومترات،، وللأسف عند النصر ياعدن سيأتي هؤلاء لمطارك وسيمشون على بساط المراسيم الأحمر!!