بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرموت واليمن .. بالجيولوجيا والأدلة المادية .. الأمة الحية لا تنسى تاريخها وتضحياتها …
نشر في نجم المكلا يوم 29 - 12 - 2011

شعرت بالأسى الألم لروية ابناء أمتي يختلفون على انتمائهم .. فهناك من يصرخ انني حضرمي ولا اتبع لأحد وهناك من يقر بتبعيته لاقليم آخر .. كلا الفريقين يؤلمني خلافه مع الاخر وكلاهما ينتمون لهذه الأمة العظيمة و الهوية الخالدة التي حافظ عليها أجدادنا وحافظنا عليها لآلاف السنين ..
ان الخلاف حول انتماء حضرموت التاريخي او استقلالها حديث العهد في المنتديات والمجالس ولم يكن له وجود قبل عام 1967 م عندما كان الناس على اتفاق تام .. وفي ذلك العام المشئوم زرع الباطل فحصدنا الإختلاف .. ولعل المطلع يعرف الاسباب جيدا ..
حضرموت واليمن .. !!
أيهما الأصل وأيهما الفرع ؟ او هل كل منهما حضارة مستقلة ؟
يخّيم الجدل حول الاجابة على هذا السؤال الصعب في أوساط النخب المثقفة .
ومن واجبي وواجب الجميع المشاركة بالرأي فأسأل الله ان يوفقني الى الحق واياكم أجمعين ..
قالو ان اليمن جهه وقالوا هوية وقالو دولة قديمة ؟
وقد تضاربت اراء اخوتنا في تأويل العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يدعي البعض انها تحسم هذا الخلاف التاريخي والسياسي فأتى كل منهم بالنصوص التي تؤيد رأيه من صحاح كتب السنة الا ان الجدل لم يحسم بعد .. وحاشا الله ان يكون الخلل في احاديث سيدنا ورسولنا محمد ابن عبدالله الصادق الأمين .. بل من المؤكد ان الخلل في الطبيعة البشرية الميالة للجدل العقيم والانتصار للذات بعيد عن الحق ..
وقبل ان نخوض فيما يقوله علما الآثار والجيولوجيا في هذه القضية سنشارك معكم في مجال النصوص المقدسة بسهم عسى ان يصيب ويعين اخوتنا على حسم الخلاف ..
لقد أوردت في السابق ضمن أحد مقالاتي بعنوان ( فيدرالية حضرموت ….. البداية والنهاية ) نصا إداريا هام جدا منقول عن رسول الله في كتاب ( البداية والنهاية ) لابن كثير وهو ليس كتاب فقهي في علوم الشريعة بل كتاب سياسي تاريخي بامتياز عنى مؤلفة بالتأريخ السياسي للدولة الاسلامية ..

ومن هذا المقال سنقتبس جزء يهم قضيتنا المختلف حولها :
"اقتباس" : وفرّق رسول الله عمالة اليمن بين جماعة من الصَّحابة فمنهم: شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمذانيّ على همذان، وأبو موسى على مأرب، وخالد بن سعيد بن العاص على عامر نجران، ورفع وزبيد ويعلى ابن أمية على الجند، والطَّاهر ابن أبي هالة على عك والأشعريين، وعمرو بن حرام على نجران، وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد، وعلى السكاسك عكاشة بن مور بن أخضر، وعلى السكون معاوية بن كندة، وبعث معاذ بن جبل معلماً لأهل البلدين اليمن و حضرموت يتنقَّل من بلد إلى بلد، ذكره سيف بن عمر، وذلك كلَّه في سنة عشر، وآخر حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فبينما هم على ذلك إذ نجم هذا اللَّعين الأسود العنسيّ. (البداية والنهاية الجزء السادس الصفحة 339)
" انتهى الاقتباس " ..
يدل هذا الأثر النبوي على صاحبه وآله وصحبه أفضل الصلوات والتسليم أن ثمة طريقة (إدارية – سياسية) سنّها نبي الهدى (( المعصوم )) وهي أفضل الطرق كونها صادرة عن قائدنا الأول ومؤسس الدولة الاسلامية وسار عليها الخلفاء الراشدون في صدر الاسلام في اعتماد التقسيم الاداري لأجزاء ( جنوب شبه الجزيرة العربية ) أو العربية السعيدة Arabia Felixكما يسميها المؤرخين الكلاسيكيين..
عملت الدولة الراشدة بدأ بسيدنا المصطفى وانتهاء بسيدنا علي كرم الله وجهه .. بتجزئة المنطقة التي نتحدث عنها إلى إقليمين ( حضرموت واليمن ) واعتبار حضرموت جزء مناصفة مع اليمن ووصفهما ب ( البلدين ) كما جاء في النص تحت ولاية معاذ رضي الله عنه ( يتنقل من بلد الى بلد ) كما جاء في النص ..
واذا اردنا ان نستخدم النصوص النبوية لاثبات حجج سياسية او ادارية لصالحنا فعلينا ان نكون امناء في النقل وننقل نصوص واثار من كتب سياسية او الاجراءات في النواحي الادارية التي اعتمدها سيدنا صلى الله عليه وسلم سياسيا .. لا ان نأتي بنصوص في مدح القبائل وفضائل الناس ونسقطها على قضايا سياسية فيحصل الخطأ والتأويل الغير مستحب في اقواله صلى الله عليه وسلم ..
هذه المشكلة في تفسير النصوص المقدسة ليست حكرا علينا نحن العرب والمسلمين فهناك قضايا كثيرة مشابهة اختلفت فيها جميع الأمم الا ان المؤرخون بصفة عامة اتفقوا على ان النص الأقوى هو النص الذي يتوافق مع الاكتشافات الأثرية والجيولوجية والأبحاث العلمية الحديثة ..
اذا لكي نحفظ لأحاديث سيد الهدى قدسيتها ونجنبها صراعاتنا وخلافاتنا الادارية فلنبحر سويا في علوم الآثار والجيولوجيا لنرى هل الاكتشافات العلمية تدعم أي من هذين الفريقين المختلفين !!
في مؤلفة ( المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ) المكون من 11 مجلد من القطع الكبير يصر "د. جواد علي" على ان الاعتماد كليا على المنقولات والاخباريات التي وردت في كتب الهمداني ونشوان والمسعودي وغيرهم من الاخباريين العرب قد شوشت على المتلقي العربي صورة تاريخ أمته واحدثت الكثير من اللبس والاراء المتضاربة وبناء على هذا يرى المؤلف ان أي خبر منقول ( غير النصوص المقدسة الصحيحة ) لايجب الاعتراف به مالم يرفد باكتشاف اثري او نقش حجري مؤكد الأصالة عبر علماء الجيولوجيا ومترجمي اللغات القديمة .. وأي أثر او نقش تم اكتشافه وفحصه مختبريا من قبل العلماء نقر به وبالخبر الذي أكده .. أما مالم يتم تأكيدة باكتشاف جيولوجي يبقى خبر من ضمن الكثير من اخبار الميثولوجيا المنتشرة في كتب التاريخ العربي ولا يحق لنا الإحتكام اليها ..
ومن هذا المنطلق وبناء على كلام د.جواد علي فانه بنظرنا ان أي معلومة تاريخية منسوبة لأي من الاخباريين تعد ميثولوجيا ( اساطير ) مالم يأتي الناقل بوثيقة أثرية ( نقوش ) ..
وفي هذا المجال يتكشف لنا الوضوح التام ويحسم الجدل .. فلم يأتي في أي نص مقدس أي تأريخ زمني يؤكد ان لفظة اليمن كانت هي الأصل وحضرموت هي الفرع بل ان الأمر معكوس تماما اذا ما استندنا للنص المقدس القديم الوارد في التوراة حيث ذكرت حضرموت في التوراه ب Hazarmaveth في سفر التكوين 10:26 [2] و 1 أخبار 1:20 [3] وذكرت ايضا في في مطرح آخر حيث اشارت التوراة ان هناك Hazarmaveth وهو اسم أحد أبناء يقطان (قحطان) ، وهو واحد من ابناء سام بن نوح في سفر التكوين اي ان اصل التسمية (حضرموت ) سامية جنوبية . إذا اخذنا في الاعتبار ان الكتب المقدسة تعكس المسميات المصطلحة قبل عصر التوراة ، وهذا من شأنه أن يؤكد ان التسمية ( حضرموت ) اتت قبل التوراة بزمن اي ما قبل تاريخ الدين اليهودي والمسيحي والإسلام والحضارة اليونانية والرومانية بزمن غير محدد .
والنظرية الثانية هي أن الاسم مشتق من اليونانية (υδρευματα hydreumata) ، أو محطات الري المغلقة (المحصنة) في الوديان (A hydreuma) (المفرد) هي عبارة عن مركز سقي مأهول ومحصن أو محطة على طريق القوافل .
حسنا ..
اذا هنا وحسب هذا الدليل السماوي قد تأكدنا ان حضرموت كانت بلاد معروفة بمسماها أو دولة بمسماه من قبل نزول التوراة على سيدنا موسى الذي ولد في زمان الفرعون رمسيس الأول او الثاني ( هناك اختلاف ) .. فمتى اذا نشأت حضرموت ؟
من المؤكد انها نشأت قبل هذا التاريخ بكثير ..
بل ان هناك نقوش يعود تاريخها الى ما قبل 2500 ق.م قد ذكر فيها بعض اسماء ملوك حضرموت القدامى ..
بل ان الدكتور جواد علي ذهب الى ماهو أبعد من هذا كله حيث قال نصا : (ان العربية السعيدة وتحديدا ما يسمى الان (حضرموت) هي الموطن الأول للانسان السامي (الحديث) وحتى يثبت عكس هذا فنحن مسلمون بهذا ).
أيده في ذلك د. معروف الدواليبي رئيس الوزراء السوري الأسبق في دراسته الشيقة ، في رحلة البحث الشاقة، عن مصدر العرب الاصلي وحضارتهم، بحسب ماثبت لدى" علماء الاثار، حول ان معظم السكان الذين استقروا تباعا " في كل من" وادي النيل في مصر" و "على الرافدين في العراق" و" في بلاد الشام" أي البلدان الواقعة شمال شبه الجزيرة العربية" حتى جبال ارارات من بلاد الاناضول". وكما في الاردن وفلسطين وسورية ولبنان وديار بكر من تركية" انما هم حصيلة هجرات كبرى نزحت من شبه جزيرة العرب، وتحديدا من جنوبيها بصورة خاصة، وحضرموت على وجه التخصيص، وانهم جاؤا منها في موجات متعددة فيما قبل التاريخ وبعده.
ما يهمنا مما سبق ان مسمى حضرموت ك دولة او بلاد قد ورد بتاريخ تقريبي 2500 ق.م حسب الاكتشافات العلمية والتحاليل المخبرية للآثار التي عثر عليها ..
انتهينا من مسمى حضرموت ..
حسنا .. ماذا عن مسمى اليمن ؟
ان ثبت ان مفردة ( اليمن ) ذكرت ك بلاد او دولة في أي اثر أو نقش يسبق التاريخ الذي توصلنا اليه فيما يخص حضرموت عندها يحق للأخوة ( الطرف الاخر ) ان يستمروا في الجدال والحوار وان يأتو بحججهم وأدلتهم ..
اما ان لم يستطيعوا الاتيان بأي ذكر لهذه المفردة يسبق هذا مفردتنا ( حضرموت ) فعليهم الاقتناع بما نقول والتسليم بان حضرموت ليست فرع او تابعة لأحد .. بل هي بلاد ذات استقلالية تاريخية وسيادة قديمة ..
شريطة ان يكون أُثر جيولجي ذو تاريخ محدد مخبريا ..
هنا بالتحديد .. انا أثق ان احدا لا يستطيع ان يأتي بأي نقش حجري اثري وردت فيه مفردة ( اليمن ) قبل تاريخ 541 م ( بعد الميلاد ) .. بل ان مفردة ( اليمن ) او ( يمن ) لم ترد في أي نقش أثري مكتشف لغاية الان بهذا اللفظ أو الصورة وجميع النقوش والكتابات التي عثر عليها في أراضي أقاليم جنوب الجزيرة العربية تذكر – سبا – حضرموت – قتبان – معين – ذو ريدان فقط ولم يذكر اي منها اليمن نهائيا ولكن يحاول البعض عبثا اختلاق اشتباه بينها وبين كلمة (زبيمن) التي وردت في النقش (م541 وركمانز 506) من القرن السادس ( بعد ) الميلاد أي في عهد حكم أبرهة الحبشي , وكلمة ( زبيمن ) تعني (الذي باليمن) . واذا سلمنا لهم بهذا الصورة في ورود المفردة .. فهذا يعني أن مسمى (اليمن ) ومنذ نشأت دول وممالك جنوب الجزيرة قبل 10 آلاف سنة (على أكثر تقدير) و 5 آلاف سنة على أقل تقدير لم يطلق على البلاد ألا في عهد الاحتلال الحبشي لأقاليم جنوب الجزيرة العربية وربما أنه لفظ غير عربي اذا أخذنا بالاعتبار عدم ورود هذا الاسم ( يمن ) في القران الكريم .
اذا سلمنا لهم بهذا النص .. فهم لا يملكون اي نص اقدم منه .. وهو يعني ان عمر هذه المفردة المكتشف لغاية الان لا يتجاوز 1500 عام .. بينما حضرموت ذكرت في نقوش عدة يتجاوز عمرها ال 4000 عام ( 2500 ق.م ) ..
نجدد التذكير بقاعدة د. جواد علي :
لا يسعنا الاعتداد بأي وثيقة تاريخية ( نقش ) غير ما تم العثور عليه .. ومالم يتم الكشف عنه بعد يبقى في علم الغيب ولا يعتبر حجة لأحد ..
أي التسميتين أصل وايهما فرع ؟
هل يعقل ان تكون البلاد او الهوية ذات التسمية الأقدم تاريخيا تنتمي للهوية ذات التسمية الأحدث ؟
هنا نتسائل .. هل يحق لنا الاستمرار في هذا الحوار والقول بان حضرموت جزء من اليمن بينما علم الآثار يثبت ان مسمى حضرموت أقدم من مسمى اليمن ؟
نترك الجواب للعقلاء …!!
ناحية اخرى ..
ماهي اليمن ؟
للأسف لا يوجد تحديد واضح ودقيق لمفردة اليمن ..! هل هي بلاد ام اسم شخص ؟ ابن من هو ؟ كل ما ذكر في مؤلفات المؤرخين اليمنيين عن المسمى مجرد اخباريات منقولة ولا يوجد ما يثبتها .. ولو افترضنا انه رجل سميت به بلاد فما هي حدود اليمن ومساحتها ؟ هناك أقوال تعتبر حدود اليمن من عند الكعبة المشرفة وهذا موجود في كتبهم ولم نبتدعه وهناك أقوال اخرى تحصرها في زاوية في جنوب غرب الجزيرة العربية ..وبين هذين القولين الكثير من الأقوال الاخرى .. اذا فالجماعة مختلفين !!
حسنا .. ماهي حضرموت ؟
الجواب بكل ثقة وبساطة ..
هضبة حضرموت تكوين صخري رسوبي في جنوب شبه الجزيرة العربية محدد ومعروف بدقة كانت تسمى بالاحقاف في العصور القديمة ثم تغيرت تسميتها الى حضرموت نسبة للملك ( حضرموت بن قحطان ) كما جاء في التوراة وهذا الاسم يشمل كل المساحات والاودية والشعاب والسواحل ضمن حدود هذه الهضبة الصخرية وأبعادها تبدأ من اطراف ظفار الشرقية وحتى وادي يشبم بكل دقة متناهية .. حيث تلتقي هناك الصفيحتين التكوينتين العظيميتين المكونة للمنطقة التي نتناقش حولها الصفيحة الاسيوية التي تمثها هضبة حضرموت وصفيحة ( الفالق الافريقي العظيم ) المكون من صخور بركانيه Igneous Rocks وهي امتداد لصفيحة الصخور الافريقية التي تتكون منها جيبوتي واثيوبيا وقاع البحر الأحمر .. وأن كان جزءا منه موجود ضمن حدود ما يسمى بالحزام العربي حاليا الذي تتكون منه جيولوجيا ما يعرف ب اليمن .. بالنسبة للصفيحة الاسيوية التي تنتمي اليها هضبة حضرموت فهي مكونة من صخور رسوبية (Sedimentary Roccks) تختلف كليا عن جيولوجيا الصخور البركانية التي تمثل اليمن ..
وهناك حاجز صخري واضح من الاقمار الصناعية يبين الحد الفاصل بين البلدين .. فمن هذا الحد وشرق حضرموت ومنه وغرب اليمن ..
رغم ان الأمة اليمنية والحضرمية أمتين عظيمتين لكل منهما تاريخ حضاري مشرف ولا يعيب اي منهم بزوغ بعض النماذج السيئة ف ( كل حب بغشره ) وحديثنا تاليا لا يتعلق بأيهم افضل عن الاخر فلا مجال لمزايدة احداهما على الاخرى ..
ولكن .. هناك فارق سلوكي بين الأمتين !!
فهل للبيئة الجيولوجية أثر في الحضارات والأمم والسلوك الانساني ؟
ماهو السبب في الفارق الحضاري بين الأمتين الحضرمية واليمنية ؟ واختلاف سلوكهم ؟
تقول د. عواطف مدلول من بغداد :
ان العوامل الوراثية والبيئية كما لو كانا كيانين مستقلين يتحدان بطرق مختلفة لاحداث السلوك ، ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كأنهما كيانان معتمدان على بعضهما البعض لاحداث السلوك وليس كأسباب مستقلة ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كنظام متشابك من التأثيرات المتبادلة.
ولعل هذا هو سر الاختلاف الكبير في العادات والتقاليد والسلوكيات بين الأمتين هذه رغم انهم اخوة ينتمون الى جد واحد قحطان بن هود عليه السلام ..
حسنا ..
ماهو الدليل على وجود هذا الفاصل الجيولوجي بين الأمتين او الحضارتين ؟ فالكثيرين لا يرون الفرق الذي نتحدث عنه ؟
للجواب على هذا السؤال سأترككم في ختام هذا المقال مع مجموعة من الصور الملتقطة من برنامج قوقل ايرث توضح لكم الطبعية الجيولوجية لكلا البلدين والحد الفاصل بينهما ..
صورة توضيحية للتكوينين الصخريين في جنوب شبه الجزيرة العربية .. أحطنا على احدهما بالاحمر والاخر بالابيض .. لاحظ الفرق اللوني وركز في الصورة التي تليها فسنقوم بتقريب الصورة اكثر ..
وان وجد خلاف على الحدود فالاختلاف محدود جدا ..
هذه الصورة للمنطقة الواقعة بالقرب من مدينة عتق ..
واخيرا .. الصورة من وادي يشبم حيث يتضح الفرق جلي للغاية .. وهذا هو القفاصل الطبيعي ..
الصخور التي على يمين الصور هي صخور هضبة حضرموت الرسوبية
والصخور التي على يسار الصورة هي الصخور البركانبة للفالق الافريقي ..
وفي الوسط وادي يشبم .. في محافظة شبوه ..
والسلام عليكم
محمد بن ماضي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.