نجم المكلا – يوسف عمر باسنبل عندما صعد أول مركبة فضاء إلى سطح القمر أفتحر الشخص الذي كان يقوم بتنظيف المكان الذي ستنطلق منه بأنه كان مساهما في وصول أول إنسان إلى سطح القمر رغم بساطة عمله وإحتقار الكثيرون لهذا العمل وينظرون إليه بنظرة دونية ولكن كلنا مؤمنون بقضاء الله وقدره وبتوزيعه للأرزاق على عباده وسيكونون محاسبون عن ذلك يوم القيامة وكثير من رجال الخير والإحسان يوزع أمواله على محتاجيها ويتفقها في أعمال الخير حتى وإن قل لكن تبقى …. لم يطلب مني أحد أن أكتب عن هذه الشخصية لكن قبل أيام سمعت أحد طلاب إذاعة الصباح بثانوية البار بالرشيد يتحدث عن شخصية طال لايعرف أغلب طلاب الثانوية إلا لقبه ( إبن عمر ) ويغيب عنهم إسمه لكنهم بشاهدونه يملأ الثانوية حركة لايهدأ مثل النحلة رغم كبر سنه حينها راودتني فكره الكتابة عن العم سالم عمر باعويضان مسئول النظافة بثانوية البار بالرشيد لعل وعسى أن نعطيه ولو جزء من حقه وأخذت أتابع تحركاته دون أن يعلم مايدور في رأسي عنه فوجدته يقوم بتنظيف الثانوية من صفوف ومكاتب ودورات مياه وكناسة حوش وفناء الثانوية وطلبت منه حلسة خفيفة لمعرفة خبايا العم سالم باعويضان المولود بقرية الرشيد بوادي دوعن الأيمن عام 1943م بحسب بياناته بطاقته الشخصية كما يقول لكن مشلكة العم سالم أنه إنسان أمي لايجيد القراءة أو الكتابة بسبب أن التعليم آنذاك لم يكن مفتوحا للجميع بل مخصصا لفئة معينة من الناس لهذا فالعم سالم سعيد بأنه يخدم التعليم بعد أن حمرته الأوضاع من الحصول على حقه التعليمي شأنه شأن أي مواطن لكن هكذا سارت الأمور . بدأت قصة إرتباط إبن عمر بثانوية مع ثانوية البار بالرشيد مطلع الألفية الجديدة عندما كان مدير الثانوية – التي أفتتحت عام 1999م – آنذاك الأستاذ / حامد الصافي حيث يعني العم سالم عليه كثيرا وعلى الأيام التي عاشها معه وقال أن عمله يبدأ منذ ساعات الصباح بحيث يتواجد في العمل من الساعة السادسة وأحيانا قبل ويواصل طوال اليوم مهمة التنظيف التي تستمر إلى المغرب وكذلك يتعاون مع العمال الآخرين وخاصة الحارس أبوسعيد في سقي الأشجار لكنه يؤكد أن مهمته التنظيف للمكاتب والفصول الدراسية وهي مهنة شاقة أراها بحسب وجهة نظري . سالم باعويضان إبن عمر لم يطلب من أحد أن يكتب عنه لإن الشكوى لغير الله مذلة وهو رجل سبعيني يكافح ويعمل بجهد وهمة شخص شاب لكن العم سالم وببساطته يحلم ويفكر هل من حقه الحصول وظيفة تضمن له عيش حياة كريمة مع أسرته حيث أن راتبه الآن يستلمه من المشائخ لآل بازرعة عبر الشيخ سالم بازرعة بعد أن قبل ذلك يستلم مرتبه من هيئة تطوير خيلة بقشان …. العم سالم باعويضان يستحق من الجهات المعنية وأخص بالذكر إدارة التربية بالمديرية ومكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت والسلطة المحلية بالمديرية وكل من يعنيه الأمر أن ينظر إلى مايمكن أن نقدمه إلى أمثال هؤلاء الذين يعملون في صمت ولانحس بقيمة أعمالهم إلا عندما نفتقدهم لذلك أرى أنه من الواجب علينا كأقل تقدير أن نكرم العم سالم باعويضان وأمثاله إن لم نستطيع تقديم أي شيء آخر لهم فحري ٌ بنا تكريمه وأقول كرموه قبل أن تفقدوه حتى يحفظ التاريخ ذلك ويسجل هذا ضمن إنجازاتكم … اللهم إني بلغت اللهم فأشهد .