بقلم: أبوبكر باخطيب يقال أن رضى الناس غاية لاتدرك وهذه المقولة فعلاً بها من المصداقية الشئ الكثير فهناك مطالب مختلفة للناس وهناك أيضاً توجهات متشعبة ومتشابكة الاختلافات والتوجهات لبعض الناس ولكن هل نستطيع أن ندرك كل هذه العوامل حتى نصل إلى ارضاءهم وتحقيق مطالبهم وتوجهاتهم المختلفة لا أعتقد إلا لو وصلنا وأياهم إلى حلول منصفة متفق عليها. فحضرموت تعج بهذه الأنماط البشرية التى تعيش في عصر الاختلافات التى هى بعيدة كل البعد عن خط ونمط التوافق الموحد , أنهم يسيرون في الأتجاه المعاكس لخط سيرهم في الحياة أو عكس خطوط التوافق على الأراء, هناك للأسف البعض من الناس يحملون عقولاً متحجرة تجدها صماء غير قابلة للتلين وخاوية من كل مقومات الثقافة الفكرية والتعليمية وهولاء يحق لنا أن نطلق عليهم أصحاب العقول المتحجرة لأنه يصعب علينا أن نتطوعها إلى عقول متفتحة ومثقفة وواعية تدرك الحقيقة وتفرز بين الأمور الحقيقية من الأمور الخيالية والوهمية كما يصعب علينا أيصال الحقايق إلى أعماقها وتوضيحها على أرض الواقع . فيخيل لنا أننا أمام أنماط بشرية مصابة بأنفصام في شخصياتهم ونجد هذه النوعية من خلال متابعتنا لما يخطه الأدباء والمثقفين والذين لديهم المقدرة على فهم الأمور السياسية ومغباتها فنجد هذه النوعية كلاً يصرح برده الغير متوازن أدبياً و أخلاقياً وتتضح لنا هواياتهم الأعلامية المزيفة وفهمهم للقواعد السياسية . ولقد شدنى ما كتبه أستاذى الدكتور عبدالله باحاج حول التوافق بمطالب الحضارم وما كتبه الأستاذ صالح باسويد رداً على خارطة الماورى وهذه المقالتين طرحت في بعض المواقع على النت ووجدت به مايطابق مطالب الحضارم العادله التى يسعى كل حضرمى أصيل إلى تحقيقها على أرض الواقع ولكن تألمت كثير من خلال ردود بعض الأخوة الذين يضعون على أعينهم نظارات سوداء يصعب الرؤية من خلالها فهم للأسف الشديد منحدرين إلى مستنقعات تنبثق منها روائح الأفكار والشعارات السياسية المنبثقة من أجندات حزبية متعددة الأيدولوجيات تسعى إلى تفكيك وتفتيت المجتمع الحضرمى من خلال مهاترات كلامية لأصحاب العقول المتحجرة التى أعتنقت هذه الأفكار وكإنها مذاهب تشريعية وشرعية محرمة شرعاً من الانحراف عنها . وهذه الاحزاب ومنتسبينها تعج بهم أرض حضرموت ومقصدهم وأضح الملامح وهو تشتيت فكر الأنسان الحضرمى والتفريق المقصود بين الحضارم وزرع الفتنة بينهم وأنزاع كل مقومات الثقة من نفوسهم حول من يسعى جاهداً لتوضيح الحقايق لهم وهذا يصعب علينا مجادلتهم مهما قدمنا من وثائق ومستندات تاريخية بموجب مخطوطات لها كيانها التاريخى والقانونى مهما طالل بنا الزمن من مجادلتهم وأتذكر هنا عبارات قالها سيدنا على كرم الله وجهه فقال ( ما جادلت جاهلاً إلا وغلبنى وما جادلت عاقلاً إلا وغلبتة ) وفي عبارة أخرى حيث يقول ( أجادل مائة عالم ولا أجادل جاهل واحد ) . وللأسف أخذت هذه العقول من نشر الفتن والدسايس ونثر الشعارات والتصريحات الكاذبة والمغرضة لقصد عدم توحيد الكلمة والرأى وإلى توافق موحد , سوى عبر الانتفاضات أو عبر الوقفات الاحتجاجية أو عبر ردودهم على أى مقال يطرح يتضمن المطالب المشروعة من أقامة الدولة الحضرمية أو المطالبة بأستقلال حضرموت أستقلالاً ذاتياً أو يوضح الحقايق فنجد الكم الهائل من الاسماء المستعارة تنبح وكأنها كلاب مسعورة على هذا الطرح أو على كاتبه وتضعه في تصنيف العمالة والخيانة أو ينسبون هويتة السياسية إلى بعض الأحزاب التى تتناثر على الساحة السياسية والبعض الآخر يرد بعبارات غير مفهومة أدبياً أو ثقافياً وانما بأسلوب عشوائى يثير الدهشة فلو كانوا يملكون الشجاعة الحقيقية لوضعوا أسماهم الحقيقية حتى يتسنا لنا معرفة أصولهم التى ربما نجدها في نهاية الأمر أصول دخيلة على أرض حضرموت أو ربما نجدهم من الذين يقبعون في مواقع الخيانة والعمالة لبعض الاحزاب التى تنتهج السياسية القذرة والمتعفنة التى تسعى إلى بسط سطوتها على ثروات الأراضى الحضرمية وبسط نفوذها على مساحتها الجغرافية وأهانة الأنسان الحضرمى بكل أنواع الذل والاستعباد حتى يصل إلى أعلى مراحل الضيق النفسى مما يجعله يختار طريق الهجرة كما أختار غيره ممن ضاق بهم الحال ونفذ من داخله قوة التحمل وتبخر من صدره الصبر من الحكم الماركسى الجنوبى أو من الوحدة البغيضة فشد الرحال إلى أرض الله الواسعة طالباً له ولأبناءه الأمن والآمان والاستقرار النفسى . فليسمح لى أعزائى القراء هنا أن تكون هذه الاسطر بمثابة رسالة إلى الدكتور عبدالله باحاج أمين عام جبهة أنقاذ حضرموت بمطالبته بالسير بخطوات واثقة على طريق أنقاذ حضرموت وتحقيق مطالبها المشروعة وردع هذه العقول المتحجرة التى تسعى إلى ايصالها لحافة الهاوية دون معرفة العاقبة الوخيمة التى سوف تصيب حضرموت وأهلها الكرام وأن يسعى جاهداً إلى مواصلة سعيه وبذل جهده في طرح هذه المطالب على طاولة المفاوضات مع المعنيين بفك الارتباط ومناقشتهم بالمنطق والحجة ومناظرتهم على الهواء أن لزم الأمر اليوم وليس بعد فك الارتباط حتى لانقع في بؤرة الخيانة من الطرف الآخر المتفاوض على فك الارتباط . مع بعض رجالات حضرموت الشرفاء ومجالسها الموقرة التى تسعى إلى انتشال حضرموت من هذه المعمعة التى تجتاح أرضها . لقد كثرت المزايدات وكثر المناضلين في تحرير الجنوب وكثرت الحركات النضالية على الساحة السياسية الجنوبية متناسين حضرموت ومطالبها المشروعة فأصبحوا كلاً يغنى على ليلاه وبهذا الكم من المناضلين والمزايدين والحركات النضاليه يخيل لنا أننا لازلنا تحت الاستعمار البريطانى وهذه الحركات ماهى إلا صور مجسدة لجبهة التحرير والجبهة القومية والجبهات الأخرى التى لم تستطع الظهور على سطح الواقع السياسى أو النضالى لعدم قوتها ومقدرتها وهشة هياكلها الثورية . فلا نريد العودة إلى الماضى الغابر والبغيض الذى وضع الأنسان الحضرمى في حاله تفكك وتفتت على أرضة فأختار البعض دروب الهجرة الملاذ الآمن له . ومن غرائب الردود التى لفتت نظرى على مقالة الأستاذ عبدالله آل عبدالله ( صالح باسويد رد بتوقيع أسم مستعار يثير الضحك والاستغراب ( حضرمى حتى النخاع ) فهذا الأخ الحضرمى حتى النخاع أستطاع بفكرة الهش وثقافتة الهابطة وأطلاعة بعلم الأنساب وأصول الحضارم أن يصنف الدكتور عبدالله باحاج والاستاذ صالح باسويد وينسبهم إلى شبوة وهنا أقول نحن نحترم أهل شبوة ونعتز بهم ونعتز بكل أنسان كانت محافظتة في حدود جغرافية حضرموت قبل الاستعمار أو بعد الاستعمار مهما كان نسبه وقال عزوجل في كتابه الكريم ( وجعلناكم قبائل وشعوباً لتعارفوا أن أكرمك عندالله أتقاكم ) صدق المولى تبارك وتعالى . أقول لهذا الحضرمى حتى النخاع لو كنت تملك الشجاعة والثقافة الواسعة لذكرت أسمك الحقيقى حتى تتضح لنا ملامحك الحضرمية ونعلم بأنتسابك الحضرمى ونعرف قبيلتك ونضع لك النسبة الحقيقية لحضرميتك التى وصلت إلى النخاع لكنك للأسف الشديد تواريت خلف أسماً مستعار حتى لايفتضح أمرك وتجد الجواب الشافى والمقنع على ردك الباهت . أقول لك عبارة أدبية قالها أحد الحكماء القافلة تسير والكلاب تنبح . وأنا هنا لست في موقع الدفاع عن الدكتور عبدالله ولا الأستاذ صالح باسويد فهما احق منى بالدفاع عن نفسهما ولكنى ذكرتك وصنفتك وقدمتك كمثال لأهل العقول المتحجرة ولكى لا ترجع إلى علمك وكتبك المخطوط بها علم الأنساب وأصول الحضارم حتى تتضح لك الرؤية حول نسبى لهذا أوفر عليك الجهد والوقت لمعرفة نسبى فأنا من مواليد قرية صبيخ بوادى ليسر بدوعن الذى يضم بين رحابة الدوفة قرية الدكتور باحاج والمقابلة لخيلة البقاشين وقرية الأستاذ صالح باسويد ويرجع نسبى إلى آل العمودى فأعتقد أن علمك وكتبك لا توجد بها تاريخ هذه العائلة العريقة تاريخياً . وفي نهاية قولى أدعوا المولى عزوجل أن يحفظ حضرموت وأهلها من الحاقدين ومن شرور الناس وأن يرفع غضبه ومغته عنها وأن يظهر شمس الحرية على أرضها وأهلها الكرام وأن يتولى أمورها خيار أبنائها وأن يمحق كل من اراد بها السوء ويرد كيده إلى نحره فعاشت حضرموت حره مستقلة ولا صوت يعلوا فوق صوتها .