وصفت شخصيات سياسية بمحافظة الضالع الوحدة اليمنية بأنها "ليست هبة من أحد ولا مرهونة بأحد، لكنها متجذرة في أعماق التاريخ"، مؤكدين أنه لو أن الإمام أحمد نفسه موجود وقال انه وحدوي وهو مع الوحدة فإنهم سيكونون معه. ودعوا إلى البحث عن إمكانياتهم، والاعتماد على النفس، وتحمل مسئولية الوحدة الوطنية، وعدم السماح لمن وصفوهم ب" ثلة من الحاقدين" بالسيطرة "بأفكارها المريضة على الشارع" والتأثير على الوحدة وتماسكهم ونضالاتهم. مؤكدين "أن من يفكر في العودة باليمن إلى ما قبل 22مايو 1990 فأنه نشاز ولا يستند في دعواه إلى أي شيء" . جاء ذلك على هامش تدشين الموسم الثقافي للمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل أمس الثلاثاء بندوة تحت شعار: (اليمن الكبير – تاريخا وحضارة أرضا وإنسانا .. ثورة ووحدة)، في قاعة الفقيد صالح الجنيد، وبحضور الأخ محمد احمد العنسي محافظ المحافظة، والأخ محمد العتابي أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والمثقفين من مختلف مديريات المحافظة. وقد تضمنت الندوة عدد من أوراق العمل لكلا من د. حمود العودي عضو مجلس أمناء المجلس، والأستاذ سالم احمد الخنبشي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، عضو مجلس أمناء المجلس، والأستاذ سالم محمد حسين عضو مجلس الأمناء بالمجلس، السكرتير الإعلامي لحيدر العطاس سابقا ومستشار رئاسة الوزراء سابقا ناشط في الحزب الاشتراكي حاليا. وتحدث الدكتور العمودي في ورقته حول محور مستقبل اليمن في سياق المعطيات التاريخية وتحولات الحاضر وآفاق المستقبل، حيث لاقت ورقته ارتياحاً واسعاً، وأثارت حماس الحاضرين. وقال العودي مخاطبا الحضور: "لو أن الإمام احمد نفسه موجود وقال انه وحدوي وهو مع الوحدة فاني سأكون معه"، وقال: إن المستقبل اليوم لم يعد مستقبل جماعات أو شعوب مجزئة منفصلة فالعالم اليوم صار قرية، والدور اليوم هو دور العلم ولسنا بحاجه أن نذكر بدور اليمنيين في صناعة التاريخ والحضارة ونشر الإسلام رغم إن الإمامة والاستعمار شكلا عائقا لكن صمود اليمنيين ومقاومتهم للاستفزاز. وتابع: أن الاستعمار أحدث الكثير من المتغيرات في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر حتى خروج اليمنيين بمشروعهم الأعظم والأكبر والأجمل الوحدة اليمنية على أسس سليمة ديمقراطية.. في وقت تحالف العالم ضد وحدتنا استطاع اليمنيون تحقيق هذا الحلم الكبير بصمودهم وتغلبوا على كل العوائق والصعاب. وأشار إلى أن قطر بلد صغير فيه منبر اسمه الجزيرة تلك القناة التي يخشاها كل العالم لان العالم لا يخشون 300 مليون عربي بقدر ما يخشون ما يسمونه النافذة الشيطانية قناة الجزيرة وهي في رأينا نافذة حق وكذلك المقاومة اللبنانية لا تملك طائرات ولا شيء كبير يذكر لكنها قلبت كيان إسرائيل. ودعا العودي إلى البحث عن "دورنا في المستقبل، ويجب أن نبحث عن إمكانياتنا، وان نعتمد على أنفسنا وان نتحمل مسئولية وحدتنا الوطنية لان الوطن الغير موحد لا يستطيع أن يقوم بأي دور ولا ينتظر منه شيء.. فوحدتنا ليست هبه من احد ولا مرهونة بأحد لكنها متجذرة في أعماق التاريخ وهي اثبت من شروق وغروب الشمس وعلينا أن نبحث عن حق هذه الوحدة وهي أنها ثابتة وان السياسة هي المتغيرة وهي الثابت الغير قابل للتغيير". وقال: "والله لو أتى الإمام أو السلطان شعفل يقاتل من اجل الوحدة لوقفت معه ولو أتى أي إنسان تحت أي ادعاء يقول انه سوف يوصلنا إلى الفضاء بدون الوحدة فأني سوف أقول له أنت تكذب علينا وعلى نفسك لكن علينا أن ندرك أن الوحدة هي النظام والقانون وليست بلطجة ولا إلغاء ولا تجاوز للحقوق ولابد من إحلال مبدأ الثواب والعقاب". وقال: إن الفساد هو عدونا الأول وان الناس أصبحوا ينتظرون إلى الإنسان السوي الوطن المستقيم نظرة استغراب وازدراء وهذه نظره قاصرة وعلينا اليوم أن نسعى لان نمتلك العلم والمعرفة. وأكد: نحن نمر بحاله عشوائية لا يعلمها إلا الله لكن علينا أن ندرك إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة شراكه وكلما كانت كذلك ساد الاستقرار والرضا ولم يأتي الفساد والاختلال إلا على أنقاض الإخلال بهذه المعادلة مثل دوافع قبليه تريد أن تعمل لها أشكال زوبعيه داخل إطار الدولة. أما الأستاذ سالم احمد الخنبشي فقد تحدث في ورقته حول وحدة اليمن أرضا وإنسانا موردا الشواهد التاريخية والحضارية والجغرافية ودور اليمنيين في نصرة الإسلام ونشر تعاليمه ودورهم ومشاهد من نضالهم في مقاومة الاحتلال ومجابهة الغزاة. وقال أيضا إن من يفكر في العودة باليمن إلى ما قبل 22مايو 1990 فأنه نشاز ولا يستند في دعواه إلى أي شيء حتى تحقق الحلم وأصبح لزاما علينا جميعا الحفاظ على هذه المنجز التاريخي العظيم وان لا ندع ثلة من الحاقدين تسيطر بأفكارها المريضة على الشارع وتؤثر على وحدتنا وتماسكنا ونضالاتنا. من جانبه شكر المحافظ محمد احمد العنسي كل من أسهم في هذه الندوة وكل الذين حضروا، شاكرا المجلس الوطني لدراسات المستقبل على هذه الخطوات العظيمة على طريق تثقيف الأجيال وتوثيق التاريخ العظيم لشعبنا وامتنا هذا. وقد أثريت الندوة بالعديد من النقاشات والمداخلات صبت جميعها في كيفية الحفاظ على الوحدة اليمنية والسير نحو المستقبل بخطى واثقة من اجل مستقبل أفضل لليمن واليمنيين. وقد أدار النقاش الشيخ محمد إسماعيل الضالعي عضو مجلس الشورى. وبعد الاجتماع عقد المحافظ لقاء ضم ضيوف المحافظة والصحفيين والمراسلين وطالب خلال اللقاء من الإعلاميين توخي الدقة في ما يطرحوه للرأي العام والمصداقية، قائلا: نعدكم بأن الضالع وخلال العام القادم مقدمة مع نقله نوعيه ستذهلكم من حيث المشاريع والبنى التحتية.. فقط كونوا مع الوطن بالطرح الموضوعي ونقل الحقائق وستجدوننا معكم دوما بأذن الله تعالى. تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ عبد الرحمن محمد العلفي قد ألقى كلمه توجيهيه للإعلاميين وشارك في افتتاح الندوة.