الاعتكاف عبادة تشهدها مساجد حضرموت سنوياً جامع الرحمة بفوة يستقبل أكثر من 100 معتكف من أنحاء مختلفة نجم المكلا / المكلا / صلاح العماري ما أروعها من لحظات تلك التي ينفرد فيها العبد بربه ، راجياً رضاه دون سواه ، متضرعاً اليه ، مستغفراً إياه من آثام عام كامل ، تاركاً الدنيا خلف ظهرانيه ، مغادراً الزوجة والعيال ، معتكفاً في بيت من بيوت الله تعالى في هذه الأيام المباركة الطيبة ، ليالي القدر والعتق من النار . فطوبى لمن نال هذا الشرف العظيم وجزى الله خيراً كل من يرتب ويدعم المعتكفين في المساجد في العشر الأواخر من رمضان . ومنذ فجر الإسلام تتواصل ظاهرة الاعتكاف في المساجد ، ولمساجد حضرموت نصيب كبير من ذلك الخير ، فهي سنوياً تشهد اقبال الشباب بمختلف أعمارهم على الاعتكاف في بيوت الله تعالى رغبة في طلب رضاه ، ويبحث المعتكفون عن المساجد الأكثر أريحية بتوفر الخدمات الأساسية وتوفر الصوت الجميل والتلاوة الجميلة الواضحة ، والمقرئ الحافظ ذو الصوت الجميل . ومنذ سنوات مضت يظل جامع الرحمة بفوة ( الانشاءات ) أحد أكبر المساجد في حضرموت التي تحظى بإقبال كبير من الشباب وعامة الناس لصلاة التراويح والقيام وبقية الصلوات والاعتكاف في المسجد الذي يشهد حالياً وجود أكثر من (100) معتكف من مناطق مختلفة من حضرموت قدموا لطلب الخير والصلاة خلف الإمام الحافظ ذو الصوت الجميل المميز ( ناصر الشيباني ) الذي يعد صوته من أجمل الأصوات التي تتقن تلاوة القرآن الكريم في حضرموت يعاونه في أداء الصلوات إبراهيم سالم برعود من مدينة الشحر ، كما تتميز حضرموت بصوت الشيخ خالد بوزيد الجابري إمام مسجد جامع الشرج الذي حينما تنصت لصوته تذهب بك نفسك إلى الحرم المكي لما يتميز به من قوة الصوت وجماله . وعندما رأى أهل الخير تزايد إقبال المعتكفون على جامع الرحمة بفوة أسهموا – جزاهم الله خيراً – في توفير وجبات الافطار والعشاء والسحور ، إضافة إلى توفير مكيفات للهواء قبل فترة لتقي المصلين حراة الجو ويؤدوا صلاتهم في أجواء باردة لا تنغصها حرارة الجو . فجزى الله تعالى خيراً رجال وأهل الخير والمحسنين والقائمين على المساجد والمعتكفين وتقبل صيامنا وقيامنا اللهم آمين . هذا وأجمع العلماء على أن الإعتكاف مشروع في شهر رمضان، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه إعتكف عشرين يوماً،واعتكف أصحابه وأزواجه معه وبعده. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الاعتكاف ولعل ذلك لكون الاعتكاف سنة مستحبة فهو بمثابة عبادة تجعل العبد أكثر قرباً من رحاب الله عز وجل.