عندما أسمع وأرى في وسائل الإعلام المرئية أو المقرؤة عن الجامعة ( إنها رفيعة المستوى التعليمي والتثقيفي ، فتارة أجد إن جامعة فلان نظمت مسابقة في مجال ما وأخرى نظمت مؤتمراً ما وثالثة ندوة ما وكلها من قبل الطلاب ، قلت ذاك في صحف دول الجوار ولكنني وجدت ذلك موجود في صحفنا كذلك ، قلت خير مشاهدة عندما ترى الواقع …. ….الواقع شُوهد بأم أعيننا فوجدنا خمسة أيام أسبوعية أو أكثر بها ساعتان دراسية أو أقل حشواً للعقول ، في هذه المدة المذكورة آنفاً لم نجد يوماً حدثاً ثقافياً مثل مؤتمراً علميا ً لطلاب أو أساتذته غير محاضرات يومية محشية بطعم الملازم ! طلاب جامعيون ، بعد أربع سنوات سيكونون أكاديميين في الجامعات ، فكيف سنكسر حاجز الرهبة عندهم لتدريس أبنائنا القادمون ؟! وكيف سندربهم على فنون الإلقاء والتحضير وقت التدريس ؟! حتى إننا رأينا دورات تدريبية يقوم فيها خريج الجامعة مرتبك ، لايدري مايقول ، و لايتعامل مع الموقف . إن الرهبة والقلق ملازمان لأي إنسان يلقي خطاباً أما الملأ عند أول مرة ، فبالممارسة والتعود يصبح أمراً سهلاً طبيعياً ، فنحن إن لم نفسح المجال للطلاب الجامعيين بين أقرانهم بأنشطة تؤهلهم للإلقاء وتحفيز الجانب البحثي والمعلوماتي لديهم ، فلنبشر بتخريج جيل غير واثق من خطواته ، وغير ملم بالفنون الأكاديمية الذي أصبحت ضرورة للمتخرج إتقانها حال تدريس الجيل القادم . في الجامعات نفوس تريد أن ترقى ، وأخرى على حالها تبقى ، والسعيد من للمعالي رقى ، ولطريق المجد جدَّ وارتقى .