بحضور دولة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى واحتفاءً بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية نظمت جامعة تعز صباح أمس الخميس ندوة سياسية وفكرية بعنوان "عشرين عاما من الوحدة وعطاءاتها الديمقراطية والتنموية" . وفي افتتاح الندوة التي حضرها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشوراى والقيادات الامنية وقيادات الاحزاب السياسية ومدراء المكاتب التنفيذية وعدد من رجال المال والاعمال وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة أكد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى على أن هذه الندوة وهي تستعرض انجازات عقدين من الوحدة المباركة شرفها بأن تلفت أذهان الأجيال الصاعدة على أن الوحدة اليمنية واجهت صعوبات كبيرة استدعت عزائم مخلصة وقوية كتلك التي عبر عنها رجال استثنائية ومخلصون في حبهم للوطن وفي دفاعهم عن الوحدة المباركة..منوها على أن الوحدة اليمنية أستمدت قوتها من تلك القامات المحبة للوطن من خلال الحقائق والمعطيات الميدانية التي كانت تؤثر على واحدية الشعب وتماسك وحدته الوطنية . وأضاف: الوحدة اليمنية جاءت حاملة معها بشارة الخير واعدة بتحولات عظيمة على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتي سرعان ما أصبحت حقائق معاشة على أرض الواقع ويصعب حصر تلك الانجازات الكبيرة والتحولات العملاقة في كلمة قصيرة في هذه الندوة العظيمة. مشيرا على أن الوطن شهد ثورة حقيقية في كافة قطاعات البني التحتية قياساً على ما مر عليه في عهد الظلام والتخلف وهي انجازات كبيرة وعظيمة في مجالات التعليم وفي مجال الصحة وفي مجال الكهرباء وفي كافة المجالات المختلفة. وقال:اليمن مضى ويمضي بعزم الأقوياء من أبناء الوطن في انجاز استحقاقاته الوطنية في ضل تحديات لا يمكن إنكارها ومؤامرات يكيدها أعداء الوطن وأعداء الثورة المباركة والوحدة العظيمة يقف ورائهم أشخاص لايريدون الخير للوطن ويرغبون في تمزيقه وإدخاله في صراعات لا تنتهي تعيق تقدم اليمن ولكن هيهات لهم بأن يحققوا أهدافهم خاصة في ضل القيادة الوطنية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ووعي الشعب اليمني. مضيفاً: اليمن اليوم تتمتع بنظم جمهوري تعددي ديمقراطي وهو في تقدم كبير وازدهار ولعل ما يمكن الإشارة إليه في هذا الخصوص هو التوجيه بإقامة حكم محلي واسع الصلاحيات وهو يعد مكسباً كبيرا يضاف إلى المكاسب العظيمة والوطنية الذي حاز عليها شعبنا الوطني بفضله ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر . وكان الأستاذ الدكتور محمد عبدالله الصوفي رئيس جامعة تعز قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بضيوف جامعة تعز وفي مقدمتهم دولة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى.وأضاف قائلا: هذه الندوة تأتي بالتزامن مع احتفالات وطننا الحبيب بمناسبة العيد الوطني العشرين لإعادة تحقيق الوحدة المباركة والتي تحتضنها محافظة تعز ويسر جامعة تعز أن تساهم في منظومة هذه الاحتفالات والتي تشهدها محافظة تعز مع كل المحافظات اليمنية . مضيفاً:إن ما تحقق للوطن في عهد الوحدة المباركة لم يتحقق في أثناء التشطير وإن كان هناك من ينكر تلك الانجازات أو ينتقص منها فهو أعمى البصر والبصيرة أو غارق في التعصب المقيت وأن ما تحقق من منجزات يظهر بوضوح أن حاضرنا أفضل من ماضينا وأن مستقبلنا سيكون بإذن الله أفضل من حاضرنا وبأن مسيرة العطاءات هي مسيرة متنامية ومتجددة لا تثنيها هواجس وأحلام من يسعون الى المساس بها في تعتبر مسيرة كل الأوفياء والمخلصين من أبناء الوطن. مشير إلى أن ذكرى إعادة تحقيق الوحدة المباركة تمثل إنجازا عظيما وحدثا من أبرز الأحداث السياسية التي خط شهادة ميلادها قائدٌ فذٌ وابن اليمن البار فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وبه دخل التاريخ من أوسع أبوابه وبجدارة سيسجل له التاريخ وبحروف من نور بأنه صانع أكبر منجز تاريخي يعتز ويفتخر به كل أبناء اليمن. مؤكدا على أن الوحدة اليمنية حققت للوطن العديد من الانجازات التنموية في كل المجالات المختلفة ومثلت انتقالات وانجازات كبيرة على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي رافقت مسيرة الوحدة المباركة. متمنياً بأن تكون هذه المناسبة محطة للمراجعة والتقييم وللتزود منها للانطلاق نحو مزيد من الانجازات والعطاءات . من جانبه أشار عضو مجلس الشورى عبد الله أحمد غانم في ورقته المعنونة " تحديات في طريق دولة الوحدة " إلى أربع تحديات رئيسية تمثلت في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال " إن مستقبلنا في اليمن هو في الوحدة اليمنية التي في إطارها نعمل جميعا من أجل مستقبل مشرق". وعلى صعيد التحديات أوضح غانم أنه بالنسبة للتحديات السياسية, فكانت تكمن في كيفية الوصول إلى السلطة, إلا أنه ومنذ العام 90 تم قطع95 بالمائة في سبيل تجاوز هذه المشاكل السياسية. وفي ما يتعلق بالتحدي الاقتصادي رأى غانم أننا في اليمن نقدم السياسة في كل شيء و نقدمها على الاقتصاد رغم أن أكبر مشكلة في اليمن هي الاقتصاد. وقال:"بدون فهم المشاكل الاقتصادية لا يمكن الوصول إلى حل للتحديات التي نواجهها". أما على صعيد التحديات الاجتماعية فأعتبر أن الولاء للقبيلة قبل الوطن خلق العديد من التحديات التي تمر بها اليمن. وبالنسبة للتحديات الثقافية فأعتبر غانم ارتفاع نسبة الأمية بأنها تشكل محور ارتكاز التحديات الثقافية في اليمن. عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد محمد الاصبحي أوضح في ورقته بعنوان " مستقبل اليمن في ظل التطورات الراهنة" أنه لا ينبغي حصر الأمور في لحظة زمنية معينة وأن الحديث عن التاريخ ليس هروبا إلى الماضي وإنما استحضار ذلك كرصيد للاستعانة به في مواجهة المستقبل. وتطرق إلى مسيرة الديمقراطية في اليمن التي اقترن ميلادها بالوحدة المباركة ومراحل تطورها وماشهدته من دورات انتخابية نيابية. الأستاذ يحيى حسين العرشي – عضو مجلس الشورى- استهل الندوة بورقة عمل بعنوان (الطريق إلى الوحدة: قراءة تاريخية) تطرق فيها إلى النضالات الوطنية والتضحيات الكبيرة في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية، بالإضافة إلى الاتفاقيات الوحدوية بين شطري اليمن آنذاك والتي قادت نحو تحقيق حلم الوحدة. وتناول الوزير السابق لشئون الوحدة في الشطر الشمالي سابقاً الدور الريادي الوطني والوحدوي الذي لعبته مدينة تعز، في دعمها لنضالات اليمنيين في التخلص من الاستعمار البريطاني في الجنوب والإمامة في الشمال والذي كان من أهم القضايا التي يجب أن يتم الخلاص منها للوصول إلى وحدة الوطن. وأكد العرشي الدور الذي قامت به تعز في استضافة العديد من اللقاءات والقمم بين قيادتي الشطرين والتي كانت غالباً ما تخرج بنتائج فعلية وعملية تعجز عنها لقاءات صنعاء أو عدن أو حتى اللقاءات التي كانت تتم في العواصم العربية، معتبراً أن مدينة تعز كانت مؤهلة لاحتضان الحوار الوطني في ظل أجواء خالية من أي توتر واستفزاز منذ أول لقاء قمة بين الشطرين والذي كان في العام 1970م. واعتبر عضو مجلس الشورى أن نضالات الشعب اليمني للوصول إلى الوحدة قد بدأت منذ وقت مبكر، منذ أن وطأت قدم الاستعمار البريطاني أرض مدينة عدن في عام 1839م. الندة شهدت مداخلات ساخنة من قبل عدد من ممثلي الاحزاب والتنظيمات السياسية رد عليها الاستاذ عبدالله أحمد غانم عضو مجلس الشورى بصراحة ووضوح مهمشاً أدوار بعض الاحزاب السياسية على الساحة الوطنية من المشهود لها بالنضال الوطني كحزب رابطة أبناء اليمن رأي. وفي نهاية الندوة قام الدكتور محمد عبد الله الصوفي رئيس جامعة تعز بتقديم درع الجامعة لدولة الأستاذ عبدا لعزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى تقديرا لجهوده المبذولة وحرصه الكبير على خدمة الجامعة ودعمه المتواصل لها..كما قام رئيس مجلس الشورى ومعه رئيس جامعة تعز بمنح درع الجامعة لكل من الفقيد عمر عبد الله الجاوي والأستاذ عبد الله البار نائب رئيس مجلس الشورى ولأعضاء مجلس الشورى الأستاذ يحي العرشي والأستاذ عبد الله أحمد غانم والدكتور أحمد الاصبحي تقديرا لإسهاماتهم بفعالية في انجاز قيام الوحدة المباركة. هذا وقد رفع المشاركون في الندوة برقية لفخامة رئيس الجمهورية