مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجم المكلا … في أروقة سجن النساء بالمكلا
نشر في نجم المكلا يوم 16 - 01 - 2012

… في أروقة سجن النساء بالمكلا
سجينات .. يعترفن بأخطائهن ويقبعن في السجون رغم انقضاء فترات أحكامهن
نجم المكلا / زارت السجن – صفا عمر باعكابه:

ما وراء القضبان قصصٌ وروايات ،أبطالها نساء مختلفات في الأعمار ، تهمهنّ قتلُ أنفس ، وسرقة أموال وأخلاق ، قد تكون ثمة ظروف ساهمت في إرسالهن غلى هذا الجحيم قي ظل غياب الوازع الديني وانتشار الفقر والجهل وصلف الرجال في أحايين أخرى ،… كثيرا ماتتخوف الكثيرات منهن لنظرات غريبة من مجتمعاتهن بعد انقضاء فترات أحكامهن بعد أن أقررن بأخطائهن جميعا وبرقت أعينهن دمعا ، إلى درجة إن إحداهن ختمت حديثها بكلمة "خلاص انتهيت"..
لسنا في هذا المقام في رحلة دفاع عنهن ولكن العصمة من الوقوع في الخطأ والزلل أمر مستحيل فكلنا خطّاء ، والمهم من يستفيد من خطئه ويعلق في ذهنه "المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين" …
زيارتنا لسجن النساء بالمكلا كشفت الكثير من الغموض وسردت قصصا لنساء عانين من قسوة المجتمع ، وأصبن بخيبة أمل من وضع ارتأين أن يكون في غيره لبناء أجيال صالحة.
فإلى أولى اللقاءات في سجن النساء بالمكلا….
أولاد الأخ تاجروا بعمتهم وكافلة الأيتام
قبل خمسة أشهر حدثني عقيد في الجيش فروى لي جزء من قضية تخص امراتين إحداهما كبيرة في السن ، و في معمعة روايته بدى عليه التأثر واخذ مني وعدا مفاده لو زرت يوما سجن النساء ألا أنسى النسوتين وحين قررت زيارة النساء في السجن كن أيضا أول من ذكرن أسماؤهن من قبل الإداريين ، وما إن أمر في ممرات حتى يوصيني من يلقاني التركيز على قضيتهم لعل قلباً وعندما التقيت بالسجينات جمعاء كن هن اولى المتحدثتان من باب الصدفة .
(ص.ي) تجاوزت العقد السابع من العمر قالت كنت هنا في المكلا حينما اردت استلام حوالة من شركة الرويمي وصادفت بطريقي أولاد اخي وقد بدى عليهم علامات القلق قلت خيرا قالوا إن أخي يرقد في المستشفى بين الحياة والموت وينوي رؤيتي فورا ،ذهبت معهم دون تردد وفي الطريق لم يسلكوا الطريق المعروف وحين أسألهم عن السبب يأتون بأعذار واحدة من تلك أن الذي يسوق السيارة وبما انه جاء من السعودية لا يملك "ليسن" ولذا فهم على غير الطريق المعروف لي.وقفت السيارة ببيت لا اعرفه وعرفت فيما بعد أنه أحد بيوت الشُيخ أدخلوني واتوا بورقة يريدون توقيعها على شهادة زور.
على من ؟ على مشائخ اختطفوا فتاة وسلموها لآخر ولكني رفضت ذلك، اعتلت أصواتهم وبقيت على إصراري ووضحت لهم إن القبر أهون لي من أن أشهد زوراً وتحت تهديدهم المستمر بالسلاح وقعت على أن يردوني لبيتي ولكنهم لم يفعلوا ذلك وقادوني لشبوة وفي السجن بقيت عشرة أعوام وها انذا امضي سنتي الرابعة في سجن المكلا في قضية لا ناقة لي فيها ولا جمل .وفي حسرة أضافت بيني وبينهم (الله) وصومي وصلاتي في حينها ببيت الدولة –تقصد السجن- لا يذهبها سدىً.فخيمتْ صمتاً من الحزن يهز القلوب هزا ولم تستطع (ص) ان تقول المزيد غير الإحتساب لله.
اختطاف وإكراه
أدرت وجهي إلى حيث (ع.ع) فقضيتها نفس قضية (ص) عمرها في حدود الخمسين تعمل في إدارة إسكان شبوة اختطفت هي الأخرى من موطنها الحجر ومرت بالحكاية التي مرت بها (ص)
تقول: كنت في إجازة الصيف حين جاءت سيارة تملأ شبابا من محافظة شبوة يريدون أن أدلهم بيت معين سموه لي وفي الطريق اعترضتنا سيارتان جميع من فيها متلثمون ووقعت في أسرهم وقادوني إلى شبوة وصلنا والليل قد أسدل ظلامه ومباشرة وجدت نفسي بالأمن عرفت أحدهم سألته عن سبب وجودي هنا رد عليّ "بغيناش تشهدين على شُيخ"وبعدها نعيدك إلى حيث أخذنا منكِ سألتهم بالله أن يتركوني وشأني ويبحثوا عن غيري فأنا كافلة أيتام، زادوا بطشا ووضعوا السلاح على رأسي فوقعت على إكراه ،فثم كتبوا محضرا وهميا بعد ذلك حولوني إلى النيابة بتُّ ليلي هناك ومنها في الصباح إلى محكمة الاستئناف ، هناك سأل القاضي عن البلاغ المقدم ضدي وعن التحقيقات المتعلقة في التهمة فلم يجده واعترفوا على مضض بأنهم مرتشون من الشيخ (…) ورغم هذا صدر قراراً بمد الحبس حتى تظهر الفتاة ، وفعلا جئ بالبنت واعترفت بأنها لا تعرفني ولا تعرف (ص) وأنها هربت مع عشيقها وحملت منه وتباعا فقد اعترف أخوها بأنه زوّجها لهذا العشيق واختفى بعده لنعلم خبر مقتله إثر إدلائه بأقوالٍ تبرئني و(ص) ، وقضى القاضي بالإفراج عنا غير أن الرشوة لعبت دوراً في تحويلنا إلى سجن المكلا لانعدام الأمانة والعدالة في أمن شبوة "والله" حين كانت تأتي أمر الإفراج كانت تصل مبالغ مالية ب"الشوالي" ويشترطون عدم تنفيذ القرار.
حولونا إلى سجن المكلا وللآن لم يجدوا تهما يلصقوه بنا ولم يعطونا مبرراً واحدا يجعلهم يبقوننا في السجن وقالوا : احتمال النظر في إعادة القضية أو يشملنا العفو العام مع بداية العام الجديد.
أصيبت بحالة نفسية فقتلت طفليها
كانت أول من رأيتها في السجن الخاص بالنساء ، وقتها كان دورها في التنظيف ،بينما كانت ترمقني بنظرات تنم عن سؤالٍ من أكون أسرع العميد حسين هاشم الحامدي مدير السجن بالتعريف بي فرحبت ترحيب أهل البيت بضيوفهم
اسمي ه. ج.ح عمري 33 سنة- وبدا لي أنها أكبر من العمر المذكور- صومالية الأصل لي في اليمن 15 عاماً وعندما سألتها عن سبب وجودها ردت بهدوء :قالولي إنني قتلت أطفالي الإثنين وأنا على غير وعي ، قالوا إني طعنتهم ب "ديسميس" قالوا إني قتلت سمية ذات الست سنوات وألحقتُ محمد بأخته وهو يبلغ من العمر سبع سنوات، عارضتها كيف ومتى عرفتي إنك قتلتِ طفليكِ ؟ في الحقيقة عندما زجيتُ بالسجن كان معي زوجي أيضا متهما بنفس التهمة كنت لا أصدق ما فعلت بأطفالي فأدخل في نوبة هستيريا بكاءً ويسمعونني السجينات أمثالي فيحاولون تهدأتي وأن أصبر واحتسب وأن أدعوَ الله أن يربط على قلبي ويذكرنني "كل نفسٍ ذائقة الموت" تكرر هذه النوبات حتى جاء زوجي وفصل لي تفصيلا ما ارتكتبه بحق ضناي
أنا كنت متزوجة من قبل وكانت تأتيني حالات نفسية ولكن زوجي الاول عالجني بالقرآن وبالطب النفسي وشفيت الحمدلله وبعد ذلك طلقني فتزوجت من الآخر ولم يزرني يوما مرضاً نفسيا إلى اليوم المشؤوم سألتها هل تذكري أطفالك قالت بقوة لم أتوقعها استجاب الله لدعائي وربط على قلبي ولم أعد أتذكرهم وها أنا ذا أقضي في السجن اربع سنوات دون حكم، طالبت المدير أكثر من مرة أن يأخذني إلى المحكمة لأرتاح وكل مرة أذهب فيه إلى هناك أعود أدراجي خائبة وأن خروجي إلى المحكمة لم يؤثر يجعلونني انتظر مناداة اسمي للبت في قضيتي ولكن القاضي يختار غيري فأعود وهكذا دواليك سألتها عن آخر موقف لها ولأطفالها ما زال لا يبرح ذكراها " إني تناولت وجبة العشاء معهم ومحمد كان يشاهد أغنية عالتلفاز وعلى نغماته كان يرقص ثم انخرطت في البكاء فأبكتني" وهي تتذكر آخر اللحظات مع فلذات اكبادها وبعد ان استرجعت اقرت بأن ما مرت به هو ابتلاء من رب العالمين، وعن حال سمية قالت إنها كانت تتربع حجرها تطلب مني الرجوع إلى الصومال حيث جدتها وبقية إخوتها وجاء طلبها بعد إتصال من أمي تريد فيها العودة إليها لأني لا أملك أهلا في هذا البلد وانها تريد رؤية محمد وسمية فوعدتها بالرجوع
فنمنا وعند الصباح "صحوت والحس حقي مش موجود" وظللت أربعة أشهر أعاني من مرض نفسي ألزِمتُ خلالها الغرفة ولم أغادرها حتى لا أؤذي أحداً ولكن زوجي كان يشرف على مهمة إطعامي شكا إليّ بعد ذلك بأني كنت أقلب الأكل على وجهه وأني كنت أشتمه وأضربه واتهمه بأنه هو ومن معه ساحرين إلى أن أتى اليوم الذي تخلصت من قيد الغرفة وقتلت أولادي ..
الحديدية التي سرقت السعودي
ح. ع من الحديدة.. سردت قصتها بلكنة مدينتها -جالسة في المكلا ما يقارب ال15 عاماً قدمت هنا مع زوجي في زيارة لأولاده من الحرمة الأولى فسبحان الله مرض زوجي وتوفي فأحببت الاستقرار في فوة القديمة واتصلت ببناتي وأتوا إليّ ليس لنا دخل للعيش إلا من عمل زوج ابنتي "اسكافي" وعملي أنا "جمع البلاستيك من قوارير المياه المعدنية وعلب الفاصوليا وما شابه" أخذوني أنا وبناتي من البيت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أبرحني أفراد من الأمن ضرباً حتى ورم وجهي ولم أعد أرى بالشكل المطلوب …لم يحترموا سني وعندما سألتهم عن الأسباب قالوا إني متهمة بسرقة مبلغ 300000 ريال يمني من رجل سعودي في سوق القات وأنا والله لا أعرف طريق الخليلة ولا عمري ذهبت إلى هناك لو أنا سارقة كما يقولون لسرقت منذ فترة طويلة وعلى إثرالضرب المتواصل والتهديد المستمر اعترفت بانني سرقت حتى يكفوا عن ضربي فقط سجنت وحكم عليّ بالسجن مدته سنة وبناتي 6 شهور والآن لي سنتين وشهرين أمضيتها دون أن يبادر أحدهم بالإفراج عني وعن بناتي تعبنا هنا لا أحد يزورنا ولا أحد يعطينا من مال الله حتى نأكل ونأكّل أحفادي غير أم –صهيري- تذهب لتشحت وتصرف علينا …لو أخرج من عهدا عليّ إني سأغادر المكلا إلى الحديدة
الفقر قصم ظهرها فقادها إلى السجن
تحدثت إلينا بتردد فهي حينا لا تريد أن تقول اسمها ولا نلتقط لها صورا حينا آخر هي (ح ، س) فتاة صغيرة عمرها لا يتجاوز ال17 إلى ال18 من مدينة الشرج اتهمت قبل عيد الأضحى بتهمة الإتجار بالمخدرات مع رجل سعودي مغترب …
اتصل عليّ ابن صاحب أشهر شاليهات في المكلا وأخبرني أن رجلا يريد الخروج معي للغداء ولجلسة قات مقابل 25000 وخرجت للشاليهات التابع للمتصل اقترحت على صديقتي أن نذهب سوية إلا أن "الزبون" اشترط أن أكون وحدي وفور جلوسي مع الرجل تفاجأت بمداهمة البوليس وعندما سألت عن السبب اتهموني بأني أتاجر بالممنوع معه، سألتها من أين تعرفتي على المتصل قالت من ترددي على الشاليهات تبادلنا الأرقام وبدأنا نتصل في بعض "عادي" وتعرضت للتحقيق وكتبوا في المحضر إن البوليس وجدني متلبسة وأنا أتعاطى المخدرات في التحقيق الأول أخرجوا شريطا طويلا به مخدرات و تالي المرحلة وجدت وقد نقص الشريط وقالوا هذا الذي وجدوه في حقيبتي وطلبوا أن اعترف بأنها لي وإلا ضربني قلت له اقتلني إن شئت ولكنني لن اعترف بشئ أنها لي وهي ليست لي من أساسه ..موجهة إليّ بسؤالها.. بالله الغلطة مني أو منهم؟ انا عمري ما تعاطيت ولم اسلك دروب المخدرات أبدا والله، وببراءة تنم أن المتهمة امامي إمرأة في داخلها طفلة أكملت حديثها أنا كان همي "أجيب فلوس العيد" انا أكبر وحدة في أخوتي وفلوس أبي الذي يعمل في (…) دائما لا يكفي "بالله من بغيتي يعطيني ومن وين بجيب حق العيد؟ اعرف أن حياتي قد انتهت خلاص… لم أنسى ذكر والديها في خضم أسألتها التي لا تحتاج إلى جواب وعن ردة فعلهم تجاه فضيحتها قالت ح : أهلي لم يعلموا بالأمر إلا بعد ثلاثة أيام من حجزي، كنت أطلب منهم إخبارهم ولكن لم يحاول أحدهم ان يستجيب لطلبي المهم أتت إلي أمي وقبل أن أنطق بكلمة حضنتها وبكيت على اكتافها وطلبت منها أن تسامحني .
وعن كيفية مواجهتها للمجتمع فيما إذا خرجت من السجن تكلمت (ح) بثقة عالية "إذا كان الإنسان واثق من نفسه ماله ومال المجتمع ؟ أهلي فقط هم من يهمونني أما الناس فلا فهم لا يصرفون عليّ حتة أعطيهم أهمية "
وما انتهينا من الحديث مع ( ح ) حتى جاءت والدتها لزيارتها وجلست إليّ واستحلفتني بالله إني أكتب عن معاناة إبنتها البكرولعل هذه السطور قد يقرأها ذوو القلوب الرحيمة فيطلقون سراح فتاتها ومن معها من النساء حتى يخرجن ولأنها شكت رقة الأمومة وأن الفراق قد زاد مرضا على أمراضها إلا أنني لم يفتني السؤال عن موقف والدها الذي لم يزرها طيلة إقامة في السجن قالت أم ( ح ) يشعر بالعار تجاهها وأنه يتوعدها من حين لآخر ولكنني أنصحه بالكف عن ذلك وأن مهما حصل فهذه ابنتنا أصبح لا يحدثني ولا يعاملني كزوجته إن أراد شيئا كلم أبناءه فيبلغوني ،يمر هنا وهناك ولا كأني موجودة أمامه كل هذا لأنني زرت ابنتي في سجنها، من لها غيرنا إن تخلينا عنها في محنتها قلت لها أما يحق له أن يغضب أقرت بأن نعم وحلفت بالله ثانية وأغلظت أن تراقب (ح) أينما حلت وارتحلت بل ستدعها رهينة البيت
خططت للسرقة الخامسة والقرآن صدها
استوقفتني جرأتها في حين كنت أطلب السجينات إلى التفضل بالمقابلة فجاءت هي مبتسمة لتقول :هيا لقد حان دوري الآن ولكن لا أريد أن تلتقطي صورة لي أو أن تذكري اسمي وعدتها بذلك ضحكت وقالت "يالا على بركة الله" ثم قامت بالتعريف عن نفسها وسردت لنا مغامراتها
أدعى ه.س من مدينة الديس الشرقية ،25 عاما ،تركت صفوف الدراسة بعد الصف الخامس الإبتدائي وبابتسامة أعرض من سابقتها قالت أنا هنا في السجن لأني سرقت قلت ربما تقصدين أنك متهمة بالسرقة ردت بضحكة : لا سرقت وأنا أقر .
طلبت منها أن تعطيني التفاصيل فتحدثت بصراحة مذهلة :أنا عمري ما سرقت ، هذه أول مرة أسرق فيها عشت في فقر من صغري كنا نعيش أنا واخوتي من مسارف أو مقايش تعمله أمي فأحملها وأبيعها لأبي كان رجل (…) أصيب ب (التي بي ) أي السل وأقعد ولشدة الفقر لم أنهي دراستي تزوجت وأنجبت طفلين محمد12 سنة ومنير 8 سنوات ثم طلقني زوجي ولم يمر طويلا حتى تزوجت مرة أخرى برجل من وصاب السافل (ذمار) وانجبت له طفلين آخرين هم وعد ست سنوات وحسام أربع سنوات ولضيق العيش في الشرقية حيث كان يعمل فيها زوجي في مغسلة للثياب تحولنا للمكلا واستقرينا في مدينة غيل باوزير وحظي زوجي بعمل مماثل ولكنه لم يرضَ بالمقابل المادي القليل ،شيئا فشيئا بدأ يضربني بسبب أو بدون سبب فقدرت ظروفه قلت في نفسي ربما يفعل فعلته لأنه لم يستطع أن يقوم بواجبه تجاه بيته وأولاده كما يجب ، أخذ زوجي يتمادى بضربي وفي الأخير طردني من البيت ولما ترجيته وضعني أمام خيارين إما أن أخرج من البيت وأأتي له بمبلغ من المال أو أن يأخذ أطفالي ويحرمني منهم وكأم لم أتصور أن قوة على وجه الأرض تقدر أن تمنعني من فلذات أكبادي فخرجت أهيم، فقادني قدماي إلى محطة السيارات ووجدت نفسي في الشحر وفكرت حينها أن "أشحت" من البيوت فأول وقفت عند أول بيت أنادي فلم يجبني أحد فتقدمت وناديت بصوت أعلى ولم أُستجَب فلعب الشيطان بعقلي وقلت في نفسي لم لا أختصر الطريق وأوفر جهدي حيث أبواب الغرف مفتوحة والدواليب أيضاً ، لم أتعب في البحث وجدت أمامي علبة الذهب وأخذت جميعه وخرجت من البيت وأعدت أدراجي ووضعت كل الغنيمة أمام زوجي ولم يكتفِ بذلك بل قام بتفتيشي ولم يعطني منها شيئا ، فعجبه الأمر وحاول معي أن استمر بالأمر حتى يتمكن من "التخزينة" فتكرر الأمر أربع مرات والخامسة ضُبطت فيها متلبسة وقادوني إلى الشرطة ، ممكن توصفي لنا الأساليب التي تتبعتيها في الوصول إلى مآربك في المرات التي تلت السرقة الأولى " عدلت (ن) من جلستها وكأنها كانت تنجز معجزات العصر المرة الثانية وقفت أمام منزل هذه المرة كان الباب موصوداً ولكن يتدلى منه حبلاً إذا سحبت إلى الأمام فتح الباب من تلقاء نفسه ومن حسن حظي كانت أول غرفة دخلته بجانب باب البيت وكانت مفتوحة أيضاً وما طمأنني هو أن أهل البيت كانوا جميعهم في الداخل فتوجهت مباشرة إلى الدولاب فوجدت ست خواتم ثلاث منه محلي والباقي خارجي وسلس "لم يكن ما وجدته كثيرا" فرجعت إلى البيت ورآه قليلا فسألني أين ذهبت بباقي الذهب حلفت له إني لم أجد إلأ ما وضعت أمامه للتو لم يصدقني فمدّ يده كالعادة وضربني ولم يهز قلبه دموع أطفالي :" خلاص ياعمي ما تضربيش" والبيت الثالث كان منزلا للحجامة صاحبه يدعى "برعية " ومن الطبيعي أن يكون أبوابه مفتوحاً والرجل مشغولا تسللت للدرج المؤدي إلى الطابق العلوي ووجدت غرفة ليس بها غير ولد صغير ويغط بالنوم وأهله تركوا له الباب مفتوحا حتى إذا قام من النوم سمعه أهله فأتوا إليه، ولم أتأخر عن ضالتي المنشودة وجدت في الدولاب سلس وخواتم وأربع بناجر تقريبا ، أما البيت الرابع فدخلت وتجاوزت –العارض-
في هذه السرقة أحسست إني ظلمت أهل بيته لأني أخذت ذهباً كثيرا جدا من بينه حزام لم أتهنى بما سرقت ولكني عرفت فيما بعد زواجه من أخرى وأن كل ما أسرقه يصرف عليها جائز أنها هي من تقوم ببيع الذهب الله أعلم!
وسوسة شيطان
أما البيت الخامس فترددت بدخوله ولكن الشيطان لم يدعني وشأني دخلت وقصدتُ الطابق العلوي سمعت صوت رجل يصدح بالقرآن لم استطع مواصلة السير سبحان الله ربي حفظ بيته بتلاوته أقسم بالله إني تسمرت بالصالة الرجل كان بالداخل ولم يرني ولكن شئ ما جعله يلقي نظرة إلى الصالة وي كأنه رأى ظلي قام إليّ سألني بلطف مالذي أريده لم ينطق لساني ولما انطلق تلعثمت ولما أجتهدت بالكلام تارة أقول أريد ماءً وتارة أخرى جئت لزيارة أهل البيت سحبني وقال لي إنتي السارقة ولم أدافع عن نفسي ولم أقاوم "بزّني" للشرطة وحققوا معي في البداية رفضت الإعتراف ولكن بصراحة أقررت بالتهم الموجهة إليّ أفصحت عن جميع البيوت التي سرقتها لأني كنت أعيش في دوامة … كنت كالتي تغرق في البحر أحاول من يمد يده لينتشلني وفعلا هذا المنقذ كانت الشرطة حين اعتقلتني وكفتني من شر زوجي سألوني من معي في العملية قلت لوحدي لم أقوَ على فضيحة زوجي يمكن لو علم إني ضحيت لأجله سيصحى فيه المروءة والرجولة ويخلصني أو على الأقل يأتي لمواساتي في السجن وأخيرا لما جاء لزيارتي جاء يحرق قلبي على أولادي يطالبني بهم وأنا في السجن ، أين كان أولادك؟ في عشية صباح السرقة المشؤومة ذهبت بهم إلى أهلي في الديس الشرقية ونزلت إلى الشحر وأنا قلبي مطمئن لما جاء إلى السجن قال أنه يريد أطفاله وأنه سيأخذهم إلى حيث أهله عالأقل يمضون أسبوعاً عند أمه في وصاب وأسبوعاً عند أمي في الديس ومن وقاحته كان يريد أن أجهز له الأطفال ويأتي هو للسجن ويأخذهم من هنا ، قلت له "طيب بخلي بوي ينزلهم لعندي وتعال انت شلهم" وأنا في نفسي أقول عليّ وعلى أعدائي نزلت إلى البحث واعترفت بأن كافة السرقات تمّ بتدبير من زوجي وبخوني في البداية إنني لم أعترف من ذي قبل رديت "ما كنت ندري أنه نذل بيروح وبيخليني وفوق ذاك كله بغى بيشل عيالي" حققوا معه في البحث وفي المحكمة وفي المرتين أنكر التهمة الموجهة له فلاموني إني أنا السبب لأنني لم أعترف في البداية ولكن كوني كامرأة حاولت استدراجه على طريقتي فنجحت وجعلته يعترف بكل شئ بعد أن كتبت بخط يدي الإعتراف في ورقة ووقع عليها هو ،هذا حصل برمضان حين حُولت إلى سجن المكلا ولما عدنا إلى الشحر بُعيدعيد الفطر تراجع عن أقواله وطلع ورقة جديدة يفيد بأني ههدته بعياله وجعلته يعترف مجبراً وأخرج الورقة واستخدمها ضدي إلا أن القاضي حكم علينا بالسجن سنتين مع دفع كلانا مبلغ وقدره مليون وسبعمائة ألف أنا أقر بخطئي لأني تبعته ليس لشئ إنما كنت أحبه وهو استغل وضعي واستطاع أن يقتل الإنسانية في قلبي ، أنا لو امرأة مستقيمة فعلاُ كنت أخذت أولادي وذهبت إلى بيت أهلي غير عابئة به ، لم يستفد أحد من إطالة يدي على مال غيري لا أنا ولا أولادي ولا حتى أهلي هم غاضبون مني الآن لم يزرني أحدهم في سجني غير أختي الصغرى تأتي بأولادي لأراهم أنا كلي ندم اليوم وأصلي فروضي في السجن الحمدلله وتبت إليه .
ستكمل (ن) مدة السجن في شهر فبراير إن دفعت المبلغ غادرت وإن عجزت عنه جلست في إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.