أحداث سبتمبر 11 كانت قاسية ومؤثرة على شعوب العالم . يعتقد البعض أنها كانت مخصصة فقط للشعب الأمريكي كحكومة اولآ، وكمجتمع معتبرين في ذلك إن الأزمات في الشرق الأوسط هي أزمات يتم تصديرها من البيت الأبيض، وان مشاكل الأمة الإسلامية هي بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وان حل هذه الأزمة يستوجب تدخل أمريكي عادل أو محايد فان مشاكل الإسلام مع الغرب ستنتهي وتتوقف... الخوض في الإجابة ليس سهلآ إذا ما أدركنا إن الصراعات الإسلامية ما زالت حبيسة المذهبية. والتنوع المذهبي أصبح عبئا أكثر من كونه ميزة.. وحالة لبنان مثال علي ذلك من جهة، وكذلك لم تستطع الدول الإسلامية جعل مصالح أمريكا مرتبط بالمؤسسات التعليمية الثقافية، ومحاولة الهروب من فخ نظرية صدام الحضارات وان يكون في الحسبان إن المصالح النفطية يمكن المحافظة عليها بسياسة القوة أما المصالح التي ترتبط بمجال التعليم الأكاديمي فهي مستمرة وتحكمها مؤسسات ثابتة ولم تظهر حتى الآن أي محاولة لتمهيد الأجواء لجعل الاستثمار الأمريكي يرتبط بمصالح الدول العربية وهذا ما يعني منه عرب أمريكا.
ومن خلال الأحداث التي أفرزتها حادثة سبتمبر 11، كان أول نتائجها هو إعلان انتهاء شهر العسل للجالية العربية في أمريكا ، وهو إعلان غير مكتوب ولكنة ملموس. وبرغم ذلك يظل الدستور الأمريكي هو المرجعية التي لا يمكن اختراقه إلا بتعديل، ولقد كانت هناك محاولات لخرق الدستور في تقليص الحريات- مثل القانون الوطني وهو كرد فعلي كان لابد منة للدفاع عن البلاد لمواجهة عدو بنفس أدواته المتعود عليها.
ما يخص المهاجرين والمغتربين اليمنيين كانت حادثة 9/11 نتيجتها مرهقة نفسيآ واجتماعيا. فبجانب إن بعض المنفذين هم من أصول يمنية، وان منظمة القاعدة هي المدبر الرئيسي، و ابن لادن هو يمني الأصل، وزد على ذلك إن وسائل الإعلام المحلية في بعض الولايات عملت على تركيز الأضواء على تجمعات اليمنيين وجعل الإرهاب صفة إسلامية بشكل عام ويمنية بشكل خاص .. فبرغم مهاجمة المشبوهين يطرق استفزازية في بعض الأحيان ولكن سريعآ ما تنهى بقرار المحاكم ولقد كانت أيام مرهقة للعرب واليمنيين خاصة بحكم إن الهجرة اليمنية كانت حتى منتصف التسعينات محصورة علي أبناء الريف، والفئة التي لم تستطيع النيل من فرصة التعليم لظروف قاهرة.. وللأسف الشديد هناك عرب ما زالوا يعتقدون إن اليمنيين هم عرب من العصور الوسطى وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم متجاهلين إن تأثيرهم ووجودهم حي ومؤثر وما إعلان وإقرار إقامة الأذان في المساجد في احدي المدن الأمريكية لهو نجاح لسهولة اليمنيون في ادخل ثقافتهم الإسلامية في مقررات الجامعات الأمريكية التعليمية واستطاعت أن تدافع عن ثقافتها كخطوة - ومثال علي تأثير المهجرون اليمنيون في التنوع الثقافي، وحيث فشل ين لادن في المساعدة علي انتشار الإسلام بالطريقة الانتحارية نجح اليمنيون في مدينة "همترامك" الأمريكية في إقرار إقامة الأذان بالمكبرات الصوتية كخطوة اولي في انتشار الدعوة، ولكن بطريقة حضارية، وبحماية الدستور الأمريكي.
لقد كان قرار دمج وزارتي الخارجية والمغتربين من القرارات الحكيمة على أن يكون قطاع المغتربين قطاع يدير شؤونه متخصصين، ومن لهم خبرة كافية مدعومآ ببرامج تبدأ في تأهيل المغترب قبل سفره، وتنتهي بدور المغترب بدعم خزينة الدولة كواحد من احد الموارد البشرية في عملية التنمية اليمنية.. وما نرجوه أن يركز الانتباه للحالة الاغترابية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، وان تكون وزارة الخارجية- كما عهدت- برغم محاولة البعض وإصرارهم على جعل قطاع المغتربين امتداد لمصلحة شئون القبائل.