الشيخ عبدالله خالد العجمي مشرف دار القرآن بالسجن المركزي الكويتي : أزمة عام 90م لم تؤثر على علاقة الشعبين اليمني والكويتي واليمنيون لدينا في المرتبة الأولى للكويت أفضال على اليمن ولليمن أفضال أكبر علينا نجم المكلا / التقاه في الكويت صلاح العماري يكّن أشقاءنا الكويتيون لنا نحن اليمنيين كل الحب والتقدير، ويظهر ذلك بشكل جلي لكل يمني يزور دولة الكويت فمكانتنا ما زالت عالية وغالية لديهم.. هذا ما شعرت به.. وهذا ما أكده الشيخ الشاب عبدالله خالد العجمي مشرف دار القرآن الكريم بالسجن المركزي الكويتي الذي التقيناه في الكويت، وبرحابة صدر وكرم البداوة رحب بنا، ودار هذا الحديث.. الشيخ عبدالله نتشرّف فيك في جريدة 30 نوفمبر الصادرة مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في الجمهورية اليمنية، وكونك مشرفاً على دار القرآن في السجن المركزي الكويتي، هل هناك يمنيين في هذا السجن؟ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد أولاً أرحب بإخواني من أهل اليمن ونتشرّف فيكم وأتمنى أن تتكرر زياراتكم للكويت، بالنسبة لسؤالك عندنا في السجن المركزي الكويتي سجناء من جميع الجنسيات وهذا شيء ليس بغريب لأن جميع البلدان فيها الشخص السيء فيها الصالح، لكن الشيء الملفت والملحوظ إنه لايوجد في الكويت ولا سجين يمني وهذه ملاحظة لازم الواحد يرجع إلى أسبابها ويقف أمامها وهي ليس من باب الصدفة، فإذا رجعنا إلى سببها وتابعنا تاريخ اليمنيين فنجدهم يتحلّون بالأمانة وتجد عندهم الصدق والحرص على عدم تشويه سمعتهم، بعضهم يكون بسبب ديني وبعضهم يعود للعادات والتقاليد وبعضهم يهمّه إنه ما يسمع عنه أهله في اليمن أي شيء سيئ حيث أنه هناك وراءه أهل وأخوات وإخوان ودائماً اليمني يحرص أن تكون سمعته حسنة، حتى أن بعض الناس تجده لايصلي لكن تجد عنده أمانة لذلك لازم اليمنيين يعرفون أنهم هم على الدرب الصحيح، وأن غرس التعليم الصحيح في الأبناء للصدق والأمانة آتت أكلها وأينعت ثمارها عندما كبر الأبناء وخرجوا يمثلون اليمن في الخارج فلازم يحرصون على مواصلة غرس قيم الامانة والصدق مع الحرص على الدين حتى يحصلوا على الاجر مع السمعة الطيبة التي يتميزون بها. الشيخ أبو خالد خلال تواجدي في دولة الكويت أيام قليلة لاحظت مكانة خاصة وتقدير خاص لليمنيين في دولة الكويت بالرغم مما جرى في السابق وتحديداً في العام 09م عند الغزو العراقي للكويت، وموقف اليمن حينذاك، لكن مكانة اليمنيين لم تتغير لدى الكويتيين وظل هذا التقارب وهذا الحب الذي رأيناه بين الأشقاء الكويتيين واليمنيين؟ بالفعل وهذا له اسبابه، السبب الأول أن الشعوب واعية يعني ما أفسده الحكام أصلحه الشعوب ويدل ذلك على أن الشعوب واعية ما تأثرت بهذا الشيء، لذلك الشعب الكويتي يكن الحب والتقدير لثلاث جنسيات وهي مقربة منه ويحترمها تأتي في المرتبة الأولى الجنسية اليمنية تم الجنسية الأردنية فالجنسية السودانية، لكن اليمنيين هم في الصف الأول لتقارب العادات والتقاليد والأصل والتاريخ والصدق والأمانة. فكثير من أهل الكويت ترجع أصولهم إلى قبائل من اليمن وحتى بعض الحضر عندنا إذا تحدث معك يقولك (يا اليمني) يعرف أن أصولك ترجع إلى (اليمن) أنا كثير من الناس تقول لي (يا اليمني) لأني (عجمي) أرجع إلى (يام) و(يام) ترجع إلى اليمن همدان، بالإضافة إلى المصاهرة وما عرفه الكويتيون عن اليمنيين خلال تلك الفترة من الزمن حيث عرفوا بالطيبة والصدق والتواضع والامانة، والناس واعية وماهي مغفلة عرفت ان تلك الاختلافات السياسية بين الحكام صارت ايام الغزو ولكن ما تأثرت العلاقات بين الشعبين. أنتم مشرفون على دار القرآن الكريم في السجن المركزي الكويتي، ماهو دوركم في تعليم وتوعية وإعادة تأهيل السجناء؟ والله نحن ولله الحمد نعمل في هذا البلد المبارك بلد الشيخ جابر رحمه الله تعالى وكان قد نزل قرار يفيد بأنه من يحفظ القرآن الكريم تسقط من حكمه ست سنوات فتم حثنا على تحفيظ القرآن للسجناء وأعتقد أن حفظ القرآن مؤثر على سلوك الإنسان بشكل عام ثم تدريس العقيدة والفقه وبهذه الأمور يسقط من حكم السجين أربع سنوات لأنه من تأثر بالعلم الشرعي استقام وتعدّل سلوكه وهذا ينعكس على الهدوء في السجن ويصلح حاله داخل وخارج السجن فيشعر إنه داخل مؤسسة إصلاحية وليست تأديبية. احياناً السجين تكون عنده أمور نفسية ومشاكل فيتم مساعدته على حلها وإصلاحه فالسجن تأهيلي إصلاحي ومافي من الدين ليستقيم السجين ثم يسقط من حكمه سنوات، والله وللأمانة ما عندنا شيء اسمه (عائد) يعني شخص يخرج من السجن ثم يعود إلى السجن مرة أخرى، فالسجين لدينا ولله الحمد عندما يخرج يكون عنصر فاعل في المجتمع ولايعود للسجن من جديد. كم عدد السجناء لديكم بالسجن المركزي الكويتي؟ الحمد لله دولة الكويت بها تقريباً ثلاثة ملايين ونصف كويتي ومقيمين من جميع الجنسيات لكن عدد السجناء عندنا لايتجاوز الأربعة آلاف سجين وأكثرهم أحكامهم خفيفة يعني تكون لأسباب مالية أو أمور بسيطة، وأنا لا أعرف واحداً من الأربعة آلاف خرجوا من السجن ورجعوا له مرة ثانية وهذا يدل على أننا على الطريق الصحيح وأن المنهج الذي نسلكه في السجن هو الطريق والمنهج الصحيح. اكتشفت معلومة جديدة على الحقيقة، فالكويت هذه البلد الصغيرة والمتحضرة، بها حضر وبدو لكل منهم عاداته وتقاليده ولفت نظري حرص البدو على التمسك بعاداتهم الأصيلة التي لم تذوب في ظل النهضة والانفتاح والتطور؟ الكويت أصلاً بلد يقع في مثلث صغير بين دول كبرى هي السعودية وإيران والعراق وبعض الناس ترجع أصولهم لهذه الثلاث الدول فلا زالت تلك الأسر والقبائل ترجع إلى أصولها واهلها وقبائلها في تلك الدول وما تزال تتواصل معها، فاستمرت وبقيت العادات والتقاليد. وأكثر أهل الكويت من القبائل ما زالوا يتواصلون مع قبائلهم بل ان هذه القبائل اكثرها لها اراضي وبيوت واملاك في السعودية وغيرها من الدول يذهبون إلى اهلهم هناك ولازالوا متمسكين بهذه العادات والتقاليد فيتواصلون دائماً معهم كل ثلاثة أو أربعة اشهر وتتجدد فيهم هذه العادات فينشأ الأبناء على ذلك ولا يمكن أن تضمحل عاداتهم طالما أنهم متواصلون مع قبائلهم وأهلهم، ونحن في الكويت الحمد لله العادات لدينا جلها طيبة ما تخالف الدين، لو عندنا عادات تخالف الدين لتركناها، لكن الحمد لله العادات التي عندنا عادات كرم وجود وما دامت الأمور كلها طيبة نحن نشجعها والدين يشجع العادات الطيبة. فالإسلام حث على الاخلاق الطيبة قال النبي صلى الله عليه وسلم "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق". ونحن نعير هذه العادات جل اهتمامنا لأنها توافق الإسلام لذلك الناس ما زالوا متمسكين بها. الكويت متميزة ورائدة في وجود متنفس للحرية والشفافية بمعنى آخر هناك الرأي والرأي الآخر، هل هو بنظرك طيب أو العكس؟ الحرية مثل الانترنت والجوال هو سلاح ذو حدين حسب استخدمه، مثل الشعر قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح إذا خدم الإسلام وخدم الكرم صار طيب وإذا صار فيه غزل وأمور سيئة صار سيئ. نفس الشيء في الحرية إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة في حدود الإسلام فهي طيبة حتى المرأة ما إكرمت إلا بالإسلام. لذلك نحن نؤيد الحرية إذا كانت في حدود الاسلام كذلك الحرية السياسية إذا دخلها الشتم المتبادل فهذا ما لانرضاه أما النقد البنّاء القائم على المصلحة العامة فهذا طيب لأن ذلك فيه تمكين لرأي الشعب. أما إذا كانت الحرية السياسية عبارة عن شتم أو ضرب بين المعارضة والحكومة فهذا ماهو في صالح البلد أصلاً ويؤثر على استقرار البلد. هناك فتور في تبادل الزيارات بين رجال الاعمال وبين رجال الدين في اليمن والكويت هل عندكم استعداد مثلاً لتنظيم رحلات إلى اليمن لالقاء محاضرات والاستثمار في اليمن؟ عندكم الاستعداد في هذا الجانب؟ اليمن كبير وشاسع والخليجيين يأتون إلى اليمن بكثرة والناس في اليمن تجد لهم وجود لأن البلاد كبيرة الخليجيين بالفعل يذهبون إلى اليمن خاصة المشائخ حتى إنهم ذهبوا قريباً النصرة (دماج) . وهناك مساجد كثيرة تم افتتاحها في اليمن بتبرعات من أهل الخير في الكويت. فالكويت باسطة لها يد هناك في اليمن حتى الشيخ جابر الأحمد صباح جابر رحمه الله بعد ماتوفي اخبرني واحد أنه بنى مساجد ومدارس في اليمن بس أمر أنه ماحد يعرف أنها منه كان يبقاها خالصة لله وما عرفنا ذلك إلا بعد وفاته رحمه الله. لكن فضل اليمن على الكويت أكثر فإذا دخلت مساجد الكويت فإنك ستجد المؤذنين أكثرهم يمنيين والآن صارت مطالبات عندنا في الأوقاف ما يأتون إلا باليمنيين لإنهم وجدوا اليمنيين أصحاب سنة وأصواتهم جميلة. فصار هناك توجه باستقدام اليمنيين، وقبل أسبوعين تم إبرام عقد مع مائتين مؤذن يمني مع أنه الموجودين حالياً بالكويت تقريباً أربعمائة مؤذن. فالمؤذن والإمام يعتبرون صفوة الناس، النبي صلى الله عليه وسلم قال "أن أطول الناس أعناقاً يوم القيامة هم المؤذنين" فهذا من بركات وخيرات بلاد اليمن على الكويت مثل ما للكويت من خيرات على اليمن. هل أنت مع انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي؟ من ناحية شعبية نعم، لكن الأمور السياسية لها حساباتها، لكن اهلنا في اليمن جزء منا اصلاً فعندما تذهب إلى حدود اليمن وتجلس مع بعض الناس في مدن سعودية هي اصلاً بلدان يمنية وآلت إلى السعودية في السبعينيات تجد مافي فرق في اللبس والكلام خاصة المناطق الشرقية في السعودية، ونحن تربطنا بأشقائنا اليمنيين علاقات ووشائج اخوية ونعتبر اليمنيين جزء لايتجزأ منا وكلنا امة واحدة. وفي الختام أشكركم على هذه الزيارة وأتمنى لكم أن ترجعون لتزورونا مرة أخرى وتحثون إخوانكم هناك يزورونا فتواصل الشعوب هو الذي أبقى هذا التماسك ولولا هذا التواصل كنا الآن متفرقين بسبب الحكام أحياناً واختلافهم لكن بهذا التواصل سقطت أمامه كل الأمور وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير على هذه الزيارة وشرفتمونا. عن صحيفة 30 نوفمبر