في دورة نظمتها اللجنة الوطنية للمرأة بحضرموت إعلاميون يوصون بتبني رؤية إعلامية وإعداد برامج عاجلة لمناصرة قضايا المرأة في حضرموت واليمن. د. عبدالله الحو: الإعلام في بلادنا لايزال يناصر المرأة بشكل روتيني لايحقق الهدف المنشود نجم المكلا / هدباء اليزيدي – تصوير / محيي الدين سالم: أوصى إعلاميون من مختلف وسائل الإعلام المحلية في ساحل ووادي حضرموت بضرورة مناصرة قضايا المرأة في حضرموت واليمن من خلال رسائلهم الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ودعا الإعلاميون المؤسسات المهتمة بالمرأة إلى البدء ببرامج عاجلة تساعد في التخفيف من معاناتها ودمجها لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع ، وأكدوا في الدورة التي نظمتها اللجنة الوطنية للمرأة بحضرموت بتمويل من منظمة أوكسفام خلال الفترة من 20 حتى 22 ديسمبر الجاري على ضرورة صياغة رسالة إعلامية لدعم قضايا المرأة بأساليب جديدة. موقع " نجم المكلا " التقى المحاضر في الدورة وعدد من المشاركين واستطلع آرائهم حول علاقة الإعلام بالمرأة والفائدة التي خرجوا بها بعد ثلاثة أيام من العصف الذهني والجلسات التطبيقية. وإليكم الحصيلة ….. إعلام تقليدي للمرأة أول المتحدثين كان الدكتور عبد الله الحو الأستاذ المساعد بجامعة عدن المحاضر بالدورة أشار إلى أن وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمطبوعة لا تزال تقدم الصورة للمرأة بطريقة تقليدية. حيث تعالج العديد من قضاياها بشكل روتيني نمطي لا يحقق هدف التمكين المنشود ، وبحسب خبراء في قضايا النوع الاجتماعي والاتصال فان ما تقوم به هو تكريس فكرة الحفاظ على الوضع القائم دون السعي إلى محاولة تغييره، أو تشجيع المبادرات الهادفة إلى ذلك.في حين لا يزال دور الإعلام متفاوتا في دعم ومناصره قضايا المرأة وجعل الكثير من القضايا محصورة في برامج محددة . مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين النوع الاجتماعي ذكورا وإناثا في الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام ، ومن خلال هذه الدورة التي نظمتها اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع منظمة أوكسفام عرضنا لكثير من الأمور لتنشيط الإعلاميين في هذا الجانب من خلال التحدث عن وظائف الاعلام وما يحتاجه الجمهور من وسائل الاعلام، وكيفية تقديم تغطية متوازنة لقضايا المرأة، وعناصر الرسالة الإعلامية الجيدة ، كما تعرضنا للأسباب الرئيسية في فشل الرسائل الاتصالية ودور الإعلام في تطوير المجتمع، وأهم القضايا والمشاكل التي تواجهها المرأة، إلى جانب كيفية توظيف الخبر الصحفي في تغطية قضايا المرأة، وعيوب التغطية الإعلامية الحالية في الصحافة اليمنية، وكيفية توظيف وسائط الإعلام الجديد في العمل الصحفي والإعلامي.
فوائد بلاحدود وعن الفائدة التي خرج بها المتدربين من الدورة تقول الإعلامية نرجس يحيى الملاحي انخرطنا في الدورة لثلاثة أيام كانت حافلة بكثير من المعلومات التي أضافت لما فوائد جمة تهدف إلى إكساب الإعلاميين مهارات جديدة على عناصر ومفردات للرسائل والخطاب الإعلامي في أبراز هذه القضايا للرأي العام المحلي وأصحاب القرار وفهم أسس التغطية الإعلامية والاستيعاب الجيد لمتطلبات المرأة المعيشية والحياتية وإفساح المجال أمامها للمشاركة في عملية التنمية وزيادة فرص تشغيلها بالإضافة إلى التعرف على أساسيات الصياغة للأخبار وأعداد التقارير الصحفية بوصفها من الفنون المستخدمة في معالجة قضايا المرأة، وذلك من خلال إتقان مهارات استخدام المعايير العلمية والمهنية الصحيحة في إعداد الرسائل الإعلامية واستخدام الأساليب الحديثة في تحليل المواد الإعلامية عن المرأة، والالتزام بمعايير الدقة والموضوعية والمسئولية في التعاطي مع قضايا المرأة ومناصرتها من خلال تقديم نماذج من الأعمال التطبيقية والعملية للإعلاميين المشاركين بالدورة في مختلف فنون العمل الإعلامي وقدرتهم على صياغة وتحرير وكتابة الأخبار والتقارير الصحفية وعكس مدى استفادتهم واستيعابهم للمعلومات والمعارف التي قدمها المحاضر الدكتور عبدالله الحو خلال أيام الدورة والتي سوف تساعدهم على التعاطي مع قضايا المرأة وتبنيها وعكسها إعلامياً وخلق وعي مجتمعي داعم لها. دور متفاوت وحول مناصرة وسائل الإعلام الرسمية والأهلية لقضايا المرأة قالت الملاحي : تتفاوت أدوار الوسائل الإعلامية في مناصرة قضايا المرأة ،لكن لا ينبغي أن نحصرها في برنامج محدد أو في صفحة من الصحف ، و يمكن إن نعمل في اتجاهين ، اتجاه توجيه وتخصيص برامج للمرأة تقوم بمناقشة قضاياها ومعرفة مشاكلها ، وعلى الإعلاميين أن يتناولوا قضايا المرأة في إطار المشكلات العامة ، لأنه من الصعوبة تخصيص جانب للمرأة في البرامج الإعلامية حسبما أعتقد. فجوة النوع الاجتماعي أما الأخت صباح سعيد من إذاعة سيئون فقالت : يجب أن نعرف أولا ماهي التحديات التي تواجه إعداد البرامج أو الرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام اليمنية ، وأضافت انه لا يوجد( للأسف ) جهة للرصد أي رصد المواد الإعلامية الموجودة ولا حتى دراسة تناولت هذا الجانب ، ولكن مجهود شخصي ومعلومات أوضحت أن كثير من الأشياء تأتي من الخارج للإعلام اليمني مثل المسلسلات والأفلام وغيرها ، وهي غير متناسبة مع المجتمع اليمني ، وتعرض صور غير متناسبة مع ثقافة المجتمع اليمني ، أما بالنسبة للبرامج فنحن نحاول أن نقدم الكثير من البرامج في الإذاعة والتلفزيون وارتباطها بالسياسة الإستراتيجية الوطنية للسكان . لأنها تعمم على هذه الجهات على أساس أن تصاغ بعض الرسائل التي تكون فيها تعليم للفتاه و صحة المرأة وأشياء تتضمن وتتناسب مع وضيعة المرأة .وأشارت إلى وجود فجوة بين الذكور والإناث في الصورة المقدمة للإعلام ، بأنها تكرس الصورة النمطية للمرأة ، بالإضافة إلى عدم وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار يؤثر سلبا في عدم وجود هذه البرامج. إختيار المواضيع ليلى عوض ناشطة إعلامية قالت : أود أن أقول أن نوعية التفكير في النوع الاجتماعي تنعكس على كيفية اختيارنا للمواضيع ليس من ناحية ما يكتب أو يعلق ، بل من ناحية من الذي يكتبه ، فإذا كان الموضوع عن النساء نعطيه لامرأة ، لكن إذا كان رياضة نعطيه رجل . فهذه مواضيع ناعمة تخص المرأة. لأننا لا نفكر أن المرأة ناعمة في كثير من المجتمعات وأضافت أن النساء في المجتمعات الأكثر تطورا قد تحرروا من قبل حتى وصول الحركة الأنثوية، وان تمثيل النساء في وسائل الإعلام سواء كإعلاميات أو متخذات قرار. وأيضا تغطية المواضيع الإعلامية ، فبالإمكان وضع امرأة في الصفحة الأولى وهذه موجودة في قوانين إثبات النوع الاجتماعي . نظرة قاصرة وتابعت ليلى تقول : " لا تزال نظرة الرجال إلى النساء قاصرة وخاصة في أماكن العمل الإعلامي ، فيكتفون بإعطاء توجيهات ولا يقبلون المناقشة ، ويصروا على أرائهم بحسب ما يرونه ، فعندما تعمل المرأة رسائل إعلامية تتعمق هذه النظرة أكثر. وتمنت أن تخرج الورشة بمفاهيم حول تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة، وحتى المثقفات من النساء لا تزال لديهن مفاهيم قاصرة. أساليب حديثة تحدث الأخ / فادي سالم حقان محرر بقسم الأخبار بإذاعة المكلا بالقول " استفدنا من هذه الدورة الكثير حيث عرضت لمزيد من القضايا التي تعاني منها المرأة ، وكيف يجب أن يتعامل معها الإعلام بأساليب حديثة بحيث تعطينا توجه عام لهذه الرسائل ، ونلاحظ من خلال ممارستنا للعمل الإعلامي أن بعض الإعلاميات لا يهتمين بالقضايا التي تعاني منها المرأة نفسها ويتجهن إلى قضايا أخرى لا تخدم تلك المرأة . وأضاف حقان : أعتقد أنه يجب على الإعلامي المطلع والمثقف سواء أكان رجلا أم امرأة أن يكون على قدر كبير من الإدراك لحقوق المرأة ويكون له دور فاعل في عملية رفع الوعي لدى النساء في المجتمع ويستطيع أن يقوم بصياغة رسائل إعلامية هادفة تصب في إطار توعية وتثقيف المرأة خاصة في ظل عدم وجود وعي كافٍ من النساء أنفسهن- وهن شريحة كبيرة من المجتمع – بحقوقهن ومالهن من مشروعية في المشاركة الفاعلة في كافة مجالات الحياة.وخلاصة القول: على الإعلامي والإعلامية أن يسعيان لتثقيف نفسيها بشكل يؤهلها لصياغة وتقديم الرسائل الهادفة للقضايا التي يتبنياها لدعم المرأة . وسائل إعلام مساهمة الأخ نبيل عبدالله بن عيفان إعلامي من المكلا قال: وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون لها برامجها وأفكارها التي ستصب كلها في صالح المرأة لو أريد لها ذلك وتزيد من مشاركتها في المجتمع، لذا فإن الإعلام يمتلك أدوات فاعلة قد تؤثر تأثيراً كبيراً في المجتمع وفي القيادات المجتمعية في كافة المجالات من خلال ما يطرحه من مواد إعلامية في جانب المرأة وقضاياها المختلفة. ومن هنا نوجه رسائل عاجلة لصناع القرار في الحكومة ووزارة الإعلام في بلادنا بضرورة إفساح المجال أمام طرق العديد من القضايا التي تستطيع المرأة أن تتنفس من خلالها ، بعد أن أفرز الواقع اليمني أن المرأة اليمنية تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية و اجتماعية ونفسية متدهورة وواقع مطحون ومهترئ، ورغم ذلك فإن الاعلام – في أحايين كثيرة – يزيد من همومها حيث يتغنى بواقع لا يمت له بصلة، فالمرأة تعاني واقع مرير يجب أن يقف أمامه صناع القرار بحزم لانتشالها وإسنادها لتقود المجتمع نحو آفاق أوسع وتبني أجيالا صالحة. عدة محاور الأخ مخلص باسمره من موقع المكلا اليوم الإخباري أحد المشاركين في الدورة شكر اللجنة الوطنية للمرأة على تنظيمها للدورة التي وصفها بالنوعية كونها تبحث في قضايا من شأنها إعادة الإشراق للمرأة في حضرموت واليمن والعمل على مساهمتها في عملية التنمية والبناء وأضاف يقول : أعتقد أن على المرأة الإعلامية أن تناصر قضاياها بعدة محاور منها : أولاً أن تكون قدوة لغيرها من النساء من حيث التمكن في مجالها. ثانياً أن تطرح الموضوعات والقضايا النسائية بطريقة موضوعية وبعيدة عن التحيز. ثالثاً : الجدية في طرح قضايا المرأة المختلفة والبحث الجاد عن حلول لها. رابعاً : التطرق إلى الأسلوب الأمثل في إقناع الأسرة والمجتمع بأحقية المرأة في المشاركة في المجتمع. خامساً : تسليط الضوء على التجارب النسائية البارزة والمتميزة في المجتمع.