شهد الإجتماع الرئاسي الإستثنائي لرئاسة مؤتمر الحوار ،أمس الأحد، موجة عاصفة من ردود الأفعال المتباينة حول عدد الأليم المقترحة لشكل الدولة اليمنية القادمة. وقالت مصادر إن الإجتماع وقف أمام مقترح المصفوفة والآلية التي قدمها جمال بن عمر بشأن الأقاليم وعددها في الدولة الإتحادية القادمة. وافتتح الرئيس عبده ربه منصور هادي ، الإجتماع بكلمة قال فيها بشكل مباشر : «لقد اتخذت قرارا بأن اليمن ستكون دولة اتحادية من ستة أقاليم ، أربعة في الشمال واثنين في الجنوب». وأضاف محذرا : «سنعلن هذا القرار الليلة في نشرة الأخبار ، ومن سيعترض على الأمر فإنه سيعتبر معرقلا ، وسيتعرض لعقوبات من المجتمع الدولي ، وهنا قاطعه الدكتور ياسين نعمان مبديا اعتراضه الشديد وواصفا القرار بأنه استبداد وأسلوب غير مقبول»، حسبما ذكرت يومية «الأولى». وقال ياسين : «اسمح لي يافخامة الرئيس هذا استبداد وأسلوب غير مقبول وخارج عن مفهوم الحوار الوطني الذي نجتمع تحت رايته». وأضاف : «نحن نرفض مشروع المؤتمر والإصلاح ، مشروع قوى 94 ، الذي طرحوه قبل أربعة أيام ، وللأسف أراك اليوم تتبناه وبشكل واضح ، وتنجر لخيارهم». وتابع ياسين :«وإذا أردتم أن تعتبرونا معرقلين فاعتبرونا كذلك ، سأقدم استقالتي إذا مضيتم في هذا المشروع». وبحسب يومية «أخبار اليوم» فإن الإجتماع شهد مشادات حادة وتهديدات عديدة ومتبادلة وأبرزها تهديد الرئيس هادى للقوى السياسية بمصارحة الشعب بالمعرقلين بعد أن طرح الرئيس على المجتمعين إعلان التوافق على ستة أقاليم ، وهو الأمر الذي لاقى رفضا من أمين الإشتراكي الذي رفض المقترح المطروح. وانتقد هادي المقترح الذي قدمه أمس الأول جمال بن عمر وقال إنه لم يقدم حلولا ، وأن قضية عدد الأقاليم يجب أن تحسم الأن وعدم ترحيلها ، لأنها إن لم تحسم الأن فلن تحسم بعد ذلك إن تم تأجيل حسمها ، كما ينص على ذلك مقترح المبعوث الأممي. وبحسب يومية «الشارع» فإن الرئيس قال في الإجتماع مخاطبا الجميع : «إذا لم يتم قبول موضوع الستة الأقاليم المقترح ، فأنا سألقي خطابا للشعب وسأقول فيه أن القوى السياسية ترفض الحلول». وذكر مصدر الصحيفة أن الدكتور أحمد عوض بن دغر ممثل حزب المؤتمر في اللجنة المصغرة في فريق عمل القضية الجنوبية ، تحدث بعد كلمة الرئيس، وأشار إلى أهمية المقترح الذي يدعمه رئيس الجمهورية ، والقاضي بتقسيم البلاد إلى ستة أقاليم. وأكد أن رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر اليدومي الإرياني أبديا في الجلسة موقفا متماهيا ومتناغما مع طرح الرئيس لإعلان التوافق على ستة أقاليم. وقال المصدر إن محمد اليدومي تحدث عقب كلمة بن دغر وأيد كلامه بشكل كامل وقال إنهم في الإصح لم يوقعوا على الرؤية المشتركة مع حزب المؤتمر بشأن تبني خيار الستة الأقاليم إلا بعد أن وافق عليها الدكتور ياسين سعيد نعمان. وأضاف إن «اليدومي تحدث عن موافقة مسبقة للدكتور ياسين على الأقاليم الستة نقلها إليه محمد قحطان الأمر الذي دفع ياسين للإنكار وتكذيب قحطان الذي رد بالتأكيد أن أمين عام الإشتراكي سبق وأن وافق ، وذكر قحطان الإجتماع الذي وافق فيه ياسين على الرؤية ، ومكان انعقاده ، وقال : جيبوا الختمة وسأحلف عليها أنك وافقت يادكتور ياسين». ثم تحدث بعد ذلك الدكتور عبدالكريم الإرياني وقال : «نحن لا يمكن أن نقبل وثيقة فيها إقليمان». بينما أبديا ممثلا التنظيم الناصري موافقتهما على مقترح بن عمر ، فيما تمسك ممثلو حزبي الإصلاح والمؤتمر بمقترح رئيس الجمهورية وتوزيع البلاد إلى ستة أقاليم وممثلو الحراك الجنوبي ، خالد باراس ، ومقبل لكرش ، وعلي شنة ، فيما صمت محمد الشدادي ممثل الحراك وأعلن ياسين مكاوي تمسكه بخيار الإستقلال ، أما ممثل المنظمات الجماهيرية فقد طلب وقتا للتفكير. وعقب التوتر الشديد الذي خيم على الإجتماع الرئاسي الإستثنائي لحل الخلاف حول عدد الأقاليم ، حيث بدا واضحا في الجلسة انزعاج الرئيس وتهديداته ورفضه للإعاقة ، إلا أن الجلسة لم يتم خلالها التوافق على عدد الأقاليم ليشكل الرئيس لجنة مكونة من الدكتور عبدالكريم الإرياني ، ومحمد اليدومي ، والدكتور ياسين سعيد نعمان ، وخالد باراس لمناقشة المقترح الذي قدمه جمال بن عمر والخروج بحل وحسم الموضوع. وأشار المصدر إلى أنه من المقرر أن تقدم اللجنة التي شكلت في الإجتماع اليوم الإثنين مقترحا للحل إلى اللجنة المصغرة في فريق عمل القضية الجنوبية لحل هذا الخلاف. وأضاف المصدر : «ردا على انتقاد الرئيس هادي له قال جمال بن عمر إنه قدم في مقترحه ، أقصى ما يمكنه تقديمه ، فرد عليه الرئيس هادي بالقول : أنت قدمت لنا رؤية وكلاما ؛ لكنك لم تقدم حلولا ، فأحرج بن عمر الذي التزم الصمت». وبحسب المصدر فقد شهد الإجتماع الرئاسي حالة شد وتوتر خاصة عندما كان أغلب المتحدثين يعلنون تأييدهم لموقف هادي ، وعندما قال أحد المتحدثين أنه موافق على ماقاله الرئيس هادي ، رد الدكتور ياسين بالقول : نحن غير موافقين ، فتدخل رئيس الجمهورية ، وقال مخاطبا أمين عام الإشتراكي بغضب ؛ وافق أو لا توافق .. أنت حر. وعلى الصعيد ذاته أكدت مصادر أن كلا من الحزب الإشتراكي والحوثيين تمسكا بدول اتحادية من إقليمين فقط أحدهما في الشمال وأخر في الجنوب. ونوهت بأن ممثل التجمع الوحدوي الناصري في لجنة ال 16 ، عبدالله نعمان تقدم بوجهة نظر تُفضل عدم تحديد عدد الأقاليم في الوقت الراهن وذلك في حال لم يتم التوافق حاليا حول عددها ، مشددا على أن هذه المسألة هامة ويجب أن تحضى بإجماع مختلف القوى والأطراف السياسية. وفي السياق كشفت المصادر أن مكون التنظيم الناصري طرح مقترحا بخيار ثالث مبنى على أساس فكرة (خيار الإرادة الشعبية) ويتضمن هذا المقترح «أن تشكل الدولة الإتحادية على أساس الولايات أو المحافظات التي كانت قائمة عشية إعلان الوحدة اليمنية ، مع إعطاء الحق بالمحافظات للإندماج لاحقا في إقليم واحد بعد مرور دورة انتخابية لمجالس المحافظات». ويدخل ضمن هذا المقترح أيضا أنه «في حال أرادت المحافظات الجنوبية أن تندمج في إطار إقليم واحد ، فيتم اتخاذ هذا القرار عبر المجالس المنتخبة في المحافظات وفقا للإرادة الشعبية» ، حسبما ذكرت صحيفة «المصدر».