أثبتت السنوات الماضية وخاصة بعد تحقيق الوحدة ، أن الرئيس صالح بدأ في أشراك جميع مراكز القوي من حيث معايير اختيار الأشخاص للمناصب السياسية مقارنة لما كان في السابق، فلقد كان التغيير الأخير هو محاولة من النخبة الحاكمة في كسر الحواجز المعيقة لتطوير الإدارة كخطوة أولى ابتدءا من تغيير الأشخاص . ترسيخ الأمن، بناء البنية التحتية ، رسوخ إيديولوجية واضحة بعيدة عن التطرف لليمين أو الشمال ومنسجمة مع الدول العربية الإسلامية تتفاعل مع التوجه الإقليمي والدولي من واقع المصلحة العامة وكل ما ذكر يحتاج إلى أيدي يقظة تراعي مصلحة اليمن كدولة وإنسان . إن تغيير الأشخاص هو لب التغيير، ففي المجتمعات الحديثة والتي سبقتنا في الحداثة في كل المستويات ، فالدستور الأمريكي علي سبيل المثال واضح ولا يحتاج إلى توضيح فقط يحتاج إلى من يطبق قوانينه من واقع المصلحة الأمريكية، فلقد تم تعين رامسفيلد وزير للدفاع في فترة معينة وتم إبعاده فتعينه كان لمصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإبعاده كان ايضآ لمصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية . هناك من يعتقد إن أي تغيير حكومي في اليمن ما لم يكون من مجموعة تكنوقراطيين لن يؤدي إلى نتيجة مستقبلية ،ومن يتابع تركيبة المجتمع اليمني وإمكانياته المتاحة يؤكد أن ليس من الضروري أن يتولى تكنوقراطيين فلقد أثبتت التجربة السابقة أن هناك قصور من بعض الأكاديميين في واجباتهم عند التطبيق ، ففي إدارة الحكم في مجتمع يشبه اليمن في تركيباته يحتاج الحكم إلى خبرات ممزوجة بمستوي علمي وهذا ما أثبتته تشكيلة الحكومة الجديدة . لقد نجحت القيادة السياسية في اختيار الحكومة من حيث أنها أفرزت توجه وطني بحت بعيد عن الطائفية ،المناطقية ،المذهبية فهناك الزيدي والشافعي و الشمالي والجنوبي والأكاديمي وأصحاب الخبرات فلقد أثبتت خبرة الرئيس صالح أن التغيير الحكومي المستمر هو احد الحلول المهمة في تطوير الإدارة بكافة جوانبها . ما يدور في الشارع السياسي اليمني بجميع توجهاته هو التركيز على من هو المستشار الحقيقي في عملية الاختيار ومن خلال الأسماء المطروحة ، يتبادر إلى الأذهان إن مستشارين الرئيس صالح لهم بعد نظر في الاختيار وخاصة في اختيار الوزارات السيادية. الحكومة الجديدة تواجه تحدي قديم جديد هو بناء البنية التحتية وهو المحك الأساسي في تقيم أعمالها، فمن يعتقد إن تولي الوزير في وزاره هو فقط عبارة عن منحة وهبة يستفيد منها قدر ما يشاء فهو يتجاهل وضع اليمن وقوة الرقابة الإعلامية وكيفية كشف التجاوزات حتى وان لم يتم البت فيها في الوقت الحالي .