أطلق برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة في اليمن لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي تؤثر على ملايين اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وتبلغ ميزانية العملية 30 مليون دولار ومن المتوقع أن تبدأ خلال أسابيع قليلة في ثمانية من محافظات اليمن الإحدى والعشرين. وكشف محمد الكوهين، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن،: "لدينا الآن عملية طارئة جديدة لمخاطبة مشكلة ارتفاع الأسعار بالتحديد. ستلبي هذه العملية احتياجات حوالي 700,000 شخص مع التركيز على الأطفال بين سن الثانية والخامسة والنساء الحوامل، فهذه هي الفئات الأكثر تأثراً بارتفاع أسعار الغذاء". وأضاف: أن البرنامج يبحث مع الحكومة تنظيم عمليات التوزيع لحوالي 500,000 طن من القمح الذي تبرعت به دولة الإمارات العربية المتحدة. وستستمر هذه العملية لعام واحد ومع نهاية عام 2009 سيقوم برنامج الأغذية العالمي بتقييم الوضع وتحديد الحاجة للاستمرار في تقديم المساعدات. وتستهدف العملية 200,000 شخص وتتضمن توزيع الأغذية على الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الثانية، للتخفيف من أثر ارتفاع أسعار الغذاء والتقليل من انتشار سوء التغذية الحاد بينهم. ويعد اليمن واحداً من أفقر دول العالم إذ يأتي في المرتبة 153 من بين 177 دولة على مؤشر التنمية البشرية 2007-2008. ومنذ وقت قصير وضع برنامج الأغذية العالمي اليمن بين 30 دولة من أكثر الدول في العالم تأثراً بارتفاع أسعار الغذاء. ووفقاً لتقرير انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2006 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يعاني اليمن من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي إذ أن أكثر من ثلث سكانه يعانون من سوء التغذية المزمن. وأضاف تقرير الفاو أن عدد الجياع ارتفع في البلاد من 4.2 مليون شخص في الفترة بين عامي 1990-1992 إلى 7.1 مليون شخص بين عامي 2001-2003. كما تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص في التغذية بين 34 إلى 37 بالمائة. كما يندرج اليمن ضمن قائمة البلدان ذات الدخل المنخفض ويعتمد بشكل كبير على استيراد الأغذية. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي تستورد البلاد حوالي 75 بالمائة من احتياجاتها الغذائية. وقال الكوهين أن ارتفاع أسعار الأغذية يؤثر على تعليم الأطفال حيث قال: "عندما ترتفع أسعار المواد الغذائية، يصرف معظم الناس أموالهم على الطعام الذي يستحوذ على 65 إلى 70 بالمائة من دخلهم. ولا بد أن يكون ذلك على حساب الصحة والتعليم". ينفذ برنامج الأغذية العالمي مشروعاً للإبقاء على الفتيات في المدارس يتضمن تقديم حصص غذائية لأسرهن. ويستهدف هذا المشروع 96,000 فتاة في 1,300 مدرسة، وفقاً للكوهين الذي أضاف أنه سينتهي عام 2011 وسيوفر حوالي 75,000 طن من الأغذية التي يقدر ثمنها بحوالي 54.2 مليون دولار.