يوم بعد آخر، تكشف لنا«الأيام» عن ألعاب ومواهب وفنون فريدة، صعوبتها لا تقل عن «السيرك»، وشعبيتها تضاهي «كرة القدم»، واللعبة الأكثر شعبية في العالم، قبل ظهور«الحبيلين»!! وبما أن الرقص على الحبلين، أو السير فوق كرة منتفخة يتطلب مهارات بدنية عالية ولا يتحمل الحبل أكثر من شخص على ظهره، إضافة إلى أن الحدائق مكتظة بالأطفال في أيام العيد، ولا مكان فيها ل«الشخصيات النضالية»، ظهرت «الحبيلين» ك«منصة واسعة»، على ميدانها الفسيح يرقص عشرات الرجال، وفوق ترابها تتمايل أجساد من يدعين ب«المناضلات» وناشطات حقوق الإنسان. في«الحبيلين» لا حرج اطلاقاً، ظهور أناس «شاب شعر رأسهم» أو ذهبت أسنانهم، كما هو الحال في حدائق الأطفال.. ولا عيب فيها أن اقتحمته امرأة، وجدت من المكان الفسيح مكاناً مناسباً، للإفصاح عن مواهب كثيرة اكتنزتها طيلة زمن. • مدرسة الأيام الحادث المأساوي الذي حدث في منصة الحبيلين في 13 أكتوبر الجاري، والذي راح ضحيته عدد من الأشخاص، لم يُفرح أحداً، كما حدث مع مطبوعة الأيام، الصادرة من عدن، والقريبة جداً من المنصة. ففي الوقت الذي اعتبر فيه رئيس الجمهورية ضحايا الحادث«شهداء»، وأكد بأن أسرهم ستحظى بكل الرعاية، كانت صحيفة الأيام تعتبرهم كباش فداء لتوزيع أكبر أعداد ممكنة، وتروج فيها لمآرب أخرى. أكثر من خمس صفحات ملونة، أفردتها الأيام للمهرجان، وفعاليات المهرجان، وأصحاب كلمات المهرجان«قادة النضال» من أبو بكر السقاف وعمر بن فريد وكرمان ومن تبعهم بإحسان إلى المنصة. رئيس الجمهورية يوجه مجدداً بالتحقيق مع متسببي الحادث«عسكريين ومدنيين»، وإحالتهم للقضاء، والأيام تواصل «البرع» في المولد. مانشيتات مطولة تحكي فيها أن أبناء ردفان ويافع والضالع يتوافدون إلى «الحبيلين» للوقوف على تداعيات«حادث المنصة»!! «الغريب» يكتب عن«الجنوب» وكيف لبى بلمح البصر نداء ردفان، وأعضاء المحفد وخنفر يدينون، والناس زعلانه، والتلفونات لا تتوقف، والمنصة أصبحت قبلة أبناء الجنوب وجبل ردفان. رئيس الجمهورية يعلن في يوم الاحتفال بذكرى 14 أكتوبر في محافظة عدن أن قضايا المتقاعدين حلت، وأنه سيوجه وزارة الدفاع بنشر الحصيلة النهائية لعدد المتقاعدين الذين تم استقبال تظلماتهم في كافة محافظات الجمهورية في صحيفة «الأيام»، مفضلاً إياها على 3 صحف رسمية، ووكالة أنباء يقال أنها الناطق الرسمي وتملك أيضاً مطبوعة يومية، و لكن «الأيام» تخبىء لنا ما لا يتوقع. يُنشر الجدول في مساحة صغيرة بصفحتها، ويحاط من كل جانب بسياج شائك من الأخبار والمانشيتات التي تحتفي بالمنصة وصور قتلى وجرحى المنصة، ولقطات لمشاهد سقوط المنصة والصحيفة التي احتفت بالمنصة، ونشرت نصوص الكلمات التي ألقيت عليها، وفي كل سطر لهم «جنوب» تدل أعلى أنهم...؟ في كل صفحة لهم «جنوب».. الجهات الأربع ألغتها الأيام.. و«البوصلة» التي اكُتشفت أو اخترعت لتحديد الشرق من الغرب والشمال من الجنوب، دهستها الأيام ومحررو الأيام وأصبحت لا تميز سوى الجنوب. - صحيفة واسعة الانتشار كما تقول لماذا تفعل هذا؟! كان من المفترض عليها أن تتحلى بروح المسئولية الوطنية، لا أن يقتصر هدفها على تحقيق قدر من المبيعات على حساب قضايا تتعلق بالوحدة الوطنية. فالمتعارف عليه، أن من مصلحة كل صحيفة أو مؤسسة تعزيز الأمن والاستقرار داخل البلد، لا تأجيج الصراعات والحروب الداخلية والمزايدة على قضايا الوحدة والثورة. «الأيام» صحيفة شعبية، وهذه من الميزات الجميلة التي تكتسبها الصحف الصفراء في بلادنا وخارجها. تستطيع الوصول إلى تفاصيل صغيرة في مديريات المدن التي لاتصل إليها الصحف الرسمية، وتضاعف بذلك من مبيعاتها. تنجح بامتياز في نشر أخبار الجرائم من «القبض على لص» أو: «الإفراج عن سارق» وتكسب احترام اللصوص.. فالأخرى بالأيام أن تتابع مسيرتها في هكذا أخبار، أخبار تتحدث عن انفجار«أنبوبة غاز» في الحبيلين، لا تصور للناس بأن «ثورة» قد انفجرت هنا أوهناك.. الأيام، و باشراحيلاتها، يدركون جيداً أن شريحة مطبوعتهم الواسعة «أحبوها» ليس من أجل «خاطر عيونهم»، ولا من أجل الصحافة الراقية التي تقدمها- كما تدعي، ولكن من أجل أخبار صادرة من أدراج مكاتب البحث الجنائي في المحافظات. أخبار انفجار، مقتل، دهس، اغتصاب.. أخبار تصور حريق محل تجاري في المدينة الفلانية، وتنقل مأساة انفجار «بيضة» في المديرية العلانية. • أنكر الأسعار في الوقت الذي كانت فيه أسعار المواد الغذائية«تدقدق» مفاصل المواطن اليمني طوال شهر رمضان المبارك وما قبله، كانت مطبوعة «الأيام» تظهر بين يوم وآخر بأخبار مطولة، تتحدث فيها عن ارتفاع أسعار الحمير، مرة في مديريات لحج من القبيطة إلى المسيمير، ومرات في مديريات الضالع وأبين وشبوة. وعلى الرغم من الأدوار الاستثنائية التي تؤديها الحمير في كثير من المناطق اليمنية بحملها للأسفار من بطون الأودية إلى أعالي الجبال، وتوفير عناء ومشقة بالغة لمالكيها، إلا أن كثيرين اعتبروا تربع أخبار غلاء أسعارها على حساب مساحات كان يفترض أن تشغلها أخبار لقضايا حياتية عديدة أهميتها لا تستدعي المقارنة اطلاقاً بين الحالتين، تهرب «الأيام» من ملامسة قضايا الناس الجوهرية، واستخفافها المتعمد بقرائها. أحدهم علّق قائلاً: «الاعتماد على الحمير انتهى بمجرد قيام ثورة 26 سبتمبر وزوال العهد البائد، إلا أن«باشراحيل» مازال معتمداً عليها في ظهور مطبوعته، ونحن في القرن ال«21». • بن فرويد كاتب، ناشط حقوقي، شجاع، صاحب قلم «جريح»، محلل نفسي، لكن «عقد أوديب» ما زالت تسيطر على تفكيره، وتطرحه الأرض. خلال الشهور الفائتة، أصبح لزاماً على قراء الأيام «الاصطباح» بوجه وشارب الكاتب أحمد عمر«بن فرويد»، بشكل شبه يومي. إن لم يكتب مقالاً لها، فإن تصريحاً بعنوان طويل يتصدره هامش أطول: الكاتب والسياسي والناشط الحقوقي أحمد عمر ل«الأيام» بات معتاداً على قرائها الكرام.. أحياناً يوجه الدعوة ل«أبناء الجنوب» بعدم السكوت عن قضيتهم «الأم»، وأمهم القضية، وأحياناً «يعزمهم» على الحضور للاحتفال بثورة 14اكتوبر، الثورة التي تعبر عن«ذروة نضالات الجنوب» ضد المستعمر، متقمصاً لدور «الأب الروحي» ل«القضية الأم أربعة وأربعين». في أحد الأعداد، تفاجأ قراء الأيام بعدم وجود مقال ل«والد القضية» ولا تصريح، لكنهم وجدوا ضالتهم: أحمد بن فرويد يقدم استقالته من حزب «رأي» ويقدم معها تحليلاً نفسياً مطولاً عن أسبابها وعتاباً شديد اللهجة للأستاذ/ عبد الرحمن الجفري لأنه لم يفكر في رفع سماعة هاتفه للاطمئنان على صحته بعد ادعائه اختطافه في الوقت الذي فعل ذلك ملايين الشخصيات في الداخل والخارج.. كان الأحرى بك يا جفري أن تتصل أو ترسل«SMS» للاطمئنان على صحة المناضل.. «إدنتا خسرت أكبر شنب في رأي»!! • علّمتني الأيام - علمتني الأيام أن لا أصدق كل ما يقال لي.. أو يكتب.. فكثير من ذلك.. كذب. - علمتني الأيام أن أستمع لكل رأي وأحترمه،و ليس بالضرورة أن اقتنع به. - علمتني الأيام أنه عندما يغيب المنطق.. يرتفع الصراخ. - علمتني الأيام أن«المتسلّق» الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل. - علمتني الأيام أن الفاشلين قسمان.. الأول يفكر دون تنفيذ.. والثاني ينفذ دون تفكير. - علمتني الأيام أن أتبين حقيقة ما أسمع من المصدر وبعدها أطلق أحكامي. - علمتني الأيام أن الكذب والخداع«فن» لا يجيده كل الناس. - علمتني الأيام أن «المصلحة الشخصية» غاية يجب أن نسعى إليها حتى لو كان ثمنها«النفاق». - علمتني الأيام أن «ليس كل ما يلمع ذهباً» وليس كل ما يكتب«رأي صادق». - علمتني الأيام كيف أتعلم الصحافة في 5 أيام، وأجيد سلق الأخبار والاستطلاعات. - علمتني الأيام ألا آخذ الحكمة من أفواه المجانين. - علمتني الأيام أسماء لمديريات يمنية لم أكن أعرفها وأسماء لشخصيات وقيادات تمنيت ألا أتشرف بمعرفتها. - علمتني الأيام أن «الدنيا سلامات» وأنا اقرأ تجاوبات لمناشدات إنسانية وأن«الدنيا قمقم صغير» وأنا اقرأ أفكار كتابها. - علمتني الأيام أن «أعتز بنفسي» حينما أقرأ سطراً مما أكتب وألعنها عندما اقرأ سطراً منها. -علمتني الأيام أن أكون حذراً من «غدر الأيام»!!