بالنيابة عن منظومة الأممالمتحدة المعتمدة لدى حكومة الجمهورية اليمنية، نعى مكتب المنسق المقيم لأنشطة الأممالمتحدة السيدة/ فيلافيا بانسيري ببالغ الحزن والأسى ضحايا الحادث المأساوي الأليم الذي وقع في الجزائر، والذي تسبب في فقدان العديد من موظفي الأممالمتحدة و غيرهم من المدنيين الأبرياء. وبهذه المناسبة الأليمة- فقد أفاد المكتب برسالة تلقتها "نبأ نيوز"- بأنه سيتم فتح سجل للتعازي في مكتب الأممالمتحدة يومي السبت والأحد الموافقان 15 و 16 ديسمبر 2007، من الساعة الحادية عشرة صباحاً، و حتى الثانية ظهراً. وذلك بمكتب الأممالمتحدة بصنعاء، بشارع الستين الغربي، جوار مجمع الأوقاف، خلف وزارة حقوق الإنسان. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أدان يوم أمس الأول بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت صباح اليوم في العاصمة الجزائر والتي أودت بحياة نحو 45 شخصا، بمن فيهم عدد من موظفي الأممالمتحدة. وقد وقع أحد الانفجارات بالقرب من مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مما أدى إلى تهدم جانب من المبنى ومكتب الأممالمتحدة الإنمائي. بينما وقع الانفجار الثاني بالقرب من المحكمة الدستورية العليا. وقال الأمين العام "إن الكلمات تعجز عن وصف صدمتي وغضبي إزاء الهجوم الذي استهدف بعثة الأممالمتحدة في الجزائر". وأضاف الأمين العام "لقد كان هجوما جبانا ضد الموظفين المدنيين الذي يخدمون الإنسانية تحت شعار الأممالمتحدة، وهو هجوم غير أخلاقي وغير مبرر حتى من وجهة نظر سياسية وحشية". وقد أبلغ الأمين العام مستشاريه من مكتبه التنفيذي ومن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وإدارة الأممالمتحدة للأمن والسلامة بالتوجه إلى الجزائر فورا. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة، ماري أوكابي، إن المنظمة لا تستطيع تقديم أرقام محددة عن الضحايا حتى يتم التأكد وإبلاغ عائلات الضحايا، إلا أن المعلومات الأولية تشير إلى 10 وفيات. وتقوم الأممالمتحدة بالتحقق مع المستشفيات وفحص مكان الانفجار ومحاولة العثور على أدلة للوفاة، بينما تواصل فرق الإنقاذ عملها. وقالت أوكابي إن الأممالمتحدة تحاول التأكد من 14 من موظفيها، ويبلغ عدد الموظفين الدوليين في الجزائر 40 موظفا، منهم 19 مقيمون هناك و21 آخرون بصفة مؤقتة بالإضافة إلى 115 موظفا محليا. ويضم مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي موظفين من البرنامج وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة العمل الدولية وصندوق الأممالمتحدة للسكان وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وإدارة الأمن والسلامة. من ناحيته أعرب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيرس، عن صدمته وغضبه، واصفا الانفجارات بالمريعة. وقالت المفوضية إن المسح الذي أجري على الموظفين أوضح مقتل سائق وفقدان شخص آخر بينما تم العثور على بقية الموظفين، على الرغم من إصابة بعضهم جراء الانفجار. وقال غوتيرس "إن الأممالمتحدة هيئة تعمل من أجل السلام في العالم، وتحاول أن تكون وسيطا نزيها، خصوصا عندما تتعامل مع الاحتياجات الإنسانية للاجئين وغيرهم من ضحايا العن والاضطهاد، مما يجعل هذا النوع من الهجوم مناف للعقل". كما أدان المدير الإداري لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، كمال درويش، الهجوم قائلا "إنه لمن الاهانة عدم احترام المتطرفين للحياة الإنسانية وقدسيتها، وأن يكون من بين الضحايا عاملون بالإغاثة". كما أعرب رئيس الجمعية العامة، سيرجن كريم، عن قلقه البالغ إزاء استهداف مكاتب الأممالمتحدة وهي المرة الثانية التي يقع فيها مثل هذا الأمر. فقد تعرض مكتب الأممالمتحدة في بغداد إلى تفجير أودى بحياة 22 شخصا، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام في العراق آنذاك، سيرجو فييرا دي ميللو. وقال كريم إن هجوم اليوم يوضح جليا أن الإرهاب تحدي عالمي مستمر ولا يعرف أي حدود.