حكى صديق لي مشاهدته من زيارته الأخيرة لعدن وحضوره لمهرجان التسامح والتصالح وأعجبني حماسه وتفانيه في نصرة القضية التي يؤمن بها لكن أكثر ما حيرني قصة عودته مع زملائه حيث أخبرني بعودته من طريق صنعاء – مأرب !!!!!! قلت له متعجبا ومباشرة مررت بعاصمة الاحتلال !! سكت ثم ضحك وقال ياأخي اعترض لنا ناس قطاع طرق وقالوا لنا بهذا اللفظ – والكلام له - وش جاب أماتكم يا أصحاب حضرموت وش دخلكم بالتسامح والتصالح والقتل حصل في أهلنا ونحن لن نسامح من قتلنا – يقول فعدنا من طريق صنعاء من باب التمشية والطريق آمنه …!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ضحكت في نفسي كثيرا تعجبت أكثر من هؤلاء من سلموا عقولهم لأشخاص يتحكمون فيها ويعبئونها كيفما شاءو ويمشّونهم أينما أرادوا دون أن يدعوا لهم مجرد تفكير أو تخطيط للمستقبل المجهول بعد التحرير المنشود من قبلهم . لاشك إن وصف أخوتنا ابناء المحافظات الشمالية ونعتهم بالمحتلين وغيرها من باب الاحتيال والكذب على عقولنا وعقول الشباب وتهييج العواطف بينما يزداد التواصل يوما بعد يوم من قبل زعامات في القضية مع قيادات من بقايا النظام السابق - وعناصر حوثية في الشمال وهذا من باب التناقضات .. يلاحظ في وسائل أعلام الحراك كثرة الهجوم على شباب الثورة وعلى أعضاء الإصلاح على وجه الخصوص ونعتهم بأبشع الألفاظ ووصفهم بالفاسدين ، دون أن يثبتوا عليهم شيئا واحدا وعدم الحديث اطلاقاً " وضع تحتها الف خط " عن الفساد المستشري واللصوص المعروفين الذين مازالو مسئولين في الدولة وكل مرافق المحافظة ، مما ينبئ عن التعاون المشترك وربما الحقد الدفين والذي لن يطول مهما علا وزاد لأنه يظل زبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس فسيمكث في الأرض وأن الله لايصلح عمل المفسدين . محاولة إقصاء الآخرين ورفض الاستماع رغم أنهم لم يمسكوا شيئا وفعالية عصبة حضرموت خير شاهد . الانقسامات الحاصلة حتى في أيام التسامح والتصالح والذي صار شعار أجوف فلم يستطيعوا إقامة فعالية موحدة هنا .. مما ينبئ بخطر هؤلاء في المستقبل وصراعهم المنتظر اذا سمحت لهم الأوضاع وتهيأت لهم الظروف .. الى جميع العقلاء متى نعقل من هؤلاء .. الى جميع الفاهمين متى نفهم هؤلاء إلى جميع العارفين متى نعرف هؤلاء إلى كل الجنوبيين متى ندري من هؤلاء وان كنت لاتدري فتلك مصيبة .. واذا كنت تدري فالمصيبة أعظم .