بقلم / سالم باراس احسنت الحركة الوطنية الجنوبية التسمية عندما اطلقت لفض الحراك السلمي كمسمى على ثورتها ونضالها للمطالبة اولاً باصلاح الوحدة ثم تطور الامر للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية شريكة الوحدة الاندماجية في مايو 1990م . نشئ الحراك الجنوبي كحركة عفوية في بداية الامر نتيجة المضالم والاقصاء الممنهج الذي مارسه الشمال على الجنوب حتى ماقبل حرب صيف 1994 م وبعد الحرب وخروج القيادة الجنوبية الموقعة على الوحدة بداء الشارع الجنوبي يتململ من الوضع الذي افضت إلية نتائج الحرب فقد سرحت القوات الجنوبية وفككت كل مؤسساته وتحول الجنوب الى اقطاعيات لرجال المال والعسكر والقبيلة من شمال الوطن . شيئاً فشيئاً بدأت تتفجر الثورة في قلوب الجنوبيين وبداء لهم واضحاً انه لا مجال للتعايش مع شركاء الوحدة فقد اصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية بل ان بعض رجال شمال اليمن يستكثر عليهم درجتهم الثانية ويصفهم بالهنود والصواميل وينزع عنهم صفة اليمنية ويصف من تبقى منهم بالعصابة الخارجة والمارقة عن بيت الطاعة في صنعاء بعد ان اُشبع الجنوبيين من عبارات نحنا الاصل وأنتم الفرع وعاد الجزء الى الكل وغيرها من عبارات المسخ للهوية الجنوبية في دولة يفترض ان يعيش الكل فيها سواء بسواء . في عام 2007 م ظهر للعلن الحراك الجنوبي مطالب بفك الارتباط وإستعادة الدولة في سنين قليلة كسب الحراك الجنوبي اغلبية الشعب الجنوبي مؤيدة ومناصرة له ولمطالبه واكتسب زخم ثوري جاء بعضه من اخطاء الساسة والعسكر في صنعاء وافعالهم المشينة في الجنوب المتمثلة في الاستيلاء على الارض ونهب الثروات واقصاء الكوادر الجنوبية إلا من تمثيل للديكور السياسي لا يقدم ولا يؤخر في عملية صناعة القرار السياسي والاقتصادي لليمن . دخل الحراك الجنوبي في العمل الثوري بكل قواه الحية وسيّر الكثير من الفعاليات المليونية وارتفعت اسهم القضية الجنوبية في الخارج بعد ان نجحت داخلياً بامتياز ، تجاهل الشمال لثورة الجنوب وعدم اعطاء الجنوبيين لحقوقهم المطلبية ساهم في احياء الثورة الجنوبية ومدها بمزيد من وقود الاشتعال . بعد ان برزت القضية الجنوبية للعلن وضن الكثير من ابناء الجنوب ان يوم الخلاص قد حان في هذه اللحضة تعقدت القضية الجنوبية ودخلت في منعطف خطير للغاية قد يكون كفيل بالاجهاض عليها ألا وهو عدم توحد القيادة الجنوبية وبروز الصراعات فيما بينها وانتاج ماضي الجنوب فيما قبل الوحدة ماضي يناير 1986 م وصراعات الرفاق في المكتب السياسي ووجبات الدم المتكررة في عدن . مع كل فعالية للحراك الجنوبي يتسع الشرخ بين الفصائل المتنازعة على الزعامة والشرعية فاصبحنا منقسمين بين الرئيس الشرعي والزعيم والمناضل والشباب وكل من لديه مكرفون وقادر على الوصول للمنصة ، بل في بعض الفعاليات اصبح للمنصة قصة وقضية ويقتل من اجلها ثائر ويطرد من اجلها زعيم . رسالتي للحراك الحذر كل الحذر من المنصة والزعامة والالقاب والمسميات وقطف الثمار قبل بلوغ اوآنها فلكل شيء اجل فالصراع على السلطة قبل انجاز الاستقلال امر في غاية الخطورة والسوء على ثورة يمكن لإعداها ان يقضوا غليها بافعال الجنوبين لا بحرابهم هم .