أعربت القنصلية الصوماليةبعدن عن قلقها من تزايد أعداد المراكب التي تقوم بتهريب المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم من الصوماليين، من القرن الإفريقي إلى اليمن، وموت العديد من الصوماليين، ومعاناة الناجين منهم من الظروف المعيشية القاسية. وذكر القنصل العام للصومال في عدن، حسين حجي أحمد: أن تهريب المهاجرين الأفارقة استُأنف في شهر سبتمبر/أيلول بعد توقف دام بضعة أشهر نظراً لهيجان البحار. وقال أحمد: أن الناجين ذهبوا إلى مناطق عديدة في اليمن بحثاً عن حياة أفضل، إلا أن "معظمهم لا يزال من دون مأوى في حي البساتين بعدن حيث يوجد ما يفوق (15.000) لاجئ صومالي...يعيشون في ظروف صعبة للغاية. وكان البعض منهم قد تعرض للطعن من طرف المهربين في حين يحتاج آخرون إلى معالجة نفسية بسبب سوء المعاملة التي عانوا منها في طريقهم إلى اليمن"- طبقاً لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين). وأوضح أحمد بأنه في الوقت الذي لا تختلف فيه الظروف المعيشية لهؤلاء المهاجرين في اليمن عن ظروفهم المعيشية في بلادهم، إلا أنهم على الأقل يحظون بالأمن في اليمن. ولكنه قال بأن "الأمن وحده لا يكفي عندما يبحث الشخص عن حياة أفضل. لذلك يخاطر العديد منهم بالموافقة على تهريبهم إلى دول الخليج وقد يواجهون نفس المشاكل التي واجهوها في البحر". وفي محاولة منها لبناء قدرات اليمن على التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها ستعمل على تدريب خفر السواحل ومسئولي الهجرة حول قضايا اللجوء والقانون الإنساني وعمليات إنقاذ الناس في البحار. وتنوي المفوضية إنشاء مركز ثان في أهوار على الساحل اليمني لاستقبال وتسجيل الوافدين. وسيشمل المركز مرفقاً طبياً تديره منظمة أطباء بلا حدود. وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أفادت بأنه في شهر سبتمبر/أيلول وحده وصل 50 مركباً من هذه المراكب من الصومال إلى اليمن وعلى متنها حوالي 4,741 شخص معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين. وهذا العدد يشكل ارتفاعاً بنسبة 70 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية عندما وصل 30 مركباً محملين بحوالي 2,961 شخص. وأضافت المفوضية بأن 89 مهاجراً إفريقيا لقوا حتفهم في شهر سبتمبر/أيلول في حين لا يزال 154 آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا هؤلاء قد لقوا المصير نفسه. وقالت المفوضية بأن 5 مراكب وصلت إلى اليمن في 26 سبتمبر/أيلول محملة بحوالي 600 صومالي وإثيوبي، لقي واحد منهم حتفه في حين يعتبر 22 راكباً في عداد المفقودين. وكان الركاب قد أخبروا المفوضية بأن أربعة من هؤلاء قد ماتوا من الاختناق على متن أحد المراكب في حين سقط 18 آخرين عن المركب. وأضافت المفوضية بأنها علمت بأن المهربين كانوا يقومون بضرب الركاب بقضبان من حديد أو بأحزمة أو بأنابيب من البلاستيك، كما تعرض البعض منهم للطعن. وأعربت المفوضية أيضاً عن قلقها حيال قيام خفر السواحل اليمنيين بإطلاق النار على مراكب تهريب المهاجرين مما أدى لحدوث وفيات بين الركاب. ومنذ بداية عام 2007 إلى الآن، وصل إلى اليمن حوالي (43.897) مهاجر إفريقي، في حين توفي أكثر من 356 آخرين وفُقِد حوالي 272- حسب المفوضية.