أفاد برنامج الأغذية العالمي في اليمن أنه قرر تمديد عمليات تقديم المساعدات الغذائية للنازحين والمتأثرين بالنزاع في محافظة صعدة شمال اليمن حتى شهر مارس/آذار 2008، مرجعاً قراره هذا إلى تحسن الوضع الأمني الذي أصبح يسمح بتوصيل المساعدات الغذائية إلى عدد أكبر من المستفيدين في المنطقة. وذكر محمد الكوهين- مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن- أنه سيتم توصيل المساعدات إلى حوالي 77,000 شخص شهرياً، وهو أكثر من ضعف عدد المستفيدين في الأشهر الماضية. وقال الكوهين أن "هناك العديد من الأشخاص الذين أُجبِروا على مغادرة ديارهم وأصبحوا نازحين. ولأنهم عاجزين عن الوصول إلى مزارعهم وموارد دخلهم، تزداد حاجتهم للمساعدات الغذائية. كما تعرضت بيوتهم ومزارعهم للدمار أو النهب، ولذلك نقوم بتزويدهم بحصص غذائية يومية. فنحن نتولى حالياً توزيع حوالي 600 طن من المواد الغذائية في منطقة صعدة". مشيراً إلى أن المواد الموزعة تشمل القمح والزيت والبقوليات والسكر والملح بالإضافة إلى البسكويت عالي الطاقة الذي يتم توزيعه على الأطفال دون سن الخامسة. ووفقاً للكوهين، تستهدف المساعدات الغذائية أيضاً المناطق المجاورة لمدينة صعدة والتي شهدت تحسناً في الوضع الأمني مما سهل عملية توصيل المساعدات. وكان برنامج الأغذية العالمي قد بدأ في شهر يونيو/حزيران 2007 تقديم المساعدات الغذائية لحوالي 20,000 نازح في مدينة صعدة. كما قام في شهر سبتمبر/أيلول 2007 بإطلاق عملية طوارئ لثلاثة أشهر لمساعدة 36,000 نازح عن طريق توفير 2,442 طن من المواد الغذائية التي تبلغ تكلفتها 1.7 مليون دولار. وكان برنامج الأغذية العالمي أطلق مناشدة لجمع مبلغ 3.3 مليون دولار التي يحتاج إليها من أجل التمديد الجديد. وفي هذا الإطار، أوضح الكوهين بالقول: "إذا كانت هناك فجوة في التمويل، فإننا نحاول أن نملأها من الاحتياطي المالي لبرامجنا في اليمن ثم نعيدها بعد حصولنا على التبرعات. هكذا نتمكن عادة من إنقاذ عملياتنا". وأضاف أنه أُخطِر في 8 ديسمبر/كانون الأول أن المملكة المتحدة ستتبرع بمبلغ 100,000 جنيه إسترليني (حوالي 200,000 دولار) لمشروع صعدة، وأشار إلى أن العمليات الأخيرة لتوزيع المساعدات الغذائية شكلت إنجازاً عظيماً، "فقد تمكن البرنامج دون شك من إنقاذ العديد من الأرواح". وكان القتال بين القوات الحكومية والثوار الشيعة في منطقة صعدة قد بدأ في عام 2004 وازداد حدة خلال بداية هذه السنة. ولا يزال التوتر قائماً بين الطرفين بالرغم من اتفاقية الصلح التي تم توقيعها في شهر يونيو/حزيران 2007.