برعاية الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية - واحتفاءً بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية، نظمت جامعة تعز أمس الخميس ندوة فكرية وسياسية بعنوان(20عاماً من الوحدة وعطاءاتها الداخلية والتنموية) بحضور رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني وبمشاركة نخبة من السياسيين والأكاديميين. وهدفت الندوة التي استضافتها قاعة الثاني والعشرين من مايو بالجامعة إلى استعراض أبرز المحطات التي مهدت لتحقيق الوحدة، وتسليط الضوء على المنجزات التي تحققت خلال عقدين من عمر الوحدة المباركة. كما هدفت الندوة إلى قراءة واقع التجربة الديمقراطية وآفاقها المستقبلية واستشراف أبرز التحديات التي تواجه دولة الوحدة. ارتباط القائد بالمنجزات وفي افتتاح أعمال الندوة أكد رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني مدى متانة العلاقة بين فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح صانع الوحدة وبين المنجزات العملاقة التي نبعت من خيرات وعطاءات الوحدة المباركة، مشيراً إلى أن تلك المنجزات ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بفخامته. كما أكد رئيس مجلس الشورى الدور التاريخي والنضالي والوطني الكبير لأبناء تعز التي تحتضن اليوم احتفالات العيد العشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، منوهاً إلى أن أبناء تعز كانوا سنداً ومدداً لوطنهم وثورتهم وجمهوريتهم في مختلف المعارك الوطنية التي خاضها الوطن في تاريخه المعاصر والتي كان حليفها النصر المؤزر، فالمدافعون عن الجمهورية والثورة والوحدة أثمرت نضالاتهم وكفاحهم بنصر مؤزر وخيرات ومنجزات تشهد على عظمة تضحياتهم الوطنية. وحول الندوة قال الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني: إن الندوة شهدت قراءات ناضجة وواعية ومتبصرة لعدد من الشخصيات التي عايشت الواقع التشطيري ورسمت البدايات الأولى لالتئام شمل الوطن اليمني، وهي بذلك تقدم مقارنة حقيقية بين الواقعين، الأمر الذي من شأنه أن يلفت أنظار الأجيال الجديدة إلى أن تحقيق الوحدة اليمنية استدعى وجود عزائم مخلصة وقوية كالتي جسدها رجال صنعوا التاريخ يتقدمهم فخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح. بشائر الخير وأضاف رئيس مجلس الشورى أن الحاجة إلى الوحدة كانت قوية، أكدتها مؤشرات واحدية الشعب اليمني والمتمثلة في وشائج النسب والجغرافية الواحدة والمصالح المشتركة. وقال: إن الوحدة اليمنية جاءت محملة ببشائر الخير الواعدة بالتحولات العظيمة التي سرعان ما أصبحت واقعاً معاشاً على أرض الواقع، من الصعب الإطاحة بها جميعاً، فهناك ثورة حقيقية في البنية التحتية والخدمات، وخلال عقدين من الزمان أعاد اليمن صياغة حضوره الإقليمي والدولي، وأتاحت الوحدة تحقيق الاستقرار الإقليمي بين اليمن وجيرانه، بالإضافة إلى الإنجازات الديمقراطية الهادفة إلى توسيع المشاركة في اتخاذ القرار لتحقيق التنمية الشاملة. فاليمن يمضي قدماً في تحقيق كافة الاستحقاقات الوطنية والديمقراطية والتنموية رغم العديد من التحديات والصعاب التي تواجه تلك المسيرة. المنجز الأكاديمي وفي ختام كلمته أشار الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني إلى احتضان جامعة تعز للندوة، مؤكداً أن الجامعة تشكل بنية علمية ومنجزاً أكاديمياً وعلمياً كبيراً تعكس التوسع الكبير في هذا القطاع الحيوي من التعليم في مختلف البلاد، بالإضافة إلى توسع مخرجاتها المواكبة لمتطلبات العصر الحديث والمساهمة في عملية التنمية. مقدماً شكره وتقديره لقيادة الجامعة على دورهم الوطني والتنويري. بين يدي الندوة قدمت في الندوة خمس أوراق عمل تركزت حول المحاور التالية : (الطريق إلى الوحدة: قراءة تاريخية، مستقبل التجربة الديمقراطية في ظل التطورات الراهنة، تحديات في طريق الوحدة، التنمية في عهد دولة الوحدة: حقائق وأرقام، والوحدة اليمنية قيمة دينية وحقيقة تاريخية)، وأدار الندوة رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني. الطريق إلى الوحدة الأستاذ يحيى حسين العرشي – عضو مجلس الشورى- استهل الندوة بورقة عمل بعنوان (الطريق إلى الوحدة: قراءة تاريخية) تطرق فيها إلى النضالات الوطنية والتضحيات الكبيرة في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية، بالإضافة إلى الاتفاقيات الوحدوية بين شطري اليمن آنذاك والتي قادت نحو تحقيق حلم الوحدة. وتناول الوزير السابق لشئون الوحدة في الشطر الشمالي سابقاً الدور الريادي الوطني والوحدوي الذي لعبته مدينة تعز، في دعمها لنضالات اليمنيين في التخلص من الاستعمار البريطاني في الجنوب والإمامة في الشمال والذي كان من أهم القضايا التي يجب أن يتم الخلاص منها للوصول إلى وحدة الوطن. وأكد العرشي الدور الذي قامت به تعز في استضافة العديد من اللقاءات والقمم بين قيادتي الشطرين والتي كانت غالباً ما تخرج بنتائج فعلية وعملية تعجز عنها لقاءات صنعاء أو عدن أو حتى اللقاءات التي كانت تتم في العواصم العربية، معتبراً أن مدينة تعز كانت مؤهلة لاحتضان الحوار الوطني في ظل أجواء خالية من أي توتر واستفزاز منذ أول لقاء قمة بين الشطرين والذي كان في العام 1970م. واعتبر عضو مجلس الشورى أن نضالات الشعب اليمني للوصول إلى الوحدة قد بدأت منذ وقت مبكر، منذ أن وطأت قدم الاستعمار البريطاني أرض مدينة عدن في عام 1839م. التجربة الديمقراطية الدكتور أحمد الأصبحي قدم ورقته المعنونة ب(آفاق التجربة الديمقراطية في ظل التطورات الراهنة) مشيراً إلى تطور مفهوم الديمقراطية عند اليمنيين القدماء باعتبارها ديمقراطية مليئة في عهد الملكة بلقيس، مروراً بعهد الديمقراطية المجتمعية الشوروية في الإسلام ثم الديمقراطية بمفهومها النضالي ضد الاستبداد والاستعمار التي تأسست عليها حركة النضال الوطني.. واستعرض الدكتور الأصبحي مسيرة التجربة الديمقراطية في عهد الوحدة اليمنية منذ صدور قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية الذي أسس لمفهوم التداول السلمي للسلطة وساعد على أن تعمل الأحزاب بشكل أكثر حرية، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية اليمنية التي مثلت مصدر فخر لليمنيين. ودعا الأصبحي إلى قيام مصالحة وطنية بين جناحي العملية الديمقراطية في اليمن والمتمثلة في المؤتمر الشعبي العام بصفته الحزب الحاكم، وأحزاب المعارضة تبنى على ضوء خيارات الديمقراطية المتعددة والاحتكام إلى الحوار بغاياته السامية. مستبشراً في ختام حديثه بخطاب فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح داعم الديمقراطية عشية العيد الوطني العشرين وقدرته على وضع أسس للخروج من الأوضاع الراهنة التي يعانيها الوضع الديمقراطي اليمني. تحديات دولة الوحدة في ورقته الموسومة ب(تحديات دولة الوحدة) قال الأستاذ عبدالله أحمد غانم، عضو مجلس الشورى: إن مستقبل اليمن يكمن في الدولة الحديثة التي تمثل إطاراً للتعايش ولبناء الوطن في ظل استشراف المستقبل الواعد.. وأشار غانم إلى أربع تحديات تواجهها دولة الوحدة تكمن في المشكلات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقال: إن المشكلة السياسية تتمحور حول السلطة، وكيفية الوصول إليها، وهذا الجانب تم تلافي أكثر من 95 %من المشكلة السياسية من خلال تحديد أن صناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة هو الحل، بدلاً عن موجات العنف والانقلابات والصراع الدموي الذي لن يعود إلى اليمن بعد إرساء أسس الديمقراطية إلا أن ما تبقى من المشكلة يكمن في الحوار بين الحزب الحاكم والمعارضة. التحدي الآخر الذي ذكره عضو مجلس الشورى كان المشكلة الاقتصادية باعتبار أن اليمن بلد فقير ويعاني ضعفاً حاداً في استخراج موارده وثرواته التي لم تستخرج ولم يتم استثمارها كما يجب، مشيراً إلى أن بناء الإنسان كان هدفاً أساسياً وحاجة ذات أولوية باعتبار أن بناء الإنسان ينتج عنه في المستقبل بناء الأوطان.. المشكلة الثالثة كانت المشكلة الاجتماعية التي قال عنها عضو مجلس الشورى إنها بسبب طغيان الولاء للقبيلة على الولاء للوطن، مؤكداً أن جميعاً يعتز بانتمائه القبلي الذي يجب أن نفرق بينه وبين الولاء والتعصب القبلي والمذهبي. بينما كان التحدي الأخير بحسب الأستاذ عبدالله غانم هو المشكلة الثقافية المتمثلة في أمية أكثر من%60 من الشعب اليمني. التنمية في عهد الوحدة ورقة العمل الرابعة في الندوة ألقاها الدكتور يحيى عبدالغفار- أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة تعز- بعنوان (التنمية في عهد الوحدة: حقائق وأرقام) تحدث فيها عن الوضع الاقتصادي في اليمن منذ إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م وحتى عام 1995م، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي منذ مارس 1995م وبداية تنفيذ برنامج الإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي وحتى عام 2008م والنتائج التنموية الايجابية التي تمخض عنها البرنامج الإصلاحي والذي كان من نتائجه أن ارتفعت في تلك الفترة إلى %5.2 كما تم تخفيض العجز في الموازنة العامة للدولة وانخفاض مديونية اليمن الخارجية وانخفاض معدل التضخم من %45.7 إلى %16.1 وانخفاض معدل البطالة من %35 إلى %15. قيمة دينية وتاريخية «الوحدة اليمنية قيمة دينية وحقيقة تاريخية» كانت تلك ورقة العمل المقدمة من أستاذ التاريخ بجامعة تعز الدكتور عبدالحكيم سيف الدين، والتي تطرق فيها إلى دعوة الإسلام إلى الوحدة والجماعة، وتنبيهه من الفرقة والشتات مستدلاً بالنصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية. كما أكد الدكتور عبدالحكيم أن التاريخ اليمني يؤكد واحدية الشعب أرضاً وإنساناً، وأن اليمن الطبيعية لم تكن على مر العصور إلا موحدة، والتمزق والفرقة لم تكن سوى استثناءات عابرة لا يكتب لها الاستمرار. جامعة تعز رئيس جامعة تعز الدكتور محمد عبدالله الصوفي كان قد ألقى كلمة ترحيبية في بداية الندوة عبّر فيها عن الشرف الكبير لاحتضان الجامعة هذه الندوة العلمية والفكرية السياسية. وقال: إن ذلك يؤكد حرص الجامعة وكافة منتسبيها على المشاركة في احتفالات بلادنا بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية، والذي تحتضنه محافظة تعز تقديراً لإسهامات أبنائها الوطنية ونضالاتهم الوحدوية التي يشهد لها تاريخهم النضالي الكبير. وأضاف الصوفي: إن الوحدة اليمنية مثلت نقطة تحول في مسيرة الشعب والتاريخ اليمني، باعتباره أكبر منجز تاريخي يفاخر به كل اليمنيين ويعتز به كل عربي ومسلم. مشيراً إلى أن ما يرسخ هذا الإنجاز العظيم الدعم الذي حظي به من إرادة الشعب واقترانه بتطبيق الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة. وأكد رئيس جامعة تعز أن الوحدة اليمنية هي قدر ومصير اليمنيين لا تقبل المساومة، يستشعر ذلك كل يمني غيور ومخلص يقف خلف القائد الوحدوي فخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح، صانع الإنجازات العملاقة، منوهاً إلى أن انجازات صانع الوحدة تؤكد أن حاضرنا أفضل من ماضينا ويبشر أن مستقبلنا سيكون أفضل من حاضرنا. كما شهدت الندوة قصيدة شعرية وطنية للشاعر الأكاديمي محمد صالح الريمي. تكريم إجلالاً لدورهم النضالي والوطني قامت جامعة تعز بتكريم عدد من الشخصيات الوطنية والوحدوية التي كان لها فضل وأثر في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية حيث منحت درع الجامعة للأستاذ عبدالعزيز عبدالغني- رئيس مجلس الشورى كما كرّمت كلاً من وزيري شئون الوحدة في شطري اليمن سابقاً الأستاذ يحيى حسين العرشي والأستاذ راشد محمد ثابت بالإضافة إلى نائب رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالله البار، وعضوي مجلس الشورى عبدالله أحمد غانم والدكتور أحمد الأصبحي وكذا المناضل الوحدوي الفقيد عمر الجاوي الذي منحته درع الجامعة تقديراً لجهوده الوحدوية. برقية إلى رئيس الجمهورية في ختام الندوة رفع المشاركون فيها برقية تهنئة بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية جاء فيها: يسرنا نحن المشاركين في ندوة (20عاماً من الوحدة وعطاءاتها الديمقراطية والتنموية) التي نظمتها جامعة تعز يوم 20مايو 2010م أن نرفع إلى فخامتكم أسمى آيات التهاني الصادقة بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية، متمنين لكم دوام الصحة والعمر المديد، ولوطننا وشعبنا التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة لمسيرته الظافرة بالمنجزات والتحولات التنموية الكبرى. إن الوحدة اليمنية منجز وطني وقومي تحقق بعد تضحيات جسام قدمها أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، وقد كبرت هامات اليمنيين حين رفرف علم دولة الوحدة في 22مايو 1990م ودخلوا التاريخ بقامات مديدة ومهابة عندما وحدوا إرادتهم وارتضوا الديمقراطية خياراً وحيداً لبناء اليمن الجديد. فقد شكل النهج الديمقراطي التعددي السلمي في بلادنا خلال عشرين عاماً من عمر الوحدة سياجاً واقياً حفظ الوطن من الانزلاق في المغامرات الطائشة النزقة للوصول إلى السلطة بالقوة أو العنف وتعززت التجربة الديمقراطية وتطورت واكتملت لها شروط النضج من خلال ممارسة أبناء شعبنا الواعية والمسئولة ونالت إعجاب العالم المتمدن الحر. إن الوطن شهد خلال العقدين الماضيين في ظل قيادتكم الحكيمة طفرة تنموية كبرى لم يشهدها من قبل في مختلف المجالات، وجامعة تعز تحتضن هذه الندوة هي إحدى الثمار الطيبة للوحدة المباركة التي تحققت في عهدكم الميمون، وهي تؤدي دوراً حضارياً وتنموياً وثقافياً وتقوم بنشر رسالة الخير والمحبة والتسامح. إن المشاركين في الندوة يقدرون عالياً جهودكم المخلصة لتعزيز الوحدة الوطنية وتطوير عملية التنمية وتأصيل ثقافة المحبة والحوار، يسألون الله أن يمدكم بالعون والتوفيق لما فيه رفاه الشعب وتقدم الوطن وأمنه واستقراره. المشاركون والمشاركات في ندوة (20عاماً من دولة الوحدة وعطاءاتها الديمقراطية والتنموية). جامعة تعز 20مايو 2010م.