القاص والكاتب محمد الغربى عمران، اسم ارتبط بالحركة السردية في اليمن كرئيس لنادى القصة اليمنى، وأبرز المدافعين عن فن السرد، حتى أن البعض يتهمه بالتعصب لهذا الجنس الأدبي.. وفى هذا الحوار الخاطف نحاول أن نخرج ببعض الرؤى الأدبية التي يحملها هذا المبدع وخصوصاً في مجال الإبداع السردي. تمازج لا إلغاء * هل تتفق مع مقولة أننا نعيش في زمن الرواية؟ -- أنا أكتب والتجنيس الأدبي يتم من الآخر لأنه في البداية والنهاية هناك شيء اسمه "كتابة" هو فن.. وعملياً عندما أقول أن القصيدة تستوعب الرواية يكون الأمر صعبا لأن القصيدة لها خصائصها بينما الرواية من السهل عليها أن تستوعب الشعر والدراما والفكاهة، هذه طبيعتها وخصوصيتها لضخامتها وشموليتها.. والشعر إذا كان ملحميا مثل "هوميروس" فهو لا يلغى الرواية.. وفى نهاية الأمر لا يوجد جنس أدبي يوجد على حساب جنس آخر هذا التفكير تفكير عسكري وسياسي.. ففي الفن والأدب لا يمكن أن تلغى الآخر الأمور نسبية.. ونحن في بلد مثل اليمن عمر السرد المعاصر لا يتجاوز خمسين عاماً، بينما في شعوب أخرى عمره مئتا أو ثلاث مائة سنة.. وأنا أرى أنه لا يوجد زمن لجنس أدبي معين على الإطلاق، وإنما هناك نوع من التمازج وفى النهاية يجب أن نكتب بإحساس وهذا هو الأصل.. لازمن للأقصوصة * ونحن نعيش عصر السرعة في كل شيء هل يمكن أن يكون الزمن القادم زمن الأقصوصة؟ -- الأقصوصة لها خامتها وهى قريبة من النكتة ولها تاريخها لكن الرواية لا يمكن أن يحل شيء محلها لأنها تعطيك ثقافات الشعوب، كيف تفكر وكيف تعيش؟ فمن الصعب أن أقول لك أن الأقصوصة سيكون لها زمن.. وأعود لأقول الأقصوصة لها حيز والشعر له حيز والمسرح له حيز والإنسان هو الذي سيبرمج نفسه حتى في زمن السرعة.. السرعة للسرعة ووقت المتعة للمتعة. الهم الإنساني * منذ رواية "زينب" وحتى الآن، هل مرت الرواية العربية بنقاط تحول أم أنها ظلت على نفس رتابتها حتى اليوم؟ -- الرواية موجودة منذ زمن أبينا آدم بشكل أو بآخر، الرواية موجودة في جميع أنحاء الدنيا وبجميع اللغات لكنها تختلف، وتطورت جزئياً ويقولون أنها بدأت في الوطن العربي مع "زينب" بشكلها الحديث لكنها تحولت وتغيرت وظهرت بتقنيات عديدة أما مضمونها فهو ثابت... الحب.. الفقر.. الهم الإنساني.. لكن التطور في الشكل والتقنية دخل أسلوب تقديم الفكرة ومشكلتنا أننا نلهث وراء الغرب ولا نطور واقعنا وكتاباتنا من واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والديني، وبعض المثقفين لا يكتبون بما يرقى بشعوبهم. مقولات تنظيرية * برأيك.. الروائي الجيد هل من الممكن أن يكون شاعراً جيداً؟ -- أنا أؤمن بمقولة: أن الناقد الناجح روائي أو شاعر أو قاص فاشل، والشاعر الناجح أو القاص الناجح أو الروائي الناجح هو ناقد فاشل... لكن يمكن أن يكون روائياً ورساماً ونحاتاً وموسيقياً في نفس الوقت، والمسألة من البداية إلى النهاية فن ووقت وإمكانيات، إذا تملكت الإمكانيات والأدوات ممكن أن تكون إنساناً عظيماً جداً في أعمالك.. وهذه المقولات تنظيرية نتركها جانباً ونكتب هماً، ونبدع، ونظل نطور أنفسنا. عن: العرب أونلاين