إننا عندما نقف على وضع المغترب اليمني الأمريكي وأسباب تأخره في الظهور والمشاركة في الحياة السياسية والعلمية في المجتمع الأمريكي نجد أن هناك عدة أسباب أولها أن الرعيل الأول من المهاجرين اليمنيين إلى أمريكا اعتبروا أنفسهم مغتربين من أجل جمع ما تيسر من المال والعودة إلى أرض الوطن لأسرهم ولذلك لم يهتم الكثير منهم بالتعليم أو المشاركة في الحياة السياسية بالإضافة إلى أن شريحة كبيرة منهم كانوا أميين وقد أكتفوا بان يقوم الأخوة الأشقاء من أقطار عربية أخرى بتمثيلهم والتحدث نيابة عنهم. ولكن في العقدين الأخيرين من القرن العشرين بدأت هجرة من نوع جديد حيث بدأ المهاجرون يستقدمون أفراد أسرهم بالكامل وبدأوا اهتمامهم بالتعليم والمشاركة في الحياة السياسية الأمريكية وظهور الجيل الثاني من أبناء المهاجرين الذين يتقنون اللغة الإنجليزية وبدأت الجامعات تستقبل ا بناء وبنات اليمنيينالأمريكان وبأعداد كبيرة حتى نوعية المهاجرين الجدد الأكثرية من حملة الشهادات الجامعية. مما أدى إلى نشاط غير عادي من قبل جمعيات وأفراد داخل الجالية اليمنية للوصول إلى الصدارة بل جذبت أنظار كل من حولها إلى هذه الجالية الفتية التي أبت على نفسها إلا أن يكون لها دور في المشاركة في بناء هذا الصرح الديمقراطي الكبير (الولاياتالمتحدةالأمريكية) وعدم التخلي عن الوطن الأم بل البحث عن وسائل لدعم اليمن علميا كما تقوم بعض المؤسسات بمحاولة الربط بين الجامعات اليمنيةوالأمريكية أو اقتصاديا بمحاولة الاستثمار وقد لا أبالغ إذا قلت أن كل اليمنيين الأمريكيين يشاركون في دعم الاقتصاد اليمني من خلال بناء استثمارات في اليمن أو على الأقل إرسال العملة الصعبة لأسرهم وأصدقائهم. إذًَا هذا هو اليمني الأمريكي بين الماضي والحاضر فماذا عن المستقبل؟ إن مستقبل اليمني الأمريكي من وجهة نظري مبشّر بخير في جميع المجالات التعليمية والمهنية فمثلا هنالك الأطباء والمدرسين وكما نرى الإقبال على الجامعات والمعاهد المختلفة وهذا يؤكد التوجه العلمي و كذلك المشاركة الفاعلة في المجالات الإنسانية كالجمعيات والمؤسسات الخيرية وانتشار الوعي السياسي بين أبناء الجالية من خلال المشاركة في الأحزاب السياسية وممارسة أهم حق وطني وهو الانتخاب والترشيح. و لعلى آخر المجالات كان المشاركة في الجانب الإعلامي في الولاياتالمتحدةالأمريكية فهاهي الجالية اليمنية تمتلك منابر إعلامية من خلال الانترنت والصحف المختلفة وهذا إن دل على شي فإنما يدل عل أن أبناء وبنات الجالية اليمنيةالأمريكية قبلوا التحدي وأبوا على أنفسهم إلا أن يكونوا عنصرا فعالا يحسب له ألف حساب. * نائب رئيس لجنة العلاقات الإنسانية في مدينة همترامك (اليمني الأمريكي نت)