لم يعد اليوم من قائل يشكك بأن الشعب الجنوبي قد أتخذ قراره الحاسم بنيل حريته بشكل قاطع لاموا ربة فيه حيث أن حالة الغليان والتعبئة الشعبية العارمة لرفض فرض الأمر الواقع من قبل النظام ومن يسانده محليا وإقليميا ودوليا باءت بالفشل الذر يع وخلقت عن هذا الشعب الجنوبي إصرار غريب في رفع سقف التحديات التي أتخذها عهدا على نفسه كهدف في تحقيق مايريد ..!! إن هذا الشعب يجترح البطولات كل يوم رغم مرارة مايعيشه ويعانيه وماتعصف به وتؤثر عليه خلافات مكوناته ومن أدعت أنها ( قياداته) الأمر الذي يقف معه المحلل فضلا عن الإنسان العادي إن لدى هذا الشعب طاقة نضالية جبارة تفوق التوقعات بل ويتجاوزها بقدرته التجديدية على بعثها وخلق لها حالة الديمومة مع تبدلات الظروف والمناخات السياسية المحبطة له ..!! نحن اليوم في تلاوين المشاهد الذي رأيناها منذ مساء يوم الإثنين 20مايو2013م نقرأ تحولا جذريا في مسار الحركة الشعبية السلمية النضالية الحضارية لهذا الشعب حيث أنتقل من الاعتماد على حالة الحشد الجماهيري بالساحات والميادين في إطار ثورته الشعبية العارمة التي شهد لها العدو قبل الصديق إلى آليات جديدة أبتكرها ليحول كل دروب الجنوب وطرقه المتصلة ببعضها إلى حالة ثورية مغايرة تمثلت في تنظيم المواكب الجماهيرية المنظمة بكل ماتعني مفردة التنظيم من معنى وحملت رسالتها وهي تزحف على عدن العاصمة الوطنية لها للترميز على استعادة دورها الوطني والسياسي السيادي لدولة الجنوب القادمة ..!! إن هذا التغير في أساليب النضال السلمي بحيث تأتي هذه المواكب المنتظمة والمنظمة قياديا شعبيا تعبويا والتي تحمل معها كل معاني الفداء والتضحية للوطن بصدورها العارية تؤكد بزحفها وزخمها الغير مسبوق بحق ثورة جديدة تضاف إلى رصيد الحركة الشعبية الوطنية لأبناء الجنوب في الإصرار على نيل حقهم المشروع في الاستقلال و الحرية في تظاهرة ثورية جديدة لهذه المواكب لها من القيمة الثورية والمعاني والمغازي مالها ..!! ماحدث اليوم في 21مايو 2013م في التقاء هذه المواكب الضخمة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحركة الوطنية الجنوبية ولا حتى تاريخ المنطقة السياسي للتعبير السلمي الجماهيري المليوني بشكل منظم وبإعداد دقيق يضبط هذه الحشود الضخمة يدل دلالة قاطعة كما صرح بذلك كثير من الإعلاميين الغربيين اليوم إنه شعب حضاري عظيم يمتلك إرادته وقادر على تحقيق استقلاله ..!! إن السؤال الذي يبحث عنه الكثير من المراقبين للحالة الثورية الجنوبية هو سر الديمومة وتجاوز صراعات ممن يطلق عليهم ب( القيادات) وتخطيه لكل العقبات والعراقيل التي وضعت وتوضع كل يوم أمام استمرارية هذا التدفق الثوري الوطني النبيل إذ لا يرى هؤلاء تأثيرا لها في حالته الثورية المتجددة لكن مايؤرقنا نحن في ظل هذا التفاني الشعبي العارم لقضيته أن تأخر المسار السياسي المواكب –افتراضا- لهذا المد الثوري الشعبي بحيث يشكل رافعته للخروج بنتائج مثمرة بأقل الكلف في الوقت والجهد وهو مايعول على السياسيين من ترك مربع خلافاتهم الى وحدة الكلمة والصف وذلك غاية تضحيات هذا الشعب الجنوبي ..!!