يتهدد الانقراض حيوان الوعل في اليمن بسبب تزايد صيده، على خلفية طقوس تعود إلى ما قبل الميلاد. فيما تشير معلومات إلى تسلل صيادين من خارج الحدود وتورط عناصر من وحدات الجيش اليمني في صيد الوعل. وتفيد تقارير رسمية أن صيد الوعل في حضرموت يتم من خلال سوق قطيعه إلى داخل حاجز حيث يتم قتله باستخدام الخناجر وإطلاق الرصاص. ويمثل فصل الشتاء بين كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) موسماً لصيد الوعل في حضرموت، إذ يعدّ تقليداً محلياً متوارثاً منذ العصر السبئي (1000- 300 ق. م). وما زالت تقام له طقوس سنوية تختتم عادة باحتفالات جماعية يشارك فيها أبناء المنطقة وتتخللها الأهازيج والرقصات التي ترفع فيها رؤوس الوعول. وكان فريق يمني أجرى مسحاً على منطقة الوعول في حضرموت، وأعلن أن «أعداد الوعول في المنطقة آخذة في التناقص بوضوح، ويمكن أن تنقرض كلها إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة». وأوضح الفريق أن على رغم توافر البيئة الحياتية للوعول في اليمن في شكل واسع بما يمكنها من النمو والتكاثر، إلاّ أن تزايد صيدها وخصوصاً الإناث منها وصغار السن يمكن أن يؤدي إلى انقراضها. وتستغرق فترة الخروج لصيد الوعل ما بين7 إلى 8 أيام. ويعتقد أن قنص الوعل يعود إلى ما كان يعرف بالصيد المقدس، وخصوصاً «صيد عثتر» الذي كانت تقام له شعائر موسمية، يتصدرها الملك السبئي ويشكل الوعل قوام هذا الطقس. وتفيد الدراسات الأثرية أن قدماء اليمنيين اتخذوا الوعل رمزاً للإله "عثتر"- إله المطر والخصب. ولا تزال منازل يمنية تزين بقرون الوعل التي يبلغ طول قرن الذكر منها ما بين 30 و40 سنتيمتراً. وتحفل لقي أثرية برسوم للوعل في وضع القرفصاء. ويعتقد أن حضور الوعل في التزيينات اليمنية القديمة عائد إلى طبيعة قرونه الآخذة شكل هلال حيث يعد القمر من الآلهة اليمنية القديمة. وكانت قرون الوعل المنحوتة بمفردها قد اتخذت قديماً كنذور. وبدا لافتاً على "بيت الشعر اليمني" الذي تأسس أخيراً اتخاذ الوعل رمزاً له، ولا زالت أسر يمنية كثيرة تحمل لقب الوعل.. ولحم الوعل مفضل لدى كثير من اليمنيين- خصوصاً في حضرموت. وأوصى الفريق بحظر صيد الوعول في منطقة المسح لمدة خمس سنوات وتجديده خمس سنوات أخرى، إذا استدعت الضرورة، إضافة إلى إجراء تعداد للوعول والتحقيق حول قيام جنود في مناطق التنقيب عن النفط والغاز بصيد الوعول. وأشار الفريق إلى قدوم صيادين من خارج الحدود لصيد الحيوان. يشار إلى أن من أهداف صيد الوعل في حضرموت تدريب الشباب على العيش في الصحارى.