– طلال باحيدرة – تصوير / خالد بن عاقلة (خاص) هي حرفة من الحرف و الصناعات الشعبية القديمة ، ولا يتقنها سوء الرجال وقد ارتبطت تلك الصناعة بالمطرقة و السندان و السحب و الطرق وجراب النفخ للكير يعمل على كل كير ثلاثة اشخاص الاول نافخ الكير والثاني الطراق المساعد والثالث المسئول المباشر عن كل العمال ويقوم بطرق الحديد الى ان يكون الشكل الذي يريدة. وقد مارس هذه المهنة الكثير من الحضارم ولا يزالون الى اليوم وظهرت الحداده منذ ايام الدولة الكسادية في عهد النقيب صلاح بن محمد الكسادي و هناك العديد من الأسر المعروفة التي اشتهرت بهذه الحرفة ومنها أسرة آل مقداد و آل باعامر وال باحسن وال محروس وال جنبين و آل باقطيان و آل باعنتر. كما يوجد للحدادين سوق خاص يمارسون فيه مهنتهم وكان يقع هذا السوق في منطقة كانت تسمى صحراء سيناء حيث توجد السواعي والسنابيك والسفن بميناء المكلا القديم بجانب مسجد الروضة وهو الان حول الى مكان الوضوء للمسجد ومن ثم تم نقلهم الى الموقع الحالي جانب سوق الصيد كما ان هناك من يسعى الان لطمس هذا العمل واخذ تلك القطعه بغرض استثمارها. وتميزت هذه المهنة بالأصوات المرتفعة الناتجة عن الطرق بالمطارق وقيل في هذا الشي مثل ( حداد ما يسمع حداد ) ومن المواد المستخدمة في الحدادة هو الفحم والنار التي تقوم بتلين الحديد والطين التي يتم صنع بها الكير . ومن الأسر التي لا زالت تمارس هذه المهنة الى اليوم وهي اسرة آل الحداد من مدينة المكلا وقد مارست هذه المهنة أباً عن جد و ما زالت صامدة الى الآن رغم التحديات التي باتت تهدد مهنتهم بالانقراض أكثر من أي وقت مضى، ولعبت اسرة الحداد في حرفة الحداده دوراً كبير في تطور الحياة الاقتصادية بمحافظة حضرموت كونها ارتبطت قديما بصناعة السفن الشراعية والحركة التجارية بميناء المكلا حيث تقوم بصناعة المسامير التي تثبت لوائح أخشاب السفن المتراصة،وبدت تنقرض هذه المهنة بحكم التطورات الاقتصادية التي حدثت في المكلا بعد الوحدة حيث تحولت السفن الشراعية والعباري إلى صناعة الفيبر جلاس وقديماً كان سوق الحدادة يصنع أدوات زراعية وبحرية ومنزلية وجاءت الآلة الصناعية المتقدمة لتدحر شيئاً فشيئاً تلك الصنعة مما أثر على المنتج المحلي لمدينة المكلا. مع ذلك ما زالت أسرة آل الحداد محتفظة بهذه المهنة وتزاولها الى الآن وأقتصرت وحالياً على انتاج المسامير والمراسي ومعاليق مواسير المياه وغيرها من الأدوات البسيطة والتي ما زالت تلقى رواجاً واستهلاكاً من السكان المحليين. غير أن الخوف الذي يراودهم هذه الاسرة هو انقراض هذه المهنة التي استمرت في المكلا ما يقارب قرنين على الأقل، دون أن تحظى بالتفاته من السلطة المحلية في المحافظة وسعيها لإنعاش سوق الحدادين مثله مثل الأسواق المحلية في الدول المجاورة، وإمداد محترفيها بالدعم اللازم من الجهات المعنية كالصندوق الاجتماعي للتنمية باعتبارهم أسر منتجة فاعلة في المجتمع، حتى يتسنى للمهنة أن تصمد في وجه عاتيات الدهر، ومما يسهم في الحفاظ على تاريخ مدينة المكلا ومكونها الاجتماعي، قبل أن يدك أخر معاقل تطورها المدني والاقتصادي الذي تتفرد به على أقرانها من سائر المدن.