رفع أهالي ست قرى يمنية دعوى قضائية لدى المحكمة الجزائية بمحافظة لحج ضد منظمتي (أدرا) و(تراينجل) على خلفية مسئوليتهما عن المأساة الإنسانية التي لحقت بهم جراء توطين آلاف اللاجئين الصوماليين في أراضيهم، وخصهم بالرعاية على حساب مواطني البلد الأصليين. وفي تصريح صحفي ل"نبأ نيوز"، ذكر عدد من أبناء قرى (توران، الخبا، الحجز، بير نور سالم، والخدمه) المحيطة بمعسكر "خَرَز" للاجئين الصوماليين: أنهم لجأوا إلى القضاء بعد أن استنفذوا كافة المناشدات للسلطات المحلية اليمنية والمنظمتين المذكورتين اللتين يشرفان على تقديم الرعاية للاجئين، مطالبين إياهم برفع الضرر عن قراهم التي جفت آبارها جراء الاستهلاك الهائل لمياهها من قبل اللاجئين، وتصحرت أراضيهم من الظمأ، وباتوا يعيشون في حالة من البؤس والمجاعة، في الوقت الذي يتم تقديم الغذاء والماء والرعاية للاجئين فقط. وأضاف المتحدثون: أن حالة سكان هذه القرى المحيطة بالمعسكر تتفاقم سوءً، وقد تفشت بينهم الأمراض والأوبئة، وارتفعت معدلات الوفيات بسبب نقص الطعام، واستخدام مياه ملوثة، وتعذر الحصول على الرعاية الصحية، لكون المنظمات المذكورة تعطي الأولوية في كل شيء للاجئين وليس للمواطنين اليمنيين، منوهين إلى أنهم يضطرون أحياناً إلى التسلل والوقوف بطوابير اللاجئين الصوماليين أمام المركز الصحي الوحيد بالمنطقة من أجل معالجة أحد المرضى، رغم أنهم أبناء البلد. واتهموا المنظمتين بالاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضيهم، وتخصيصها للاجئين، وقطع الماء عنهم ، ثم مطالبة سكان القرى بتركيب عدادات ودفع 2000 ريال شهرياً لكي يتسنى لها إيصال المياه إلى القرى، مشيرين إلى أن هذه المنظمات تسعى لكسب الشهرة أمام الرأي العام، بينما هي في الحقيقة تتسبب في هلاك سكان قرى كاملة، وتحويلهم إلى لاجئين داخل وطنهم. وطالب أبناء هذه القرى كل الجهات اليمنية والدولية ذات العلاقة بالالتفات إلى ماساتهم والكارثة الإنسانية المحدقة بحياتهم جراء نضوب آبار المياه، وانعدام الرعاية الصحية، وانتشار الأوبئة بينهم، بسبب اللاجئين الذين ما زالوا يتوافدون بالآلاف إلى "خرز" بصورة يومية.. يشار إلى أن معسكر خرز يعتبر من أكبر معسكرات اللاجئين الإفريقيين في المنطقة.